الإصبع الخامس
كما تنبأ المؤلف في روايته الرائعة "رجال بأربع أصابع" بحتمية اقتتال الأخوة في يوغسلافيا الفدرالية، وتقسيمها إلى دويلات، بعدما بدت من أفضل الدول هدوءاً واستقراراً، حتى دخل إليها الربيع الأوربي، أو ربيع براغ كما يسمونه، وبثَّ نار الفرقة بين تلك الشعوب، التي صوروها كشعوب متناحرة تعيش قسراً في وطن واحد. الرواية التي ألفها عام 1975، أي قبل الاقتتال والانفصال بخمسة عشر سنة أو عشرين. وصدقت تلك النبوءة بعمق ذلك التعليل ونفاذ الرؤية. يعود في الاصبع الخامس ليفضح الحقيقة العارية: الإرهاب لم يولد هنا... بل نشأ هناك أولاً.. هناك.. هناك.. إنها نبوءة ورؤية صادقة جداً لما حصل في يوغسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، رومانيا، جورجيا، أكرانيا وغيرها.. وسمي بالثورات الملونة. علماً بأنها كتبت في 1978م أي قبل سنوات وسنوات من حصول تلك الأحداث. إنها عمق الرؤية وصدقها. قوة التحليل. المقدمات والنتائج، التي تشرح بقوة وحرفية حقيقة الشر الفظيع في أطر عالمية تجعله رمزاً عالمياً ومؤكداً.منزل احلام ان
تقرر ماريلا كثبرت جلب صبي من الميتم ليساعد شقيقها ماثيو الذي تقدّم في السن في أعمال البراري الخضراء. ولكنّ يد القدر تتدخّل وترسل إليهما فتاة في الحادية عشرة هي آن شيرلي لتبدأ سلسلة من الأحداث تغير حياتها وحياتهما إلى الأبد.أسرار قمرة الدوحة وعجائب المملكة
ان المكان مكتظًا بالزوار،بعضهم يلتقط صورًا تذكارية،وآخرون يشاهدون المعروضات الاثرية،بدأت المصابيح المعلقة فوق رؤوسهم تترنح فاحسّوا بخطب ما!وسرعان ما زادت الإهتزازات تحت أرجلهم،وما هي إلّا لحظات حتى زادت شدة الإهتزاز..بدا الناس بالتدافع للخروج من المكان_خاصة بعد سقوط عدد من الإضاءات التي تهشمت على الأرض،فصاح احد رجال الامن مشيرًا إلى البوابات:”من هنا بسرعة”.أنطولوجيا الحمير
ليس هذا دفاعاً أو مرافعةً بقدرِ ما هو بحثٌ تاريخي. تقصٍّ دقيق لكائنٍ كان في الأسطورة ذو مقامٍ عال رفيع. في بابل، في مملكةِ القداسةِ الساذجةِ الأولى، احتلَّ هذا الكائنُ المرهفُ الحسّ قمةً عالية. لكن قسوةَ خلفاءِ حمورابي، الذين حولوا المدنَ إلى قلاعٍ صمّاءَ شاهقةٍ عالية ثم احترقوا فيها وهي صلصال، كتبوا بعضَ خيوطِ هذه المأساة المروعة. البياضُ الطاهرُ للونِ، البراءةُ، الصفاءُ الروحي الذي يبدو في عينيه، الغفلةُ الكبيرةُ التي تحولتْ لعبودية، كلُّ هذه السمات جعلتْ هذا الكائنَ ينحدرُ إلينا، يجيءُ بأعدادٍ وافرة هرباً من قسوةِ الشمالِ وحرائق مدنه. إنني على أعتابِ رسالةٍ سمّها ما شئتَ لكن لابدَّ لها من حمار. الرسالةُ موجودةٌ لكن الحمارَ غيرَ موجود. هل يمكنُ أن يذهبَ رسولٌ الآن بسيارة مثلاً؟ هذا غيرُ ممكنٍ ومضحك. حين نبدأ من حمورابي نجدُ أن الأمرَ بحدِّ ذاتهِ كان مشكلةً، هل وصل الحمارُ لدى تلك الحضارة السامقة إلى أن يكون إلهاً حتى أن اسمَ الحاكمِ التصقَ بهِ؟ أم أن ذلك راجعٌ لتشابهِ اسم الحاكم مع حمروةِ الأرضِ أو أن الأرضَ حمّرها البشر؟ وهم دائماً يلصقون بلادتَهم ووحشيتَهم بهذا الكائنِ العظيم الرقيق.جنوب جدة... شرق الموسم
عاد محسن بالزمن خمسين عاماً ليرافق خاله حسين في رحلة انكساراته. جمعتهما بلدة القاسمية. الخال حسين المزهو بوسامته والمشغول بملاحقة الجميلات، ومحسن الفتى الصغير الفرح بقدوم المخاضرة من الجنوب للعمل في جني المحاصيل ليشعلوا ليل البلدة الهادئة بغنائهم ورقص فتياتهم، ونصيبه منهم متعة التقرّب من خديجة وفاطمة... أحب الخال حسين سلمى لكنّ حسابات والده مختلفة فكان الخصام الذي انتهى بقرار السفر إلى جدّة بحثاً عن علاج للقلب المفطور وسعياً وراء فرص أفضل للحياة... عمرو العامري كاتب وروائي سعودي. صدر له "مذكرات ضابط سعودي"، وفي الرواية "تذاكر العودة"، وفي القصة "رغبات مؤجّلة" و"طائر الليل".كشتان
هذه الرواية محض خيال، الحقيقة الوحيدة فيها، الأماكن والمسارات التي جال فيها الكاتب، في روسيا وأنحاء أوروبا الشرقية، وشاهد فيها حياة الناس عندما كان طالباً. تتحدث الرواية عن مجموعة قصص، دمجها الكاتب في مسار واحد، فخرجت لوحة فسيفسائية، هي محتوى هذه الروايخدعة أم فخ - سلسلة صرخة الرعب
احترس من الأشرار الذين تقابلهم احترس من الكتب التي تقرؤها! سكوت هارمون هو أجبن صبي في مدرسته، هو وصديقته المقربة «أماندا جولد .» وحياتهما صعبة بحق؛ فأخته الصغرى تخيفه طوال الوقت وتفعل كل ما بوسعها ليصرخ فزعًا ورعبًا. وليس هذا فحسب، فبعض أطفال الحي يتلذذون بتعذيبهما وتخويفهما. ولكن هذا العام، في ليلة الهالوين، قرر «سكوت » و «أماندا » أن يتغلبا عى مخاوفهما حتى وإن تطلب هذا قضاء بعض الوقت في منزل قديم مرعب يقول الجميع إنه مسكون بالأشباح. لو نجح «سكوت » و «أماندا » في التخلص من الجبن والخوف اللذين يلازمانهما، فربما يستطيعان عندئذ أن ينتقما..قسمة الغرماء
