غَادَةُ كرْبَلاء
تدخل رواية «غادة كربلاء» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام. وتتناول الرواية وقائع تاريخية حدثت خلال العصر الأموي، حيث تتضمن مقتل الإمام الحسين بن علي، وأهل بيته في كربلاء، كما تشمل الرواية على وقعة الحرة، وولاية يزيد بن معاوية للخلافة الإسلامية، التي شهدت الكثير من الأحداث والفتن خلال تلك المرحلة التاريخية، والتي حكم خلالها يزيد الأمة الإسلامية إلي أن توفي في سنة ٦٤ من الهجرة.عالم السدود والقيود
في هذا الكتاب نتعرف على جوانبَ عِدَّة من شخصية «العقاد»، فنعرفه الكاتب الساخر، ونعرفه الراوي المُحنَّك، ونعرفه المفكر الواعي الذي لا ينفصل عمَّا يدور حوله من حوادث وتفاصيل، فيكشف لنا عن تجربته في «سجن مصر العمومي»؛ ذلك السجن الذي قضى في زنزانته الانفرادية قرابة التسعة أشهر، فتجربته ليست قصة وإن كانت تشبه القصص في حكاياتها وشخوصها، وليست بحثًا اجتماعيًّا وإن عُنِيَ فيها بقضية الإصلاح الاجتماعي، ولا شيئًا مما يُكتب في الرحلات وإن كانت كالرحلة في كل شيء، وإنما هي صفحات تتيح للقارئ أن يستبين معالم وتفاصيل «عالم السدود والقيود»؛ ذلك السجن، دون زيارته والعيش فيه تسعة أشهر.التَّـاجِرُ مَـرْمَـرٌ
«مرمر» تاجر أمين من بلاد الصين كان يعيش فيها منذ مئات السنين. مرمر تعيش معه زوجته «ياسمين»، ياسمين سيدة كريمة وبنت ناس طيبين. مرمر وياسمين لهما ابن اسمه «صفاء»، بدأت هذه القصة لما كان عمره ست سنوات.سجل التوبة
يحتوي كتاب «سِجِل التوبة» على خمس قصص ذات أبعاد اجتماعية وسياسية، تدور أحداثها حول محورين؛ المحور الأول: سياسي، ويتضح ذلك في قصة «شريف أفندي»؛ حيث نرى ضياع آماله في الإصلاح، وفي القصة الثانية يستعرض الريحاني بقاء الفوارق الاجتماعية حتى بعد الثورة، ويتجلى هذا في قصة «سجن عبد الحميد»، وأما في القصة الثالثة «بقضاء وقدر» فيتحايل حكام مدينة «بال» بالقضاء والقدر ليذيقوا أهلها الذل والهوان، لكنهم يذوقون نفس الكأس حينما تُحتل البلاد، وأما المحور الثاني: فهو أخلاقي، ويتمثل فيه الصراع بين الخير والشر في النفس الإنسانية؛ ذلك الصراع الذي وجدناه في «نبوخذ نصر» المنتقم الذي يترك حياة المُلْك ونعيمه إلى حياة التنسُّك والتعبد، وهو نفس ما فعله كلٌّ من «توفيق زيدون» و«لوسيل» و«بتروكنتي» في «إكليل العار» حينما تركوا الآثام وراء ظهورهم وندموا على ما فعلوا.تَحْتَ ظِلِّ الْفَضِيلَةِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النَّبِيّ الأمين، وعلى آله وصحبه، ومن اتَّبع هداه، وبعد ... لكلِّ بدايةٍ نهايةٌ ... ولعلّ نهايتي لم يحنْ موعدها بعدُ ... ولعلّ رحلتي الفلسفية تستمر إلى أن أُوضَعَ بين الشّقّ، واللّحْد ... حينها، لا تنسوني من صالح دعائكم، فالعبد الذي يكتب لكم الآن من جنس البشر يصيب، ويخطئ، ولعلّ أخطاءه أكثر من صوابه ... فمَنْ منَّا لا يحمل في جُعْبته من الخطايا، والذنوب، ورغم خطايانا نحن البشر نؤمن بأنَّ اللهَ أكبرُ من كلِّ تلك الذّنوب، والخطايا، وأنه الغفور الرحيم الودود الكريم . قد تختلف الخطايا بمسمَّياتها، وصفاتها ... ولكنْ تظلّ الخطيئةُ خطيئةً، ومَحْوها خيرٌ من الاستمرار فيها . فالفضيلة لا تأتي إلّا بمعرفة كلّ خطيئة ... واجتناب تلك الخطيئة، وفعل ما تسمو به الروح، ويعلو به الفكر، وينبض به القلب السليم ... وإن اعتلّ يومًا بالخطيئة . فمَنْ لا يخطئ، لا يصيب ... ومَنْ يَدّعِ علم الفضيلة لا بُدّ أنه درس الخطيئة .يوميات سارة وسالم
مثنى مثنى
شاهدت ما شاهده الناس. وأثناء مشاهدتي، كان شيءٌ ما يكبر في صدري كحزمة شوك، ويضغط على حنجرتي، ويدفعني للصراخ والبكاء وربما للجنون. كنت أشعر بشيء ما ينقصني، ولا أتبينه، وكنت أشعر أن هذا الشيء يبحث عني، ولا يجدني. وحينما تلاشى جسدي، واكتملتْ روحي، وسمعت الصرخةَ، وابتسمتُ، انفجر السؤال، وأنا أشاهد، وصرخت، بكل ما أوتيت من قوة. صرختُ: «أين جسدي، أيها المصور؟ أين جسدي؟».نساء الدانتيل
