رسالة الغفران
تعدُ رسالة الغفرانِ إحدى درر الأدبِ العربي؛ فهى رسالة نثرية في رداءٍ روائيٍّ نقدي ولسانٍ فلسفي يجسدُ كوميديةً إلهية، مسرح البشر فيها يكون الجنة والنار، وتضمُ هذه الرسالة آراء أبى العلاء في الدين، والعلم، والأخلاق، وفي أساليب الشعوب وفنونها، وقد كتبها ردًّا على رسالة ابن القارح الذي جعل منه فارسًا يمتطي جواد رسالته الخيالية التي حاور فيها الشعراء والأدباء واللغويين. ويستهلُ أبو العلاء رسالته بذكر الأثر الطيب لرسالة ابن القارح في نفسه، ثم يُطْلِقُ العَنانَ لخياله الجامح؛ فيصفُ لنا المنزلة التي وصل لها ابن القارح في الدار الآخرة، كما يصنفُ مراتب الشعراء في الجنة والنار بما شفع لهم من أشعارٍ أنزلتهم منازل رياض الجنة كزهير بن أبي سُلمى. فالخيالُ في هذه الرسالة مزينٌ ببريقٍ من هَدْيِّ الواقع، وهذا ما كَفَلَ لهذه الرسالة منطقية العرضِ رغم ارتدائها أثواب من الخيال.١٧ رمضان
«روايات تاريخ الإسلام» هي سلسلة من الروايات التاريخية تتناول مراحل التاريخ الإسلامي منذ بدايته حتى العصر الحديث. وركَّز فيها جرجي زيدان على عنصر التشويق والإثارة، بهدف حَمْل الناس على قراءة التاريخ دون كلل أو ملل، ونَشْر المعرفة التاريخية بين أكبر شريحة منهم، فالعمل الروائي أخف ظلًّا عند الناس من الدراسة العلمية الجادة ذات الطابع الأكاديمي المتجهم.وتدخل رواية «١٧ رمضان» ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام. وهي الرواية الرابعة التي يكتبها زيدان في هذه السلسلة، وتتضمن وقائع مقتل الإمام علي، وما أعقب ذلك من بسط لحال الخوارج. هذه الوقائع التي كانت في أصلها امتداد لتاريخ الفتنة الذي بدأ بمقتل ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، وانتهى باستئثار بني أمية بالخلافة والخروج من أهل البيت. ويتابع زيدان هذه الحقبة التاريخية من خلال سرده الروائي المتميِّز للنص، بحيث جسد نصه حياة كاملة استدعت الماضي، وجعلته حيًّا في ذهن قارئه.الإنسان في القرآن
يحاول العقاد أن يقترب من معرفة الإنسان ومكانه من الكون وبين أبناء نوعه من البشر، ويرى أن أسئلةً كتلك لن يجيب عنها إلا عقيدة دينية تثق في عقل الإنسان، وتدعوه للتفكُّر في نفسه؛ فيلجأ لآيات القرآن ليستنبط منها ماهية الإنسان كمخلوق عاقل مُكلَّف، من روح وجسد، يُسأل فقط عن أعماله، وذلك بعد أن بَلغَته الرسالة الإلهية التي بُعث بها الرُّسل مُعلِّمين، فكانت مسئولياته هي الأمانة التي حملها، ثم يُعرِّج بنا العقاد إلى رؤية العلم والفكر للإنسان؛ ليبين ماذا قال أصحاب مذهب التطور في نشأة الإنسان، وكيف أثر ظهور مذهبهم هذا في الغرب، كما يُسلِّط الضوء على رؤية علم النفس والأخلاق للإنسان، بحيث يشمل كتابه النظرة الروحية والعلمية البحتة في سبيل سعيه للإجابة عن السؤال الخالد: «مَن أنا؟»المرأة في القرآن
كرَّم الإسلام المرأة ومنحها مكانة متفردة بين سائر الحضارات، وذكرها في العديد من آياته، بل خصص لها سورة كاملة تحمل اسمها «سورة النساء». ويتحدث العقاد في هذا الكتاب عن مكانة المرأة في ضوء آيات القرآن الكريم، مسهبًا في شرح معانيها من وجهة نظره. فيتكلم عن قضايا قوامة الرجل على المرأة، وآيات الحجاب ووجهة نظره في أهميته، ويناقش أيضًا موضوعات اجتماعية تخص المرأة كالزواج والطلاق، والحقوق الدينية والدنيوية التي أقرها القرآن لها. كما تطرق لخصوصية زواج النبي من نسائه. ثم يبين الوصية القرآنية في معاملة المرأة، ورصد الآيات التي تشير لسُبل حل مشكلات البيت التي لا محالة واقعة بين المرأة والرجل. ثم يختتم بتعقيب قصير يطرح فيه نظرته لقضايا المرأة.لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