يضطر عبود جرجس إلى الهجرة من مصر مخلفاً وراءه زوجته مرام وابنه الوحيد ماجد. يرسل لهما عبود ما لا يكفيهما من الأموال عبر صديقته القديمة الفنانة مهرة عبد الجليل التي انفصلت عن زوجها مصطفى نور الدين، ضابط الجيش. تعتزل مهرة الفن وترتدي الحجاب وتخسر تحويشة العمر في مغامرة توظيف أموال.وجوه من رحلة التعب المصري. مغتربون في مجهول الخارج وغرباء في غير معلوم الداخل. مخلوقات تطل علينا عبر حكاية الخسارة التي يدفع ثمنها الجميع. تأخذنا إلى شوارع مصر الخلفية. ها هي العلاقة الملتبسة بين المسلمين والأقباط، حيث الإشكالية الغائبة في النص الروائي المصري برغم حضورها الطافح في واقع الحياة في بر مصر، تطل علينا عبر أصوات المهزومين.حبر الغراب
بعد أن فقد الأمل في إثبات وجود مكتبة السمّاقيات، التي اختفَت في ظروف غامضة في بدايات الستينيات، يظهر من العدم تقريباً واحدٌ من كتبها، بعيداً عن مكان وجودها واختفائها أكثر من عشرين كيلومتراً: كتاب "الشوقيّات" كاملاً، وعلى صفحته الداخلية كُتب "مكتبة السماقيات"، ووُضع رقم تسلسلي. هذا الكتاب يُحيي الأمل لدى "توفيق الخضرا" في إثبات وجود المكتبة، التي صارت بالفعل مكتبة خيالية لم يكن لها وجود قطّ، بسبب إنكار الجميع وجودها من الأساس. يبحث عن بقية الكتب، ويتتبّع كيف وصلت إلى الأشخاص الذين وجدها عندهم، ورويداً رويداً تنجلي أمامه وقائع ما حدث في ذلك اليوم البعيد، الذي اختفت فيه المكتبة وقُتل فيه "فارس أبو لوز".فهرس
الزمن ثقب أسود. حفرة تقع فيها الأشياء وتختفي. حتى بداية كل هذا الوجود، بحسب إحدى النظريات، كانت انفجاراً، وليس الوجود إلا شظايا وأشلاء. وها نحن نعيش تبعاته وآثاره. وأنا سأنتشل هذه الدقيقة من الثقب الأسود. لكن لماذا؟ هناك من يكتب ليغير الحاضر، أو المستقبل. أما أنا، فأحلم بتغيير الماضي. وهذا منطقي ومنطق فهرسي.السفينة الفينيقية5252
إنّه عصر صحو ولطيف، من أعصر أيام الشّهر الثامن الدّافئ . وفي حديقة ساحرة تخص المنزل، ووسط ظلال شجرة زيتون عتيقة، كان الفتى جاسم يجلس قرابة السّاعة الرّابعة يكتب بشغف . يلعب بالقرب منه قطّ صغير مُشاغب، وكأنه كان يتعمّد إزعاجه، لا تسليته كبقية القطط الطبيعية المستأنسة . فالقطّ المشاكس يصرّ على أن يلفت نظر جاسم إليه؛ لعلّه يمنحه وقتاً إضافيا من اللعب والمداعبة . غير أن جاسم يبدو مستغرقاً كليّة في الكتابة؛ إنها أمر مثير يستطيع بواسطتها تمرير ما يجول في خاطره من أفكار، وهو على سبيل المثال يراودهُ الآن حماس غير عادي لموضوع ما يخالطه نوع من الرّغبة الملّحة في المعرفة والمغامرة .أرضٌ وسماءٌ
"اقتتالنا على السماء، أفقدنا الأرض" بهذه العبارة لأنطون سعادة (مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي) أوحت للروائية الفلسطينية (1941ـ نابلس) عنوان كتابها، وتتخذ من تجربته الحزبية القومية حدثا رئيسا يشحن الرواية بطاقة لا تخلو من رومانسية ثورية ترتبط ببقية الأحداث وتؤثر فيها. تتجنب الكاتبة تقويمها أيديولوجيا مستحضرة بعدها الإنساني كحلم لرجل شاعر فيلسوف يحلم بعالم فاضل وتوحيد بلاد الشام في زمن كانت فيه بذور الطائفية والتقسيم تنمو وفقا للمخطط المعد لذلك، مما جعله يدفع حياته ثمنا لهذا الحلم (أعدم في عام 1949). ولعل هذه الرؤية الثورية الرومانسية هي سبب فشل حركات التحرر في الحاضر. تعدّ «أرض وسماء» الجزء الثالث والأخير من الثلاثية التي ضمّت أيضاً «أصل وفصل» و«حبي الأول».من نافذة القطار
في هذا الكتاب يتحدث عباس محمود العقاد عن الخليفة الأول أبو بكر الصديق ويرد فيه على اتهامات بعض المؤرخين للصديق بالمنهج العلمي وبدون أسلوب انفعالي وخصوصاً مسالة خلافته للدولة الإسلامية. كما أن الكاتب يتحدث في هذا عن مفتاح شخصيته ومفتاح الشخصية حسب رأي الكاتب هو ذلك الشيء الصغير الذي عن طريقه نستطيع الدخول في فهم شخصية الرجل ومفتاح الصديق هو الاعجاب بالبطولة وهي التي دفعته ليكون أول من آمن برسالة النبي محمد لان اعجابه بالرسول هو الذي أدى إلى اعجابه بالرسالة خلاف الخليفة الثاني عمر بن الخطاب والذي أدى اعجابه بالرسالة إلى الاعجاب بالنبي. عبقرية الصديق هو أحد سلسلة العبقريات الإسلامية.لعنة أبايزو
نسمع كثيراً عن عالم الماورائيات والروحانيات وما يحدث فيه, والفضول يقتلنا لنعرف عنهُ أكثر ونخوض فيه, أما الطريق الذي يوصل إليهم فهو طريق شُركٍ بالله بدون شك، ولا يجوز لنا أن نتطرق إليهِ أصلاً, هنالك الكثير من ضِعاف النفوس ومحبي السلطة والجاه ممن يحاولون أن يدخلوا هذا العالم ولكنهم في النهاية يخسرون أنفسهُم ودينهم ودنياهم, ولن يجدوا ما يتصورونه في أذهانهم بأنهم سوف يسَّخرون الجن ويصنعون لنفسهم خدماً يحققون مآربهم الخاصة, بل سوف يكونون هم الخدام لمردة الجن والشياطين وسيجرونهم إلى الشرك بالله عز وجلَّ .انتفاضة الحمر