يسري الغول في نساء الدانتيل يقتحم التابوهات بجرأة، ويخوض في زوايا إشكالية مسكوت عنها من خلال قصص صادمة متشابكة، بفضاءات فنية لا يتوقعها القارئ. وما بين الروح ورغبة الجسد؛ يتوقف ذلك القارئ متأملاً العوالم المدهشة التي نسجت من خلال أحداث وشخوص يحترس كثير من الكتاب الاقتراب منها. الروائي عبد الله تايه الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب الفلسطينيين مجموعة ممتعة مملوءة بآمال كثيرة، تصير فيها (غزة) غير تلك التي ترد في نشرات الأخبار، إنها تنقلنا إلى دواخل الناس هناك، اليتامى والأرامل والشبان الذين تركوا وراءهم عوائلَ وذهبوا إلى المقابر، حيوات نابضة ومشبعة بأحلامها وتشتتها وبحثها عن فسحة أمل، قد تأتي بمزيد من الأحداث والأحزان. نساء الدانتيل إطلالة على الذات الإنسانية، في انكسارها أو فرحها. حميد الربيعي روائي وقاص عراقي كأن شبحًا مترصّدًا في قصص نساء الدانتيل، تكوّنه الأحلام الشبقة الهازئة، يتنقل بين الحياة والموت ليمزج بين الدعابات الدموية كتخريب مضاد، مُتسلّلًا عبر خرافات القهر نحو التلصّص على هواجس النجاة بوصفها جزءًا من لعبة الإبادة الاستباقية الشاملة حيث يتناثر الوجود كظلال قاتمة، تتبادل رقصاتها العمياء في مخيلة السارد/ الشبح لتُشكّل احتفاله الخاص والمتنقّل بالجحيم. ممدوح رزق روائي وقاص مصرير
هذا الكتاب هو محاولتي الوحيدة والأخيرة للنجاة. سعيدبمشيئة الملاح
اختارَ المناضل محمد كناعنة (أبو أسعد) أن يمتلكَ مشيئةَ الملّاحِ، ويعتلي الأزرقَ، ويفتحَ نافذةً على العالمِ، ويطلَّ على الأشياءِ الهامشيّةِ، والتّفاصيلِ الّتي لا يراها الآخرون، إنّها تفاصيلُ القصائدِ الّتي تجعلُنا ننظرُ بطريقةٍ أخرى، ونتعلّمُ أن تكونَ لنا زاويةٌ خاصّةٌ للنّظرِ، وفي هذا الدّيوانِ يشبهُ الرّائي الّذي يستشرفُ الأشياءَ، ويطلُّ على تفاصيلَ قادمةٍ، من خلالِ رؤيتِه للحاضرِ، واستشرافِه للمستقبلِ، فيُطلق شرطُ الحرّيّةِ، وفي نداءِ الوحدةِ لعشّاقِ الحرّيّةِ، فيا كلَّ القدّيسين، ويا كلَّ عُشاقِ العالمِ... اتَّحدوا. تلقي الكلماتُ التّحيّةَ على الأشياءِ العزيزةِ، وتُقيمُ معها، ثمّ تنفصلُ، كأنّها رحلةٌ مباغتةٌ مع اللّغةِ والعالمِ. فها هو الشّاعرُ يصفُ الأشياءَ، كأنّهُ يتسلّلُ إلى داخِلِها، يستمعُ إلى حديثِها المستمرِّ مع الحياةِ. محمد كناعنة (أبو أسعد) إنسانٌ جميل، سهلٌ ممتنع، يخطُّ صورتَهُ الحقيقيّةَ بالتّصميمِ، والإخلاصِ، والتّفاؤلِ، والبساطة والثّقةِ بالنصر. صبرًا.. صبرًا أيّتُها المدينةُ. فالنّجومُ لا تَقبَلُ الهزيمةَ مروان عبد العالالسيميائيات والمنطقيات- قوانين الدلائل ومنطق الأشياء
إذا كانت بيئة السؤال العلمي توجه هذا السؤال نحو كفايته المعقولة بحصر مجال طرحه إذ ترى أنه ليس من الضروري "أن يسأل كل واحد من العلماء عن كل شيء؛ ولا أيضا ينبغي أن يجيب عن كل ما يسأل في كل واحد به؛ ولكن إنما يجب أن يجيب عن أشياء محدودة منحازة في علمه" (أرسطو)، فإن العناصر التي ظهرت لنا أنها تستحق المعالجة والدراسة، وتدعو إلى طرح الأسئلة واستحضار الأجوبة الملائمة لها هي العناصر التي تكيف مادتها وصورتها الصناعة السيميائية السابقة وتجسدها خطة مبحثنا بطريقة موافقة لشروط قيود منجزها العلمي. وبالنظر إلى آلية هذه الصناعة فإن المنطق، الذي تسمى به الصناعة السيميائية، هو المذهب شبه الضروري أو الصوري للدلائل. ورسمه على هذا الوجه معناه بناء ملاحظات الإنسان على طبائع الدلائل التي يعلمها، واعتماد سيرورة تجريدية توصله إلى تأليف قضايا وأقوال تحتمل الصدق والكذب، والصحة والخطأ؛ وبالتالي تحديد ما يتوجب أن تكون عليه طبائع الدلائل التي يستعملها ذكاء علمي مشبع بالقدرة الكافية على التعلم بوساطة التجربة ومقتنع بأن التعرض للخطأ فرض عين أكثر من العصمة منه.غرباء
من الكتاب: ولقد ساعدت معرفتي باستقامة الطريق على تسهيل مهمتي، إلا أن المفاجأة القاسية تمثلت في احتجاب الرؤية كلياً. فأخذت أقود ببطء آملاً أن تتجنب السيارات حافتلنا التي تقل غرباء كما هو الحال دائماً.. أما هؤلاء الركاب، فقد سلموا أمرهم لي كما يبدو وانصرفوا يتبادلون فيما بينهم أحاديث صاخبة مفعمة بالرضا والفضول والمرح. ولم يخطر ببال أحد منهم التقدّم لمساعدتي. ربما لاعتقادهم أن الحافلات عندنا هي على هذه الشاكلة أو لثقتهم في براعة قيادتي. لكن قلقي سرعان ما أخذ ينمو ويتفاقم، وخاصة حين بدا لي أن العجلات الضخمة للحافلة أخذت تطحن أجساماً ما في طريقها.خيبة ولكن…
