شتهرت الصين القديمة بأربعة مجالات علمية متطورة تماما سبقت بها غيرها من الأمم قديما وهي علوم الفلك والحساب والزراعة والطب الصيني. وكانت هذه العلوم متعارف عليها حينها كأنظمة متكاملة للمعارف والتقنيات ذات خصائص ثقافية تقليدية صينية قدمت للبشرية قديما الكثير من الإسهامات العظيمة. وفي الصين الحديثة، لم يتبق من هذه العلوم الأربعة سوى الطب التقليدي حيّا وشائعا ومحتفظا بتقدمه، حيث لم يستطع العلم الغربي أن يحلّ محله، وما زال هذا الطب التقليدي يلعب دورا كبيرا في حياة الصينيين حيث أنه إلى اليوم مازالت كل كليات الطب في الصين تدرس التخصصين الغربي والصيني في مجال الطب. وبما أن الطب التقليدي الصيني قد ظهر في فترة لم يكن فيها أي تقدم علمي، إذن كيف تمكن هذا الطب من البقاء حيّا فعالا حتى يومنا هذا في ظل وجود الرعاية الصحية الحديثة التي يمكنها تغطية كافة الاحتياجات الطبية؟ وهل الطب التقليدي الصيني علم أم مجرد تجارب متراكمة؟ وهل بإمكانه المضي قُدما في طريق تطوره الخاص؟ أم أنه سيتلاشى أمام مَدّ الطب الغربي الحديث؟ أسئلة كهذه تشغل بال الكثير من الناس في الصين وخارجها، كما يهتم القارئ العربي بوجود بديل صحي آمن للطب الغربي الذي يعتمد على الكيماويات في علاجه بعكس الطب الصيني الذي يعتمد فقط على الطبيعة، لذلك نقدم لك عزيزي القارئ هذا الكتاب الذي يشرح لك ماهية الطب الصيني التقليدي وتاريخه وحاضره، لعلنا نكون بذلك نخطو خطوة أولى في طريق دخول الطب الصيني التقليدي فعليا إلى عالمنا العربي.