هل سيتغير البشر مع الزمن؟ كيف سيكون الصراع على السُّلطة بعد سبعمئة عام من اليوم؟ من أين ينبع الذلّ: من استعباد الآخر لك أم من خضوعك لفكرة أن تكون عبداً؟ وماذا سيتغيّر في موازين الخير والشر لو أتيحت لك الفرصة لتكون في مكان أعدائك: تعيش بينهم، وترى الحياة من منظارهم؟فراشة الميدان
يسعى سلطان الحجار في روايته إلى تمثل أثر التحرير على فتاة -تبدو عادية في صفحات الرواية الاولى- وتتحول مع تجربة الثورة والميدان إلى شخص آخر يبحث في الوطن عن مستقبله الحقيقي وفي ابناء الوطن عن اخوة حقيقيين ,ويميل المؤلف لاتباع الاسلوب التقليدي في بناء عمله الرواية الأول، وتستوحي القصة العديد من مشاهدها من المواجهات الحقيقية في ميدان التحرير ومن داخل العيادات الميدانية، وتربط ذلك بالتحولات النفسية للبطلة وصلا لذروة توحد البطلة مع الفعل الجماعي.الطيور العمياء
هذه الرواية ليست رواية تاريخية عن مذبحة الأرمن وهجرتهم القسرية الى العراق انما عن الطبيعة البشرية .عن هشاشة الإنسانية, عن القسوة والرعب والترهيب, وهي أيضا , عن التسامح والصالحة والمحبة التي يغدقها البشر للغرباء سلسلة الآلام والمصير المجهول هو نصيب كوهار، الفتاة الأرمنية التي تدور حول حياتها هذه الرواية، حيث يسقط والدها مقتولاً في البرية، بينما تنفصل هي عن شقيقيها ووالدتها فلا تعرف عن مصيرهم شيئاً. إنها رحلة العذاب والمآسي التي ضربت بشعب الأرمن زمن الحرب الكبرى، حيث شهدت كوهار فصولاً عديدة من الأحداث الدموية في الطريق إلى المصير المجهول، حتى قسا قلبها على ابنتها التي أنجبتها من رجل غريب. بعد سنين تعثر كوهار على شقيقها الأكبر هوسيب، وشقيقها الأصغر كريكور اللذين كبرا في منزل الشيخ غازي، وهو العربي المسلم، الذي يقطن قرب مدينة الموصل، كيف جرت هذه الأحداث الرهيبة، كيف عاشتها كوهار؟. هذه الرواية ليست رواية تاريخية عن مذبحة الأرمن وهجرتهم القسرية إلى العراق، إنما عن الطبيعة البشرية، عن هشاشة الإنسانية، عن القسوة والرعب والترهيب، وهي أيضاً عن التسامح والمصالحة والمحبة التي يغدقها البشر على الغرباء. ومن أجواء الرواية "أحلف لك بشاربي هذا بأني سأقتلك حينما ترجع أنت والأكراد الذين معك، قال ممتاز آغا، وهو يبرم طرف شاربه الكثّ، ثم وجّه كلامه للعساكر الأكراد: سيقتلونكم أيها الخونة، هم يحتاجونكم؛ لأنهم يجهلون الطرق، واستعانوا بكم، حالما يرجعون، سيتخلّصون منكم. بعد قليل أطلق أحد الضباط رصاصة في الهواء مهدداً بها الزعيم الكردي ورجاله، ضحك ممتاز آغا ضحكة قوية قائلاً: لا أخاف، لا من الموت، ولا منكم، سأموت، وأذهب إلى الجنة، وأنتم سوف تموتون، وتذهبون إلى الجحيم. أطلق الضابط رصاصة، وأصابت ممتاز آغا في ذراعه، لم يتحرك الرجل، ولم تسقط عمامته عن رأسه، بل رفع ذراعه الأخرى مشجّعاً رجاله، وقال لهم: لنرجع، وسيكون لنا حساب مع هؤلاء حينما يرجعون، إني أقسم أمام الله وأمامكم بأن أولئك الدرك لن يروا أسوار ديار بكر تلك فيما بعد. وهكذا رجع ممتاز آغا مع رجاله، وهم يسمعون خطوات الجموع من بعيد، يعبرون جسر أون غوسلو كوبري فوق نهر دجلة العظيم، وقف الآغا فوق التلة مع رجاله، وهناك رأوا الأرمن يتوارون خلف أسوار ديار بكر. عبروا الجسر راحلين، أهالي القرية الأرمنية تاركين كل شيء خلفهم، وبلا رجعة. ويذكر أن الروائية العراقية ليلى قصراني ولدت سنة 1967 في محافظة الأنبار لأم وأب آشوريين، نشأت في بغداد حيث درست الأدب الفرنسي في الجامعة المستنصرية، وتعيش حاليا في الولايات المتحدة الاميركية في مدينة شيكاغو، وتنشر قصراني العديد من مقالاتها في أكثر من دورية عربية، و"الطيور العمياء" هي روايتها الثانية بعد "سهدوثا" التي صدرت عام 2011.شواطئ الرحيل
تسير الرواية في خطي سرد متوازيين ومرتبطين بإحكام؛ فمن باريس يلتقى إياد توجيهات بالقتل والقنص المباشر لشخصيات لا يعرفها حيث يخوض مغامرات القنص بدم بارد انتقامًا لعائلته التى تم اغتيالها في العراق بسبب عمل والده في مشروع الطاقة النووية، ومن ناحية أخرى، هناك خالد الذي يعاصر مأساة طرد العرب من غرناطة. يرتبط الخطان عبر توصل إياد إلى الكتيب الذي يحكي فيه خالد قصته، ويرتكز الارتباط على مسألة طرح الانتقام كمحور أساسي. حين يتوصل إياد إلى شخص القناص الأيركى الذى أباد عائلته أمام عينيه وهو طفل في العراق، فيعاهد نفسه أن تكون مهمة قتله هى آخر المهمات. كل هذا في إطار مشوق مرتبط بقصة حب لعائشة المغربية التي ترجع أصولها إلى الأندلس.طعم أسود... رائحة سوداء