من الكتاب: كُن رجلاً لِأُنثى واحدة، ولا تَكُن ذَكراً للعديد منهنّ. اللحظاتُ الجميلةُ لا تُسجَّل ولا تُكتَب إنّما تفرد أجنحتها وتطير بنا للحياة. كُن وحيداً ولا تكُن زائراً مؤقتاً في ذاكرةِ أحدهِم.فضاء السجن في الرواية العربية
التفت الروائيون لظاهرة الاعتقال، وللسجون، وكتبوا من الروايات قدرا ليس بالنزر. وتأتي دراسة الباحثة جمانة صوان لتسلط الضوء على هذه التجارب، بالالتفات لروايات تمثل أقطارا عربية مختلفة، متوقفة إزاء روايات لكتّاب معروفين يحتلون مواقع رفيعة في الرواية العربية من أمثال: عبد الرحمن منيف، ومحمد الماغوط، وهاشم غرايبة، وسالم النحاس، ويوسف زيدان، وغيرهم... مما يُضيف لهذه الدراسة أهمية على أهميتها المستمدة من الموضوع. و اللافت أن جمانة صوان لا تقتصر في دراستها هذه على تتبع عالم السجين، وهمومه، من حيث هو بطل روائي حسب، بل تتبعت ذلك أيضا من خلال البحث في علاقته بالآخر السجان، وعلاقته بالآخر الغريم، أو الرفيق، والآخر الأنثى. ولا يفوتها أيضا أن تعنى بالقضايا الفنية، والتقنيات السردية، واللغوية، التي تتجلى في روايات قامت بدراستها دراسة نقدية نصية تعنى بالنص قبل أي شيء آخر. ولا ريب في أن الشخصيات التي يتقدمها في هذا النوع من الروايات السجين، تحظى بأهمية قصوى في الرواية، ولأجل ذلك عنيت الباحثة بالشخوص، وتتبعت مناهج الكتاب في رسمهم ملامح الشخصيات. وهذا كله، أو بعضه، كافٍ للدلالة على أن دراسة المؤلفة عن فضاء السجن في الرواية العربية دراسة نقدية حقيقية تستحق هذه التسمية بجدارة. والله نسأل أن ينتفع بهذا الجهد العلمي، والأدبي، طلبة الدراسات الأدبية، واللغوية، والمهتمون بالرواية، والروائيين، والمهتمون بالحرية هاجسًا ونداءً يكمن فيه المفتاح الذي يفضي إلى سعادة الإنسان، لا إلى متعة السجان. أ. د. إبراهيم خليلشعرية الصمت: الأفق الشعري للكتابة
ما لم نلتمس البياض والفراغ، وما لم نُنْصِت إلى الصمت في ذواتنا، في ما يُحِيطُ بنا من طبيعة وأشياء، وما لم ندفع البياض والصمت والفراغ، وكلّ ما هو شاغر في الصفحة ليتوازَى مع المكتوب والمَمْلوء، بل يدخل فيه، باعتباره من طبيعته، سنكون، حتماً، خارج النَّصّ، نكتفي بقراءة السواد، مثل الأعمى الذي يتآلف مع ليله الذي لا نهار فيه. هذا ما سَعَتْ حداثة الكتابة أن تذهب إليه، تخرج من الشِّعْر بالصوت، إلى الشِّعْر بالصمت، بالشُّقُوق والتَّصَدُعات، وبأشكال الوجود الشَّاغرة، لأنَّ الشِّعْر ليس مَلْأً، بل هو محوٌ وإخفاء، ونزُوع إلى السِّر، إلى الغامض، وإلى ما نبذل جُهْداً لبلوغه، لا ما يكون مُعْطًى، يصلنا حتَّى قبل أن نبحث عنه أو نرغب في الوصول إليه. في حداثة الكتابة، نحن، إذن، إزاء الكتابة بالنُّقْصان، بالإفراغ، بالإزاحة والإخفاء، كتابة تُوارِي، وتكتفي بالأثر، أو بما يَحُلُّ محلّ الأثر.قلادة المرجان
هذا الكتاب نقديّ في مادته واقسامه وموضوعاته، التي حرصت على أن ألمّ شتاتها وتقييدها فيه كيلا لا تظلّ مبعثرة في أحشاء المجلات والصّحف والكتب التي قدمّت لها وأسهمت فيها، ولتدّل على ما فيها من جهد نقدي متعدد متنوع ذي دلالات شتّى، ومن آراء في مسائل مهمّة عامّة وخاصّة تستشرف وتنير وتوجّه وتهدي وتعين على الصدّق والنقاء وقول الحقّ في اتجاهات ومواطن عدّة.سرديات الوجع في الرواية العراقية
ليس بالضرورة أن يدخل بحثنا هذا ضمن إطار النقد الأدبي أو النقد الروائي تحديداً، بل هو بحث يحاول دراسة المرحلة من خلال عالم الرواية... بحث يهتم بالهم والحس الأرشيفي الذي تلمسناه لدى الروائيين وهم يسعون جاهدين إلى أرشفة مأساة شعبهم وتقلبات وطنهم السياسية وما خلَّفته من تغيرات عديدة أصابت صلب المجتمع العراقي. تطورات زادت من شحنة التغريب التي ظل العراقي يعاني منها لعقود من الزمن، وبالضرورة كان لا بد من رصد الانطباعات والمشاهدات والرؤى الشخصية للمثقف العراقي وهو يرسم ملامح بلده المتغيرة على الدوام ضمن عملية البحث عن الزمن المفقود "زمن الفجيعة" الذي يبدو مفقوداً لدى البعض، لكنه عند المثقف زمن يعيش داخل روحه ويتنفسه، لذا أصرَّ المثقف العراقي على أرشفته ليبقى شاخصاً أمام الواقع... زمنٌ هو ابن الواقع في حقيقته وليس وهماً كما يتصور البعض... البحث في تلافيف الذكريات يبتعد كثيراً عن البحث داخل الوهم، فالذكريات غالباً ما تحمل الحقيقة معها متجسدة على شكل صور ومشاهد وإن كانت بالنسبة للعراقي تمثل صور ومشاهد المأساة... من هنا يمكننا القول أن الروايات العراقية حاولت وتحاول إعادة بناء مشاهد الماضي بطريقة الإدراك والبحث ووضوح الصورة من خلال المحاكاة والوثائق والشهادات عن طريق الأدب الروائي ليكون بحق ذاكرة شعب، وأرشيفا حقيقيا لتاريخ شعب ظل يرزح تحت ظلم السلطات المتعاقبة لسنوات طوال...حكايا مجنون