لم يكن أمامه سوى تتبّع رائحة الجسد؛ فواصل انجذابه إليها، ليهرب إثر علاقة حميمة، مع الدغلو، وهي من فئة المُزيِّنين المهمَّشين، إلى محوى الأخدام، وهم السود في اليمن. وهناك، حيث صار يُعرف بـامبو، تتكشّف العلاقات بين كل هؤلاء، في حياة تبدو لاحدودية، مع أنّها محاصرة بهويّة عِرق، وحوادث تاريخ، ومعاني وطن صار بلا معنى. يدخل علي المقري في هذه الرواية، عالماً ظلّ مجهولاً لكثيرين، فيقدّم صورة مختلفة وغير مألوفة عن جانب من حياتنا.الحفائر تتنفس
الحفائر... إحدى بوابات مكة إلى الحرم، وأتوقعها دائماً مشرعة أمام كل القادمين من الذنوب، كنافذة مفتوحة للصعود إلى السماء. ... كانت الجنّ تسرح بها، تستند إلى صخورها الحارة، تبتسم ثم تتوسد التراب الخشن. لا تجد أي إنسان يشعر بوجودها، غير بعض الأجساد المتفحمة والجلود الجافة. ... الحفائر، نفسها، قبر كبير يحتوي على ألوف من القبور الصغيرة التي تبدو كأنها ستستمر في وجودها ما استمرت أسرارها في الكتمان. ... الشارع في الحفائر يرتسم بين البيوت وتحت الرواشين كخيط رقيق يمسك بزمام الحارة من داخلها، ويعبر بها ما بين الهواء والسماء إلى أن يصل إلى خط الأفق. ... في ليل الحفائر سحب كثيرة تتكون من كلام قيل طوال النهار، فتحيطها بهدوء متعب يتلمسه المارة... ... لم تتغير الحفائر... إلى الآن.حامض حلو
سلسلة حوادث غامضة ضجّت بها بيروت: عربات غاز تزامن ظهورها مع حوادث موت. قتلى في حوادث سير قيل إنهم قضوا بسكتات دماغية واختناقات. قطط نفقت بأعداد كبيرة. موت أطفال رضّع في المستشفيات. انفجارات، وحروب. لكن في المقابل، الفنانات الشهيرات الثلاث: رايا وكنزي وأنيسا قرّرن وضع حدّ للخصومات المزمنة وحلق شعورهنّ دعمًا لحملة بعنوان: «ما تحلق لبلدك»... وسط هذه الأحداث، ينهمك خالد بعلاقة جديدة مع ريم محاولًا التغلب على فشل زواجه بسهى، ويساعد جاره العجوز في البحث عن زوجته المفقودة، بينما سهى في لندن تحاول خوض رحلتها الخاصة.ضحى (ثلاث نساء في القدس)
قرية صغيرة منسية، بيوتها من الطين، تنزلق على سفوح جبال "الجليل" الفلسطيني. اسمها "عرابة البطوف". فيها كان ميلادي، وفي أزقتها درجت صغيرا. في حاراتها أمضيت طفولتي الشقية وشبابي المتمرد. إذا ضقت ذرعًا بمتاعب الدنيا تبقى "عرابة" ملاذي والصدر الأليف الحنون الذي أضع عليه رأسي المثقل بالهموم وألقي بجسمي المنهوك في أحضانها... سمعت رجالها وشيوخها يتحدثون ويتجادلون ويغضبون ويضحكون فشاركتهم في غضبهم وضحكهم. فكانوا لي مصابيح الدجى، قبل أن "تتهجن وتتبندق" القرية الفلسطينية. إلى القدس عبرت منذ ربع قرن. للقدس عتاقة تمنحها سحرًا عميقًا. أسطورة خيال ومراد عصيّ المنال. أسماء قديمة ضائعة بين حجارتها في وهاد ومتاهات التاريخ... قلاوون وقايتباي، صلاح الدين وبن حسنة وأبو عبيدة قد لفحته سمرة صحراوية يقدم للبطريرك صفرونيوس عهدة عمرية. "عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين". ويُشهد عليها: خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص... يبوس اسمها... أورسالم اسمها... إيليا اسمها... بيت المقدس اسمها... القدس تختصر المعاني وتؤرخها... أمشي في حارة قديمة ذائبة تحت النوائب والمحن المستجدة. في أزقة نحيلة يفوح عبق التاريخ من بين رصف حجارتها. أمشي، نهب مشاعري. رِجل تجرُّ الخسارة وأخرى تنوء بثقل الضياع. فيلتقي فِيّ المغلوب بالمنهوب. أمشي، والقدس مغبرة عبوس وأنا أرتجف من شدة العاصفة وذل العاطفة. القدس! مدينة تروي تاريخها، تاريخ يعرفه الجميع ويختلف عليه الجميع. فتتقهقر فيها الرواية المنتصرة أمام الرواية المدحورة. القدس! فلاحة تجلس بباب العمود. في يدها زغدة نعناع يفرفطها ويدوسها بنعله جندي محتل. مقدسية تتناسل من زبد البحر الغربي ونسيم الصبا الهابّ من الشرق. حيضها هبال البابونج الكنعاني ومخاضها عطر الميرمية اليبوسي. القدس! عشقي القديم وولهي الدفين، باحت به وفضحته "ضحى".الحزام
بسرد روائي يبعث الذاكرة، وشاعرية تلامس جوهر الإنسان، يكتب الراوي هويته. هوية تحمل تواريخ متعددة، تمتد يداً لتصافح الآخر دون خجل أو مواربة. القرية في الحزام مختبر بشري وشعري ناء عن الرومانسية الحالمة.من أوراقها
من أوراقها... هي.. وُلدت في مدينة مشرقية داخلية، مغلقة بأبوابٍ سبعة... لكنها جنّة المدن في التاريخ وفي الجغرافيا. عاشت في بيئة حب، في كثف عائلة منفتحة على الجميع، لأن إيمانها راسخ بأن "الوطن للجميع... هي عائلة مختلطة دينياً، لكنها منسجمة فكرياً... ولا صير في ذلك، إذ إنها مؤمنة بأن "الدين لله... نشأت في محيط مختلط وفي مدرسة مختلطة، لا تدرَّس مادة الدين... اختارت العائلة تلك المدرسة لإبنتها الوحيدة إنطلاقاً من هذا المبدأ الأساسي في حياتها. هو... وُلدَ في مدينة مشرقية ساحلية مفتوحة على المدى، لكنها منغلقة على ذاتها... هي مدينة بحرية رائعة. عاش في بيئة من لون واحد، في كنف عائلة متناقضة فكرياً، بالرغم من اللون الواحد ذاك، المسيطر على تفاصيل حياتها، لا إهتماماً كبيراً فيها بقضايا "الوطن" بل "بالدين"، وطقوسه اليومية... نشأ في مدرسة ذات توجهات دينية واضحة، إنطلاقاً من أن الدين ليس لله، بل الدين للناس، وهذا الدين "أفضل" من ذاك!...امرأة في النافذة
هذا عمل من نسْج الخيال. وكل ما فيه من أشخاص وأماكن وأحداث ليس إلا ثمرة مخيلة كاتبه، أو هو مستخدَمٌ استخداماً قصصياً على نحو لا يصح معه اعتباره حقيقةً. كما أن أي شبه بأحداث حقيقية أو بأشخاص حقيقيين من أهل المنطقة، أحياء كانوا أو أمواتاً، أو بمؤسسات حقيقية، ليس إلا مجرَّد مصادفة.علي والبحر
إدريس بوسكين، روائي وكاتب وصحفي جزائري بوكالة الأنباء الجزائرية، من مواليد مدينة مفتاح (البليدة) في 1983، حائز على شهادة الماستر في علوم الإعلام والإتصال من جامعة موسكو (روسيا) وله عدة مؤلفات في الفكر والصحافة والدراسات السياسية الدولية من بينها "أوروبا والهجرة: الإسلام في أوروبا" (الأردن-2013)، "الإعلام والإتصال في العالم: الهند والصين نموذجا" (الجزائر-2012) و"أميركا من الداخل: الهجرة والأقليات" (الجزائر-2015).متوحشون - رواية الأخلاق المعاصرة
لا يمكن لهذا الحال أن يستمر بعد الآن. إننا نسير في طريق مسدودة. لم نعد نفكر إلا بأنفسنا، وبيوتنا الصغيرة (فيللاتنا)، وشواء اللحم يوم السبت، واستثماراتنا المعفاة من الضرائب، وسياراتنا الرياضية SUV، ومنتجات العناية بوجوهنا. لم يعد مجتمعنا مجتمعاً. نحن جزرٌ صغيرةٌ متوضِّعة إلى جانب بعضها البعض. نعيش محاصرين. لا ننظر إلى الآخرين. لا ننظر إلى الآخر. هلاّ توقفتَ. أتحدث عن أشياء جدية. أنا نعسانة. أُحَدِّثُكِ عن عالمنا. الوقت متأخر. أحدثُكِ عنّا. كانت زوجتي تتثاءب. جهاراً. يصبح الكائن البشري غريباً حينما يتثاءب. حتى لو كانت زوجاتنا. دائماً نتذكر فرس النهر، بشدقه الواسع الرطب. ووجوده الكسول. وجسمه الحار الملطخ بالطين. إذاً هيا. هيا ماذا. كنتَ تريد أن تحدثني عن الآخر. شَبَكَت مرفقيها فوق نهديها اللذين تمّ تجديدهما حديثاً. علينا استقبال الآخر. هذا المُختلف. هذا الذي ليس نحن. علينا أن نعامله كأخ، وأن ندعوه إلى بيتنا. ليس لدينا سوى مائتي متر مربع لنا نحن الاثنين. أحدثكِ عن بيتنا الرمزي. أخفتَني. الشركة فتحت الطريق. بمعنى، لم يكن الآخر مُمثلاً فيها بشكل كاف. فنحن نتشابه كثيراً: لوغرو، برونيار، موريل، ديبوا، لوبوتر، فورنييه، ديوران، غيشار. كلهم متشابهون. أنا سعيدة لسماعك تقول هذا. كنتَ مُحقاً. مع أن لوبوتر. ماذا به لوبوتر. لوبوتر مختلف. لوبوتر. إنه أكثر عمقاً. أكثر عمقاً لوبوتر. نعم. ونحن الآخرون حمقى.البحيرة (رواية)
الشيخ والوسام
ستفاجئك هذه الرّواية قليلاً. فبعد أنْ تنتهي من قراءتها لنْ تستطيع أنْ تحكيها. الكاتب من الكاميرون، والحَدث بسيطٌ، يدور في مجتمع التّمييز العنصريّ الذي يتحكّم فيه البِيض: يستيقظ سكّان القرية على خبرٍ من الحاكم العسكريّ مفادهُ: أنّ "زعيم البيض الأكبر" سيأتي من باريس ليمنح العجوز ميكا وساماً؛ تقديراً لجهوده وتضحياته، هو الذي فقد ولدَيْه الّلذَيْن حاربا مع الجيش الفرنسيّ، وتبرّع بأرضه للكنيسة الجديدة، ومثل سكّان قريته، يشعر ميكا بالعَظَمة من جرّاء هذا التقدير، لكنّه سرعان ما يدرك أنّه ليس قويّاً، إنّما هو عجوزٌ ضعيفٌ مقهورٌ في مجتمعٍ ضعيفٍ مقهورٍ، ويخوض معركةً، ويُهزَم فيها من دون أنْ يظهر خصْمه على الحلبة. يحاول العجوز وأهل قريته التّشبّث بما بقي في الذّاكرة عن أنفسهم، وعاداتهم، وأساليب تعبيرهم، وردود أفعالهم، وصراعهم من أجل العدالة، ولكنّهم يدركون يوميّاً: ((أنّ البِيض لمْ يتركوا لنا شيئاً)). وفرديناند أويونو لا يتدخّل، كأنّه جالسٌ بينهم، يفعل ما يفعلون، فلا تعرف موقفه المباشر ممّا يجري، ويجرُّك أنت أيضاً لتجلس إليهم، وتشاركهم؛ فهو لا يهدف إلى تعريفك بالمشكلة التي يعيشها النّاس فقط، بل بأساليب التّعبير الإبداعيّة عند هؤلاء النّاس أيضاً.زجزاج
«أعلم أنك ورثتِ عني تلك الموهبة، فاكتبي، والأهم أن تظهري موهبتكِ للنور، فمن يكتب لا يموت». عبارة الأم التي لم تُلقِ لها نادية بالًا حينما قرأتها، كان همُّها الوحيد أن تُظهِر رواية أمها للنور بناء على رغبتها ووصيتها الأخيرة. لم تؤمن بموهبتها من الأصل، فكيف بعملية الكتابة ذاتها، ومن ثَمَّ النشر؟! كانت ترى أن ما تخطه على الورق لا يتعدى خواطر من الممكن أن تتراءى لأي شخص ويكتبها، لكنها بقيت تتساءل عن سر سماع طنين تلك العبارة في أذنها كلما شعرت بالاختناق! ترى ما هو الرابط بين طنين الأذن وطنين الروح؟! تواءمت سريعًا مع حياتها الممسوخة، ترتِّقُ ثقب الروح بهروب دائم نحو أحلام اليقظة. أحلام ظهيرتها تتوارى بجانبها أحلام ليلها الطويل التي كانت في معظمها كوابيس. نور يطرد ظلمة حياتها. أنهار من لبن، وعسل مراق، جنات عرضها الأرض بما رحبت، ولادةُ أفراح تأتي بالجملة بعد مخاض عسير، نجاحات في العمل، وأحلام مستحيلة برجل مستحيل.أمير الروح والمنارة المفقودة