لقّب نفسه بابن قطّين، ذلك لأنّ صاحبه الوحيد الذي بقي له في دنياه هو قطّ متشرّد أحبّه، عوّضه ببعض الأنس عن فقدان أب شيخ وأم عجوز، قطّ كان يحتكّ به قبل خروجه للذهاب إلى دكّانه القديم، دكّان لبيع الملابس المستعملة لا يسمن ولا يغني من جوع، كان القطّ ذاك وكلّ يوم، في كلّ صباح، ينتظره ويتبعه حتّى تبنّاه فجعله رفيقه الذي ينسيه الحاجة والفقر، سمّاه “بيراط”، بالعربية “قرصان”، ذلك لأنه فاقد لعينه اليمنى، إلى أن كان اليوم الذي مات فيه القط المسكين مختنقاً بعد أن نام عليه صاحبنا خطأً!!فتحسّر جعفر لموته حسرةً جعلت جنونه اللاّحق يسبق السّابق، فلقّب نفسه بابن قطّين تيمّناً بما سمع من ألقاب كابن سيرين، وابن عثيمين، وكذلك تخليداً لذكرى قطّه المغدور، رغم إدراكه أنه جعل نفسه ابناً لقط، لكنّه قال في نفسه مقنعاً لها في قرار مجنون دام أثره عليه كالمرض المزمن: “أن أكون ابناً لقطّ مجازاً أفضل من أن أكون ابناً لإنسان فعلاً!!فما ترك لي أبي سوى الديون تزيدني هلاكاً على هلاك…”.ما تَراه عيني لا تَراه عينُك
هل جرّبت يومًا أن تكتب ما يحوم في وجدانك ليقرأه أعزّ الناس إليك، ويقرأه الغريب، فيرى الكون من حوله بنظرة مختلفة مليئة بالإعجاب؟ إنني في هذا الكتاب الصغير أحكي قصصًا قصيرة تمنّيت أن أقرأها يومًا في الكتب، أو أسمعها قبل النوم، فأرى أحلامًا مؤنسة. في هذا الكتاب أحاول أن أستجمع تلك الخيالات التي تسكن رأسي، وأحوِّلها لحروف تخترق القلب، وتملأ القُرَّاء بالحبِّ للطبيعة الفاتنة، والامتنان للنعم التي وهبها الله لهم، والتفاؤل دائمًا وإن كانت الظروف عكس ما تشتهي أنفسهم.النقد الروائي عند يمنى العيد
فالهدف المنشود من هذه الدراسة الذي أطّرْنا ضمنه تحولات المشروع النقدي الروائي ليمنى العيد متجسّمًا في اتجاه "سوسيولوجيا النص"، التأكيد على أنَّ انفتاح يمنى العيد على إواليات جديدة تتراوح بين "الشعرية البنيوية"، و"سوسيولوجيا الأدب" و"السيميائيات" لا علاقة له البتة بالبحث عن حداثة نقدية موهومة مسكونة بمسايرة الموضات النقدية الغربية الجديدة، وإنما هو إجراء منهجي يؤشر في مسار يمنى العيد النقدي تصورًا وإنجازًا على طموحها الحثيث إلى تحديث النقد السوسيولوجي العربي، وتطعيم وتخصيب جهازه المفاهيمي لمواكبة تحولات الرواية العربية الجديدة، كما يعكس أيضا قناعة يمنى العيد بضرورة مراجعة وتمحيص النقد العربي لإنجازاته ومكتسباته في ضوء كشوفات الآخر/الغرب، وإبدالاته الثقافية درءًا لكل انغلاق منهجي، ومطلقية في التصورات والنتائج المعرفية، لإبقاء أسئلة النقد العربي، ورغم تشابكها مع القضايا الفكرية، والرهانات المجتمعية المنسربة في السياق الحضاري العربي، مُشرعة على ما هو كوني وإنساني.التنوير الشعري
مصطلح التنوير لم تستخدمه المدوّنة النقديّة العربية الحديثة فيما يخصّ الشعر، وما نعتقده هنا أنّ هذا المصطلح ربّما يكون أكثر استجابة في حقل الشعريّ منه في السرديّ، ذلك لأنّ الشعر أساساً ينهض على فكرة التنوير في كلّ عناصره تقريباً، والشعر الذي يفتقر إلى حضور فعاليّة التنوير في جوهره بهذا المعنى يكفّ بالتأكيد عن كونه شعراً، ولعلّ الصيغة الصرفيّة للمصطلح (تنوير) على وزن تفعيل من (نوّر/ينوّر) تذهب بمعناها التفعيليّ إلى أقصى حدود إشاعة النور في حقل العمل، على مستوى السعة والعمق والانتشار والتأثير والشمول والإحاطة والإنتاج، ويمكن النظر إلى الطبقات الشعريّة للنصّ الشعريّ من دون استثناء لفحص قوّة حضور التنوير فيها.الحداثة الشعرية: حدود الرؤيا وحدود التشكيل