ماذا يحدث عندما نموت؟ هل يوجد حياة ثانية بعد الموت؟ ولماذا يتكلم الجميع في لحظات الاحتضار عن نفق وضوء في نهايته؟ هل تستطيع الحشرات القراءة؟ ماذا يفعل راهب من التبت في مدرسة ثانوية؟ هل كان نيوتن عالم رياضيات فقط؟ كيف ننقذ العالم؟ والأهم من ذلك كله، هل تبادله هي الإعجاب؟ الكثير من الأسئلة الهامة التي تحتاج إلى إجابة، ومن أقدر على ذلك من طالب ثانوي يعتقد أنه أفضل عازف موسيقي في العالم، وبقليل من المساعدة من جده المحب للقهوة (حتى وإن كان ميتاً.. قليلاً)طفلة الكوليرا
في محنة الأرمن المساقين، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، على دروب المنافي القاتلة، تكافح آرشا للبقاء على قيد الحياة مع طفليها التوأم. الجوع والعطش والخوف والمرض والعذاب والموت المخيّم، كلّ ذلك يدفعها إلى إنقاذ حياة طفلتها بتسليمها إلى سيّدة عربية. والأسباب نفسها تدفع إلى حضنها طفلة زوجة الآغا الأرمنية التي خطفت الكوليرا ابنيها وقتل الأتراك زوجها. ولا يلبث أن ينضمّ إلى حضن آرشا طفلها آفو، ثمرة أحشائها بعد تعرّضها للاغتصاب. لورا التي ولدت في حلب بعد سنوات من انقضاء المحنة، تستعيد من حكايات جدّتها آرشا، وذكريات والدها وعمّها، ومن الكتب والوثائق، مشاهد تلك المحنة الرهيبة ووقائعها.الزيني بركات
تقدم الروايته التى بين أيدينا نماذج قمعية مخيفة ..معالجة من خلالها ظاهرة القمع والخوف.. كاشفة عن أسبابهما وعارضة لمظاهرهما المرعبة في الحياة العربية . فالكاتب حين يحاصره الواقع الراهن بقمعه وقهره واستبداده ، حين يمارس فى السجن أقسى أشكال العنف والقهر ويحيط به الرعب يعود بنا مستنطقاً تاريخ ابن إياس فى بدائع الزهور ليجد صورة مرعبة لكبير البصاصين الشهاب الأعظم ووالي الحسبة الزيني بركات . ويكفي أن نقرأ عن تعذيب التاجر علي أبي الجود وتدرج الزيني في التفنن بتعذيبه ليحصل منه على المال . والأدهى أن وسيلة إرغامه على الإقرار كانت بتعذيب الفلاحين أمامه بهدف إخافته وترويعه على مدى سبعة أيام ، ومنها صورة تعذيب فلاح أمام عينيه:" أظهروا حدوتين محميتين لونهما أحمر لشدة حرارتهما ، وبدأ يدقهما في كعب الفلاح المذعور .حتى نفذ صراخ الفلاح إلى ضلوع علي، الذى حاول إغلاق عينه فصفعه عثمان بقطعة جلد على قفاه." وفي اليومين التاليين تم " ذبح ثلاثة من الفلاحين ، والزيني يدخل ويخرج محموماً مغتاظاً يسأل" ألم يقر بعد؟"فلا يجيبه أحد. يضرب الحجر بيديه." يسقط هذه الصورة على الواقع بل يسقط الحاضر والواقع عليها فيبني منها ما هو أقل إيلاماً من حاضرنا المؤلم المخيف.الطين
بطل الرواية إنسان غريب كالطين تماماً؛ غريب في لزوجته وصلابته، تشكله وثباته، وجوده وعدمه.+++ ولد من رحم الموت، ولم يأت من نطفة، ولم يعايش رحم أمه. يعيش حياتين معاً: حياة واقعه وقريته، وحياة أخرى يصرّ – بطل الرواية – على وجودها في تزامن واحد يجعلنا نجزم أن الرواية تقدّم سراً جديداً من أسرار الحياة، وتطرق باباً مهملاً لتنقّب من خلفه عن سر الوجود.+++ رواية تخلط بين عوالم متعددة يشارك في سردها علماء نفس واجتماع وتاريخ وفيزياء وشعراء وسحرة ودجّالون. وتهزأ من التغيرات السياسية وما تحدثه من مواقف عصبية في حياة البسطاء والهامشيين.أغنية بروتانية والطفل والحرب
مواسم الحصاد في فصل الصيف، ألوان الأنهار والأسماك والحجارة، دفء الاحتفالات في قرية صغيرة، حقل قمحٍ مواجهٌ للمحيط، واللمسة الرقيقة لأخطبوطٍ صغير على قدمٍ حافية... صورٌ يستحضرها "لوكليزيو" من طفولته المبكّرة في منطقة بروتاني، باعثاً الحياة فيها، بسردٍ آسر، قبل أن ينتقل ليحكي عن مواجهته الأولى مع الحرب، والجوع، والقلق في مدينة "نيس". في كتابه هذا يذهب الكاتب الفرنسيّ "جان ماري غوستاف لوكليزيو" أبعد من سرد الذكريات، ليقارب الحرب وأثرها الدائم على طفولته، محاولاً فهم الفراغ الغامض الذي تتركه داخل كلّ مَن عايشها، ومن ثم يُشرّح بعمق الطبيعة الثقافية والتاريخية للمدن "الأقلّ حظّاً" في فرنسا، ويورّطك في حبّ مدنٍ لم تزرها يوماًبابا سارتر
صدرت بابا سارتر في بيروت عام 2001، وقد عالجت الوعي الثقافي الزائف وأثر التيار الوجودي على المثقفين العراقيين في الستينيات، وقد حازت هذه الرواية على جائزة الدولة للآداب في بغداد في العام 2001، وجائزة أبو القاسم الشابي في العام ذاته، وقد ترجمت إلى لغات عديدة. اشتهرت الرواية بشخصياتها الغريبة، ومع أنها ترسم صورة واضحة للحياة الاجتماعية في بغداد، إلا أنها قدمت شخصيات مميزة للأدب العربي. تنفصل الرواية عن الرواية التقليدية بواسطة طرائق متنوعة، كتقطيع السرد والغموض في أحداث الرواية ومتابعة افكار الرواية لتشكل فلسفة خاصة بها.قاب قوسين من الياسمين
بقلم رشيق كأنه فرشاة المصور ..يعالج الكاتب وشائج إنسانية فى صورة حية نابضة تنم عن تمكنه فى التعبير عن صور الشخصيات الإنسانية الحية..حتى إن القارئ ليؤخذ من مبدأ القصة إلى منتهاها فلا يكاد يتركها حتى يفرغ إلى مصائر أبطالها التى استطاع الكاتب أن يوفى جوانبها النفسية ..من التحليل والإبانة عن الخوالج. رواية تحكى قصة حب بين مؤلف شاب وسيم ثرى فقد بصره وتعرض للعديد من الأزمات التى دفعته للهروب إلى أحد الأحياء الشعبية ليلتقى بفتاة صماء بكماء تحيى فيه الأمل من جديد وتعيده للحياة رغم أنه لا يسمع صوتها ولا يراها.. وتتوالى الأحداث...البئر
يُتمّ صحفيٌّ مقيمٌ في بوينوس آيريس الأربعين من عمره، ويقرّر أن يكتب كتابه الأول، لكن عن ماذا سيكتب حقاً؟ عن الشعراء الحزانى؟ العشيقات السابقات؟ القوارب؟ يجاهد الرجل في إيجاد نقطة الانطلاق. يخطّ إشارات حول أحداثٍ حصلت، يتنقّل بين ذكريات وأحلام وحوارات، لكنه يشعر أن الحياة التي عاشها أغنى وأكثف من كل الذي كتبه، فهل كانت أغنى حقاً؟ في رواية "البئر" يكتب "خوان كارلوس أونِتّي"، عبر نصٍ متدفّق يحطّم الحواجز بين الأزمنة والأمكنة، والشعور واللاشعور، عن بطلٍ ذي طبع غريب، مهمّش، غاضب من دون سبب واضح، وواقع دوماً في نوعٍ من سوء الفهم الذي يجعله عاجزاً عن التواصل مع الآخرين. في نهاية الرواية، يتركنا "أونِتّي" مع إحساس صادم، ونحن نتساءل عن طبيعة العمل الذي قرأناه: أكان رواية أم حلماً أم تراه مجرّد هذيان؟ماء ومِلِحْ
تتبادلُ سلمى المقيمة في مدينةِ خان يونس، الرسائلَ مع فارس المعتقل في سجنِ عسقلان، تدوّنُ لها هذيانها وأحلامها بالتنقل حرةً داخل فلسطين الرازحةِ تحت احتلالٍ مريع وصراع داخلي مدّمر، تعلقُ معَ مرورِ الأيام في شباكِ حبّه وقضيته وتحاول اكتشافَ هويته: أهو فعلا المقاوم "كرم" الذي تبحث عنه السلطات الإسرائيلية أم أنّه فارس كما عرفته الميكانيكي البسيط الذي لم يتعلم يومًا كيفية استخدام البندقية؟دقائق قبل منتصف الليل
"دقائق قبل منتصف اللّيل" منذ العنوان تحمل الرّواية زخمًا رمزيًّا أرادته الكاتبة عبر خلق تساؤل عند القارئ عمّا سيجري في تلك الدّقائق، والمسألة بالنّسبة إلى الكاتبة رلى واضحة لأنّ الدّقائق مصيرية ومنتصف اللّيل هو الزّمن الصّعب، ويبقى القرار الأصعب بمَ سيجري بعد تلك الدّقائق. وكأنّ العنوان يحاكي الصّمت الكوني السّوداوي ليبصر القارئ ويلمس بوحيه وإلهامه ما خطّته أنامل الكاتبة الّتي تميّزت بقوة طرحها للمضمون، وبجرأتها الواضحة ورغبتها في كسر جمود التّقليد والرّتابة.بعد تلك المعاناة
في طريق تتنوع فيه الطبقات،بين الغني و الفقير،القوي و الضعيف. يقع الإختيار على شخصان،قررت الحياة أن تجمعهما يوماً. شخصٌ،لطالما كانت تندرج صفاته تحت قائمة الأمنيات. بات يبحث عن وظيفة ليكسب فيها رزقه ،ولكن فجأة تنقلب المسألة ليكسب قلب فتاةٍ اوقعته في غرامها. ليواجه هذا العاشق كثيراً من العقبات التي تصادفه في تقاطع طريق أحدهما يؤدي للحب و الجحيم و الآخر لعقله الحكيم ولكن،أين سيرمي به القدر وأي طريق سيختار؟صيف ذلك العام
صيف ذلك العام هي رواية الاغتراب التي تولد نوعا من البحث عن الذات، المكان هو فرنسا حيث تتعرف البطلة على جيرانها في السكن، وأثناء هذا البحث تعيش البطلة فكرة الابتعاد عن كل ما يذكرها بوطنها ولكنها تتعرف على شاب أفغاني يبادلها هذه المشاعر وفي الوقت ذاته يخجل من التصريح بها. ترسم الكاتبة طاهرة علوي في نفس أوتوبيوغرافي مناخات المنفى الاختياري والغربة التي تعيشها طالبة طب إيرانية في باريس، تلوذ في غربتها بقبر كبير المنفيين والمغتربين الإيرانيين الكاتب صادق هدايات الذي أنهى حياته منتحرا. عندما تذكر أن زيارة قبر هدايات والمسجد بباريس طقسها العادي أثناء إقامتها بفرنسا لا يمكننا إلا أن نتعرف على نفسية هذه الكاتبة التي يتنازعها الشرق بمسجده وكاتب متمرد عليه يرقد في قبره وكأنهما بالمكانين مغتربان، مسجد مزروع في الغرب وقبر إيراني شرقي مزروع قبالته. ضمن هذه الثنائية الميتافيزيقية والوجودية تحاول الراوية أن تجد لها موضعا في باريس الحرية. تعتمد طاهرة علوي في هذه الرواية تقنية الوحدات السردية القصيرة لتقدم كل وحدة شخصية أو موقفا بعينه فينمو السرد وتتشكل الحبكة شيئا فشيئا، مستخدمة لغة بسيطة تزيد من متانة النسيج الروائي، مؤكدة قدرتها الروائية التي أهلتها لانتزاع مكانة مضيئة في المشهد الأدبي العالمي.تيستروجين
هل الحب خطة محكمة، ما إن تضعها بإتقان حتى تجلب قلب حبيبك أو حبيبتك مهما كان الأمر صعبًا؟ أم كيمياء بين القلوب، تجعلك تميل لأحدهم دون سبب، وتبغض الآخر دون سبب أيضًا؟ أم قسمة ونصيب مكتوبان في السماء قبل حتى أن نولد، ولا فرار من تنفيذعما على الأرض؟ ربما لو تابعت قصة الحب والتحدي بين (جيتام)، و(مروة)، و(شريف) لعرفت الإجابة، رغم إنها ليست سهلة على الإطلاق!عند منتصف الليل