حداثةُ الشعر وشعرُ الحداثة مساحةٌ ثنائيّةٌ وجدليّةٌ خصبةٌ لمقاربة علاقة الشعر بالحداثة من زوايا نظر مختلفة وإجراءات مغايرة وتحدّيات قرائية متنوّعة، فإذا كان مفهوم حداثة الشعر غير مرتهن بزمان معيّن ومكان معيّن على أساس أنّ الحداثةَ حداثات، لكلّ زمان شعريّ ومكان شعريّ حداثته، فإنّ شعر الحداثة ارتبط بالثورة الشعريّة التي شرعت بتقديم رؤيتها ورؤياها منذ خمسينيات القرن الماضي، وهي ثورة شعريّة معزّزة بالوعي والثقافة والفكر والقصديّة في ارتياد منطقة الحداثة بأقصى ما تنطوي عليه من تفجّرات وابتكارات على صعيد التشكيل والرؤيا والتقانات والأدوات والقيم والأساليب، على نحو ظلّت فيه سقوف التحديث مفتوحة على آخرها للشعراء الخلّاقين من أصحاب المتون الأصيلة، وهم يتحرّكون نحو الحفر المعمّق والثريّ في أرض الحداثة الشعريّة الملغومة بالإبداع.من روائع الأدب الصيني
لماذا اختيار هذه النصوص الصينية والمغامرة بترجمتها عن طريق لغة وسيطة قد تفقد النصوص مذاقها وخصوصياتها المميزة؟ سؤال مشروع قد يتبادر إلى ذهن القراء. لذلك وددت أن أشير إلى الدوافع التي جعلتني أقدم على ترجمة هذه النصوص الصينية مباشرة بعد قراءتها. ما شدني إليها في بادئ الأمر، ودفعني إلى ترجمتها هو مفاجأتي بالصورة التي رسمتها تلك النصوص للمرأة الصينية. لقد كانت تلك الصورة صادمة ومغايرة لما كان سائدا بخصوص وضعية المرأة في الصين الاشتراكية، حيث كانت هذه المرأة تشكل بالنسبة لجيلي السبعيني، "النموذج" الذي نطمح أن نكون عليه - نحن نساء اليسار المغربي- لما يمثله من تحرر فكري وإسهام بنّاء في تطوير المجتمع بعيدا عن النظرة الدونية للمرأة ولقدراتها الفكرية والإبداعية الخلاقة. فكان هدفي من هذه الترجمة، هو إشراك القراء في"سقوط هذا الوهم".تذكار الصبا
هذا الكتاب هو نتاج ثمار قصة الحب التي دارت بين المؤلف، والأديبة الروسية «أوجستا» بطلة وحي القلم الإبداعي للكاتب في «تذكار الصبا»؛ ويتجلى فيه الإبداع الأدبي بذكرياتٍ كُتِبَت بمداد النفس، والإحساس، والشعور؛ لأنها ذكريات لا تنتمي إلى الجنس الأدبي بقدر ما تنتمي إلى الإحساس الشعوري؛ وقد أجلى الكاتب هذه النقطة حينما أشار إلى أن هذا الكتاب ليس قصة ولا سردًا؛ ولكنه تسجيل للأحاسيس، والمشاعر، والعواطف التي أودعها في طيات هذا الكتاب. وهو يقدم لنا محبوبته في صورة المرأة التي لا يصرفها الحس عن العقل؛ بل تتخذ من العقل وقودًا لإذكاء منطق الإبداع في ذلك الحب، ويبرهن لنا هذا الكتاب أنَّ مختلف الإبداعات الكتابية التي خطها الكاتب كانت بوحي من طيف خيال المحبوبة؛ فهو يستجلي معالمها في ذكرياته؛ فتتجلى له، ويستلهمها فتلهمه أدبًا ذكيًّا.رسائل الأحزان
رسائل الأحزان هو كتاب مُعْجِز في بيانه لفلسفة الحب والجمال، وهو مجموعة من الرسائل التي كان يمدُّ بها الرافعي جسورًا من أفَانِيْنِ وَجْدِه لمحبوبته؛ ليرسلها إلى صديقه محمود أبي رية ليشاطره وَجْده بها، وقد برع الرافعي في تقسيم فلسفة الجمال؛ فقسَّم الجمال في كتابه إلى أقسامٍ ثلاثة: جمال تُحِسُّه، وجمال تعشقه، وجمال تُجَنُّ به، وقسَّم الفكر: إلى فكر إنساني، وطبيعي، وروحي. وفلسفة الحب والجمال عند الرافعي تحملُ في طياتها إبداعًا يجمعُ فيه الحب في أثوابٍ من الأدب، ويرتقي به إلى معارِج الروح؛ فيكسبه مَلْمحًا دينيًا قدسيًا، فهو يرقى بالحب نحو آفاقٍ من الفلسفة التي يمزجُ فيها بين الدين، والأدب، والسياسة حينما يصف النَّفس المُحِبَّة، وهو بهذه الرسائل يُحدِثُ انقلابًا على المعاني التقليدية التي عُهِدَت عن فلسفة الحب؛ لأنه يضع رسائله في صورة يكون فيها العاشق، والفيلسوف، والمتأمل في الذات الجمالية.هوكر المحتال الأمريكي العظيم
باختيار «نقولا حدَّاد» أميركا مسرحًا لروايته الأولى عن «هوكر المحتال»؛ فهو ينقل إلى القارئ دهشتَه من حِيَل أهل الغرب وألاعيبهم التي اقترنت مع تقدِّمهم العلميِّ والتكنولوجيِّ في القرن العشرين. «جاك هوكر» هنا يؤدِّي شخصيَّتين مختلفتين بإتقان شديد؛ فذكاؤه الحادُّ وسعة حِيلتِه أعاناه على أن يمارس نشاطه الإجراميَّ، كذاته تارة وكـ«جان شفلر» سمسارِ العقارات تارةً أخرى؛ فربح وتنظيمُه العصابيُّ ألوفَ الدولارات، ولم ينسَ في تلك الأثناء نصيبَه من الغراميات. لكن، هل سيظل هوكر يثير ريبةَ رجال البوليس في «نيويورك» ويدوِّخهم في أثره، متمكنًا من الإفلات من قبضة العدالة إلى ما لا نهاية؟في بيتي