هذه المجموعة القصصيَّة لأديبٍ فلسطينيٍّ مُتعدد المواهب؛ هو الرّوائيّ والقاصّ نضال إبراهيم الحايك، من أدباء بيت ساحور الأفذاذ ورجالاتها العلماء الأخيار. «عند منتصف الليل» قصص مستوحاة من تجربة طالب جامعيّ إبَّان دراسته في الاتّحاد السوفييتي خلال ثمانينيَّات القرن الماضي، وقد دفعته إلى تأليفها مشاعر فيَّاضة تحرَّكت في داخله، وعواطف جيَّاشة اعتملت في مخيّلته ووجدانه، فأبدع في نقلها لنا عبر الرّسم بالكلمات العذبة والتوصيفات البديعة. وهي تكشف عن أحاسيس ومشاعر ممزوجة بالحنين وعبق الذّكريات لأيَّام خلت، وما زالت ذاكرته عالقة بصهيل الذّكريات ورجع الحكايا أيَّام الصَّبوات، والتي ظلَّت عالقة على جداريَّة الذّاكرة دون أن يعتريها ضباب أو غبش. يجلس المؤلّف وحيدًا وقد عبرت السَّاعة منتصف الليل وقد اضطرمت نار الكتابة في داخله، فأنار مصباحه وامتشق قلمه ليخط بمداده الرَّاعف قصصًا استمدّها من وحي التّجربة، وأخرى نسجها من عالم الخيال، وراح يغوص في رسم معالمها على نحو شائق وجميل. الوداع
يصل رجلٌ أربعينيّ غامض وعليل إلى بلدة نائية، لكنّه يرفض الإقامة في المصحّ لتلقّي العلاج، ويختار بدلاً من ذلك البقاء في فندق واستئجار بيت مهجورٍ في البلدة يصعد إليه بين حين وآخر. تكاد حياة الرجل تخلو من أحداث عدا تلقّيه رسائل منتظمة من "امرأتين" مختلفتين، تزورانه في ما بعد، وتحرّكان فضول أبناء البلدة لإطلاق الأحكام ورسم حبكات مختلفة للعلاقة التي قد تجمع الرجل بهما. على غرار كتب "خوان كارلوس أونِتّي" الأخرى، تفاجئ هذه الرواية القارئ بأنّ كلّ جملة مصوغة بطريقة متفرّدة وتنتهي بصورة غير متوقّعة، كما لو أنها منسوجة بتأنٍّ لتدهشه وتستفزّه ليتأمل كيف اعتصر مؤلّفها طاقة كل كلمة لإيصال أكبر قدرٍ من المشاعر.رافعة الاثقال (ليس اليوم)
استطاع «العقاد» عرض الإسلام بخطابه العالمي الشامل للأمم جميعًا فلا يفرق بين جنس أو لون أو لغة، وأنه دين متفرد بين جميع الأديان، فاكتسب عراقة الحضارة التي جمعت كل الأمم تحت لواء واحد بعد أن فرَّقتهم الشعائر والقبائل والملل. في هذا الإطار يعرض الكاتب عبر مجموعة من المقالات لدور وإسهامات الإسلام في الحضارة الإنسانية؛ بتقديمه براهين الإيمان وانتشاره في أوساط العالم أجمع، ودوره في تحقيق التوازن بين العلم والإيمان، وانهيار وإفلاس القِيَم المادية والشيوعيَّة والإلحاد أمامه، مؤكِّدًا على أن التاريخ الإنساني إنما هو طريق الإنسانية جمعاء إلى الله، وأنه لا طريق سواه ولا سبيل غيرهمعسكر الفزع - سلسلة صرخة الرعب
احترس وأنت تقرأ هذه المغامرة ... استجمع كل شجاعتك قبل أن تبدأ في قراءتها. هذا المعسكر الصيفي لم يكن كما توقع الأولاد المشتركون فيه معسكر للضحك واللعب والمرح , لكنه على العكس تماماً .. كان مليئاً بالرعب والخوف والفزع. أشباح .. حيوانات قاتلة .. رحلات مجنونة هي ذهاب ...بلا عودة .. ثم .. احبس أنفاسك عزيزي القارئ .. إن الأولاد في هذا المعسكر .. يختفون .. لا .. يتلاشون تماماً .. وكل ما يتبقى منهم .. مجرد رعب هائلة. اقرأ المغامرة من البداية.ريح الشركي
تحت مطر عدائي خرج الكثير من المحاصرين ثم شرعوا في الرقص تباعاً. بدوا كثيران تنتفض على مروّضيها. تقافزوا، تدافعوا... شتموا بعضهم بعضاً، آباءهم الذين جاؤوا بهم إلى عالم منخور، والمخزن والأرض والقدر... تكاثروا، وفي لحظة كانت الأكواخ قد أفرغت كل بذاءاتها. في الساحة الأولى ظهرت صخرة الربض، المغروزة كوتدٍ في الصدر، كسفينة تمخر عباب بحر الظلمات. سارع الحارس إلى فتح الباب فاستفرغ الربض حمولته. سالت المياه على التل مخلفةً سفينة الصخر مرتهنةً بقدر الطاعون...كانت المدن ملونة
يسارع الراوي بالعودة من باريس إلى بيروت فهو مطلوب لثأر قديم، وخطر العثور عليه في فرنسا يتهدده. في ترّهات الحرب سيمضي وقتاً في إحدى العمارات. في الملجأ، تجلس مراهقة، تلاحقه بنظرات مليئة بالفضول. وهو يتوارى في صفحات رواية يكتبها... بين كوابيس الواقع، وصفحات مشرقة يستذكرها من حياته إبان ازدهار بيروت، يبدو الشاب متنازعاً بين دواعي الحب وضرورات أخرى... الملابسات ستضطره ثانية للانفصال عمن أحبهم في منفاه الجديد والرجوع إلى مدينته، صور، وقد عصفت بها أهوال أخرى: الغزو الإسرائيلي. هناك تحت القصف، سيقف وجهاً لوجه مع طالب الثأر...صوفيا
اندفع معتز من رتابة حياته في الرياض نحو الغرفة البحرية التي قادته إليها صوفيا في بيروت. صوفيا التي تستعد للموت تحت وطأة السرطان قلبت وعي الشاب وإحساسه بالحب والحياة والموت. التقيا صدفة على الإنترنت. شقة الفتاة مساحة مؤقّتة لاختبارعلاقة تختزل مشاعر حادّة ومتناقضة. على السرير الذي علّقت فوقه شهادة موتها من الأطباء، رغبت في الإنجاب من معتز. هكذا تبعث الأشياء المألوفة فضاءً من الدهشة والغرابة.