يصحبنا «العقاد» هنا في جولة بين رفوف مكتبته الوارفة العلوم والمعارف، فمكتبته ليست كأية مكتبة، هي روحه وعالمه الخاص الذي صاحب فيه شتى فنون الآداب والتاريخ والفكر والعقيدة والسياسة؛ فأخرج لنا نفائس المؤلفات.ويبدأ العقاد كتابه بحديث مجرد عن عشقه للنور، وحبه لمدينة الشمس «أسوان». فالكتاب ليس مجرد وصف لبيت العقاد، ولا مجرد جولة داخل مرافقه، بل حياة وإحياء، أفكار وآراء.وتظهر من خلال الكتاب فلسفته الخاصة بالأشياء المحيطة به، فالكتاب يجعلك توغِل أكثر في شخص العقاد، ففيه تَنقُّل بين الموضوعات المختلفة في رشاقة فكرية عظيمة الأثر، قوية المعنى، واضحة العرض.في وادي الهموم
تحمل لنا الحياة والأقدار من الأحداث الدرامية ما يدهشنا أحيانًا وما يفرحنا أحيانًا أخرى، وربما ما يشقينا ويتعبنا. ولكن في النهاية يأتي هذا كله وفق اختياراتنا التي لا نُرغم عليها ولا نُجبر على السير في دروبها، بل ربما نتيجة لإصرارنا وعزمنا على المُضيِّ في نفس الطريق الذي تجرَّعنا منه القسوة والفقر والضلال. وكاتبنا «محمد لطفي جمعة» لا يريد بهذه القصة أن يؤرِّق مضاجع من سلك هذه الطرقات، ولا أن يحظى بشيء من الحفاوة والفخر، بل كتبها ليبعث في النفس شيئًا من الراحة والهدوء، بعد أن أفرغ فيها كلَّ الألم والحسرة. إن القلم الذي كتب هذه القصة كتبها بعد أن هزأ بالحياة وسخِر منها، بعد أن احتقر الإنسانية، بعد أن زهد في كل شيء.الهواري
«الهواري» هي رواية مسرحية تلحينية كتبها إبراهيم رمزي في أوائل القرن العشرين، ومثلتها فرقة جورج أبيض المسرحية (عباس فارس، و عبد العزيز خليل، ماري كافوري، سرينا إبراهيم) ولحن أناشيدها سيد درويش، وتدور أحداث المسرحية حول رجل من صحراء عيذاب بمصر يدعى «أبو الفوارس الهواري» جار عليه الزمان فأخرجه قومه من سلطانه عليهم، فهرب منهم وصار شريدًا هو وابنته، حيث لجأ إلى أهل قرية من القرى يحتمي بها ويعيش بين أهلها، فآووه وأكرموه خير كرم، وقد قدرت الأقدار لابنته أن تعيش قصة حب مع أحد أبناء هذه القرية رغم أن تقاليدها تحرم عليها الزواج ممن هم من غير قبيلتها، وفي ذات الوقت يأتي عمدة القرية ليزيد الطين بلة ويطلب من الهواري ابنته للزواج، فيحار الهواري، فهو يستحي الرفض بعد ما لاقاه من كرم الضيافة عند العمدة وأهل القرية، ويرفض أن يخالف تقاليده وأعرافه، فماذا يا ترى هو فاعل في مسألة ابنته؟التّوظيف الفنّي للّون في الشعر العربي
الدراسات الصوتية بين القديم والحديث
أمّا بعدُ فالكتاب الذي بين يدي القارئ هو: (الدراسات الصوتية بين القديم والحديث) أردت من دراسته خدمة لغتنا العربيّة لغة القرآن الكريم ووضعه بين يدي الدارسين الشداة منهم بلهَ المتخصصين. وحين انتهيت من جمع مادة الكتاب وجدتها تملي عليَّ أنْ أُقسّمها على تسعة فصولوسيعود غريبا
الكتاب يتحدث عن عودة الإسلام،ويشرح حال المسلمين المهاجرين في الدول الغربية ، وقد ربطت عودة الإسلام بهجرتهم، لأن هجرتهم أثمرت عن ولادة قوة إسلامية في الدول الغربية التي طالما حاربت وعادت الإسلام والمسلمين، حيث إن نفوذ المسلمين في تلك الدول بدأ يشتد، وهيمنة الإسلام بدأت تظهر، ولذلك استعنت بعدد كبير من المعلومات الموثقة عن انتصارات الإسلام والمسلمين في تلك الدول وكيف أنها بداية لعودة الإسلام.. حيث إنها إن عادت منهم، ستكون عودة غريبة ( وسيعود غريباً)، ولذلك ربطت الحديث الشريف ( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) بكل مايحدث في العصر الحالي من غرابة في حال الإسلام، حيث إنه يشتد ويقوى نفوذه في الدول التي سخّرت كل طاقاتها للنيل من الإسلام ومحاربته ومن الطبيعي أنه لايتوقع أحد أن يعود الإسلام من تلك الدول.قصائد مغناة
مسافات
مراودة
أيُّ ريشٍ يَرتَعِشُ الآن في الوسادة؟ الهواء له رائحة مسك الليل، وهو يصطاد الخفة الهاربة. نصوص إنسانية تلامس سقف السماء، لكنها أيضـًا تبحث في أعماق النفس البشرية عن أسرار الغرام وحكايات الأسى وذكريات المنافي البعيدة والقريبة على حد سواء.30يوم في تركيا
جيران الحياة
قراءات في أدب ما بعد الحداثة:
سارة
يقول الأستاذ «العوضي الوكيل» في خطاب كتبه إليَّ إنه قرأ في العدد الأخير من «المجلة» مقالًا للدكتور على الراعي عن قصة «سارة» قرر فيه أنها قصة ليست نامية ولا متطورة، وأنه وجد فيها موقفًا واحدًا يواجه فيه الجسدُ الحي العقل الصاحي، وأن الحب في هذه القصة حالة ثُبِّتَت بالدبابيس وسُلطت عليها أضواء لا ظلال لها إلى آخر ما قال .ويرى الأستاذ العوضي أن «سارة» توشك أن تكون ترجمة نفسية صادقة لقطعة من حياة رجل عبقري وامرأة فَذَّة؛ ومن ثَمَّ فإن الوصف التقريري الذي عابه الناقد على الكاتب — إذا صح — لا يُعتبر عيبًا، وإنَّما العيب أن يبحث موضوع سارة بمعزل عن دواوين العقاد.نور الأندلس
لم تكن رحلة «الريحاني» لبلاد «الأندلس» كغيرها من رحلاته، فقد أضفت الأندلس على حكيه من جمالها وبهائها وسحرها ما أضفت. النور الذي أضفته الأندلس على مخيلة المؤلِّف، وأضفاه هو بِدَوْرِه على صفحات كتابه، ينتقل إلى القارئ، حتى يُخيَّل لكَ أنكَ تقرأ إحدى بدائع شعراء الأندلس الأوائل، فما تنقَّل الريحاني بين مدينة أو شاطئ إلا وقف على ما ترك فيه الفاتحون من فنون وجمال وحضارة. وبين «قرطبة»، و«أشبيلية»، و«طليطلة» طاف الريحاني حاملًا غايته السامية من رحلاته؛ وهي إشاعة روح المحبة والتكافل والتكامل بين الأشقاء العرب، لتسمو وتصبح مصافحة محبة ووفاء. ولأن هذا المؤَلَّف قد أخذ شكلًا مختلفًا ومميزًا، فقد حصل الريحاني على إثر تأليفه على «وسام المعارف المغربي» من سكان مراكش، تكريمًا له وعرفانًا ببراعته في التقاط أشعات النور الأندلسيِّ وحياكتها.الصمت
حين سمعت أنهم سيقدمون الشاكرية، تذكرت أن محمد كان متطلباً فيما يتعلق بطعامه؛ الابن المدلل للأم. كان يكره بعض أنواع الطعام، كالملوخية؛ ويفضّل أكلات اللبن، كالشاكرية؛ لم يكن يحب الإجاص والدراق، ولكنه يعشق البطيخ. مضى على دفن محمد أكثر من سنة ونصف. اعتادت علا على فكرة غيابه، ولكنها مازالت تجد صعوبةً في أكل الشاكرية أو الملوخية. تقدّم عائلة زوجة ابن خالها الطعام وهم يشتكون من أن اللحم هنا ليس كالذي في دمشق. تقول علا إنها لا تحب الشاكرية. تحلف أم الزوجة على علا بأن تتذوق ولو صحناً صغيراً. تبدو علا محاصرةً، كيوم الجنازة حين أجبرتها ابنة عمها على ابتلاع بضع لقيمات من “الأوزي”. فجأة يجتاح علا شعور عميق بالخذلان، بأن محمد خذلها حين قُتل. تُركت وحيدةً، لا إخوة ولا أخوات، والآن صحن الشاكرية.أخبار أبي تمام
كان اتجاهنا إلى هذا النوع من العمل نتيجة لدوافع كثيرة، منها تلك المحاضرات القيمة التي ألقاها علينا أستاذنا المرحوم برجستراسر عام 1932م في «علم نقد النصوص» فقد كانت في الحقيقة منهجاً قويماً لما يجب على الناشر أن يسلكه في نشر كتاب قديم. وهو أول مستشرق كتب في هذا الموضوع وحاضر في اللغة العربية. وجدير بنا أن نذكر بهذه المناسبة أن الدكتور كراوس الأستاذ بكلية الآداب، قد ألقى في العام الماضي محاضرات في نفس الموضوع وكان لها أثرها في نشر هذا الكتاب.وحي بغداد
كم من مرة يقف قلم الكاتب متحجَّرًا مستعصيًا على الكتابة، وإذا به فجأة يسيل بالكلمات فيضًا، وكأن البحر صار مدادًا لكلماته، فنقول ساعتها «نزل الوحي!». هذا ما حدث مع زكي مبارك عندما زار بغداد ومكث فيها بضعة أشهر، فأراد أن يكتب عرفانًا لبغداد التي أوحت له الكثير من الأفكار والمعاني، حيث أخرج زكي مبارك هذا الكتاب «وحي بغداد» تحية لمدينة الرشيد التي اتصل بها نحو تسعة أشهر قضاها في يقظة عقلية أوحت إلى قلمه ألوف الصفحات، وقد رجا زكي مبارك لهذا الكتاب أن يكون سنّة حسنة لمن يقطنون العواصم العربية والإسلامية، عسى أن تحبب هذه السّنة العرب والمسلمين في بلادهم بما يبتكرون من شائق الوصف ورائع الخيال.يوم ١١ يوليه سنة ١٨٨٢
هو كتاب للأمير عمر طوسون يشير عنوانه إلى تاريخ دخول القوات البريطانية مدينة الإسكندرية، ضاربة بعرض الحائط كافة المعاهدات الدولية، ومتعلقة بأوهى الأسباب لتبرير منطق الغزو والاحتلال. ففي هذا اليوم قامت بريطانيا بقُصف الإسكندرية بواسطة خمس عشرة سفينة من أسطول البحرية الملكية البريطانية تحت قيادة الأدميرال سير فريدريك بوتشامب سيمور. وقد أراد عمر طوسون من خلال هذا الكتاب أن يفصل ما حدث في هذا اليوم تفصيلًا، لأن مدينة الإسكندرية كانت هي أول الحصون التي تداعت بعدها كافة المدن المصرية الأخرى، كذلك أراد طوسون من هذا التفصيل أن يذَكر المصريين بهذه الوقائع التاريخية المأساوية، كي يجلي منها الأمور الغامضة، ويستخلص منها الأسباب والنتائج والعبر والدروس، ولتكون تذكرة لمن نسي من المصريين معنى الاحتلال. باختصار قصد طوسون لهذا الكتاب أن يكون حافظًا للذاكرة التاريخية المصرية في أحد أحلك الأيام التي عاصرتها والتي غيرت من مسارها التاريخي رأسًا على عقب.مكبث
هي مسرحية تراجيدية للمسرحي الإنكليزي ويليام شكسبير عن القائد الاسكتلندي مكبث الذي يغتال ملكه دنكن ليجلس على عرش اسكتلندا مكانه. مكبث أقصر تراجيديات شكسبير، ولا حبكة جانبية فيها تتعلق بأي شخصيةٍ أخرى. كُتبت هذه المسرحية في وقتٍ ما بين 1603 و1606، واعتمد فيها شكسبير بشكلٍ طفيف على شخصية مكبث الاسكتلندي أحد ملوك اسكتلندا. مُثلث هذه المسرحية مراراً، وأنتجت للسينما والأوبرا ومسلسلات التلفاز.بنت قُسطنطين
المجتمع الذي كان يؤمن بقداسة العِرق والنسب، فجعل العربي الأصيل طبقة فوق الناس؛ بناءً على ذلك لم يكن ليولي أمر المسلمين الموالي، أو الهجناء الذين يمتُّون بنسب مختلط إلى أعداء العرب. فها هو «مَسلمة بن عبد الملك بن مروان» يحظى في النفوس بالمكانة والهيبة، ويراه كثيرون الأكفأ بالولاية من غيره، إلا أن نسب الأمومة الرومي يمنعه؛ فيخرج لحصار «القسطنطينية» أملًا في عرشها. لم يعلم «مَسلمة» أن فتاتين ﻟ «قسطنطين» غَدوتا أسيرتين لدى العرب قبل ذلك بزمان؛ وأن كلتيهما أنجبت ولدًا خرج في قتال أهله دون أن يعلم بذلك؛ إلا أنه يبقى للعلاقات الإنسانية دستورٌ يغلب كافة دساتير الحكم والحرب. يُسطِّر «محمد سعيد العريان» خُطى فتح العرب ﻟ «القسطنطينية» بالقرن الهجري الأول، في رواية تعد مدخلًا قيِّمًا لاستكشاف المجتمع العربي في العصر الأموي.حي بن يقظان
«حي بن يقظان» إحدى كلاسيكيات الأدب العربي القديم، ورائعة من روائعه، جمع فيها ابن الطفيل بين الفلسفة والأدب والدين والتربية، فهي قصة ذات مضامين فلسفية عميقة، تناقش ما نسميه في مصطلحنا المعاصر برؤية العالم أو النموذج المعرفي، حيث تتضمن القصة عناصر الثقل المعرفي الأساسية والممثلة في (الإله/الإنسان/الطبيعة)، كما تتطرق إلى أبعاد العلاقة بين هذا العناصر، فهي تحكي قصة إنسان استقر به الحال وهو بعد طفل على أرضٍ لا إنسان فيها، فاتخذ من الحيوان مُرضِعًا له، والطبيعة مأوًى له، فافترش الأرض والتحف السماء، ولما كبر واتشد عوده ونضج فكره، انصرف إلى التأمل في الكون، وهو الأمر الذي قاده إلى حتمية وجود خالق لهذا الكون.ومن الجدير بالذكر أن هذه القصة قد أعيد كتابتها في تراثنا العربي أربعة مرات على يد كل من ابن سينا، وشهاب الدين السهروردي، وابن الطفيل، وابن النفيس، هذا الأخير الذي أعاد كتابتها تحت مسمَّى آخر يوافق ومعتقده الفلسفي، فسماها «فاضل بن ناطق»دمعة وابتسامة
إن لكتاب «دمعة وابتسامة» مذاق خاص في ألسنة قارئيه، فهذا الكتاب بمثابة أول نغمة من نوعها في العالم العربي الحديث، فقد خالفت تراكيبه ودقة بيانه المألوف آنذاك في الكتابة الأدبية العربية، وقد جاء الكتاب كتمهيد لحركة عربية رومانسية جديدة، ابتدعها جبران خليل جبران، واستطاع من خلالها أن يقدم لنا لونًا جديدًا من ألوان الأدب، تطرب لجمال لفظه الآذان، وترقى لجلال معانيه القلوب، وتذهل لروعة خياله العقول.ذات الجناحين
قال «أبو الغصن: عبد الله جحا» فيما يرويه من حكايات ونوادر على جلسائه: «في إحدى سفاراتي في البلاد البعيدة، نزلت في بلد يتحكم في أمره رجل متجبر، لا يحكم بين الناس بالعدل ولا يعطي الحق لصاحب الحق. وقد وقعت لهذا الوالي حوادث غريبة، في أثناء وجودي في البلدة»، منها الحادثة التي يحكيها جحا في هذه القصة كما وقعت.ذكرى شهداء العلم والغربة
أخذت البعثات العلمية ترتحل من بلاد المشرق إلى أوروبا لتنهل من العلم عقب الحرب العالمية الأولى، وكان لعدد من خيرة شباب «مصر» نصيب في المبادرة، وبعد أن وصلت أول قافلة إلى «ألمانيا» بسلام غادرت أخرى من ميناء «الإسكندرية» في مارس عام ١٩٢٠م متجهة إلى «ڤيينا» ومنها إلى برلين. وبعد أن ركب أفرادها القطار من مدينة «تريستا» بإيطاليا، قَضَى اثنا عشر طالبًا مصريًّا نَحْبَه في حادث تصادم مروِّع بأحد المرتفعات. ولأن التاريخ لا يذكر من أبطاله سوى القليل عُني «فرج سليمان فؤاد» بتوثيق سِيَر هؤلاء الطلاب؛ ما كتبه أحباؤهم فيهم، وما كتبته ثُلَّة من أعلام الأمة في هذا الحدث، مصوِّرًا ما كان من حزن الأمة بأكملها عليهم وعظمة جنازتهم التي شيعها ﺑ «الإسكندرية» أكثر من أربعمائة ألف مصري.