عقب قراءة أحد تلامذة الإمام رشيد رضا للمقالات التي كان يكتبها أمير البيان «شكيب أرسلان» في الجرائد العربية، ورؤيته لما تلقته هذه المقالات من صدى واسع واهتمام كبير لدى القراء، أرسل إلى أستاذه الإمام يتساءل؛ لماذا لا يكتب شكيب أرسلان عن أسباب تأخر المسلمين وتقدم غيرهم، خاصة أن للأمير رؤية تاريخية واسعة، ومعرفة حضارية كبيرة، وخبرة سياسية لا يستهان بها، ما يجعل تشخيصه للمحنة التاريخية تشخيصًا دقيقًا، وبالفعل أرسل رشيد رضا بتلك الرسالة إلى الأمير شكيب أرسلان، فما كان منه إلا أن استجاب لهذا المطلب فأفاض وأفاد.الأخلاق عند الغزالي
دشَّن زكي مبارك كتاب «الأخلاق عند الغزالي» وهو لا يزال شابًا بقلمٍ تغمرهُ روحُ الحماسةِ والانطلاق، وسليقةٍ تحوزها ملكة مفعمة بالنقد، فكان قلمهُ قاسيًا على من تناوله بالنقد، وقوله صادمًا لكل مُغرضٍ من الصدق ومُرجفٍ من الصواب، وقد نأى المؤلف بنفسه عما كان سائدًا في عصره من اجترارٍ لمناهجِ القدماءِ في مداهنةِ السلفِ وتقديسِ الشخصياتِ التاريخية، وآثر أن يُخضع موضوعه للدراسة التي يرمي من خلالها إلى إبراز الحق وإقامة العدل، فتناول الأخلاق عند الإمام الغزالي كمبحث فلسفي تناولًا نقديًّا رصينًا، حيث درس الإمام في عصره، وحياته، وتعرَّض إلى مصادره الفكرية، ومؤلفاته وعلاقتها بمبحث الأخلاق، ولم يكتف بذلك فقط، بل امتد اهتمامه إلى دراسة التأثير الفكري للأخلاق عند الغزالي فيمن لحقوه، كما وازن بينه وبين فلاسفة الغرب أمثال: ديكارت، وهوبز، وسبينوزا.الإسلام في القرن العشرين : حاضره ومستقبله
تكاد عبارة «لا يمكن فصل الماضي عن الحاضر» أن تبلى من كثرة ذكرها بين المفكرين والمهتمين بتاريخ الأمم والمجتمعات، وإن كانت تحمل كل الحقيقة. فحاضر الأمة الإسلامية على اختلاف أجناسها وأقطارها شكَّله ماضيها منذ أيام البعثة المحمدية؛ حيث نشأت الدولة وليدة، وانطلقت تحوز سُبل القوة حتى كانت لها الغلبة والسيادة على أمم لم تُقم لها وزنًا قبل ذلك. ولكن النوازل تتابعت على تلك الأمة فقسمتها، وشغلتها بنفسها، وجعلتها تتراجع وتهن، وإن ظلت كما يقول العقاد: «قوة صامدة» رغم أنها في القرون الأخيرة لم تتوافر لها من سُبل القوى ما توافر لأعدائها، الأمر الذي يجعل المرء يحار في سبب صمودها، وبقاء ثقافتها ومجتمعاتها. وفي هذا الكتاب يحاول العقاد رصد الحاضر الإسلامي على خلفية قراءة الماضي عله يدرك أسباب ما أصاب الأمة، وكيف يمكنها بناء مستقبلها؟التَّصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق
يتجاوز التصوف كونه مجرد مذهب، كما يشير إليه البعض، فتلك إشارة مختزلة، فالتصوف فطرة إنسانية توجد في التراث الإنساني عبر التاريخ، فهو رؤية معرفية تنزع إلى ملامسة الحقائق العميقة في الكون، فالمتصوف ينظر إلى الكون بعين القلب؛ لذلك يرتبط التصوف أشد الارتباط بالأدب والفن، وتركز هذه الرؤية المعرفية على المعاني الذاتية والباطنية للأشياء وتتعالى على قواعد الإدراك الحسي والاستدلال الاستقرائي، وهذا الكتاب يهبط بنا إلى منحنى أكثر خصوصية إذ يناقش الخبرة الحضارية الإسلامية في هذه الرؤية ويستعرضها بحس نقدي بارع.التصوف وفريد الدين العطار
يعد هذا الكتاب نفيسةً من نفائس المذهب الصوفي؛ لأنه يُجلى دروب التصوف في فصولٍ، وأبواب، ومَنْ يقرأ هذا الكتاب يجد أن الكاتب قد عبَّرَ عن المذهب الصوفي عَبْرَ آفاقٍ رحبةٍ أصَّلَ فيها هذا المذهب تاريخيًّا، وفلسفيًّا، وعقديًّا، وأجلى السمات التي ميَّزت كل حقبة تاريخية وُجِدَ فيها هذا المذهب، ومدى الدور الذي لعبه في إثراء الحياة الأدبية، التي ذخرت بأعلامٍ من الشعراء، والعلماء الذين سلكوا درب التصوف. وقد تناول الكاتب في هذا الكتاب حياة «فريد الدين العطار»، وتحدَّث عن المكانة التي وصل إليها بين أنداده من رواد هذا المذهب، كما تناول الكاتب الطريقة التي انتهجها العطار في معرفة الله؛ والتي أعلى فيها الوجدان على العقل؛ علوًّا لا يُغْفِلُ العقل بقدر ما يجعله مرشدًا للوصول إلى طريق العشق الإلهي الذي تتجلَّى صوره في إبداع الخالق لأشكال الخَلْق، ثم تحدَّث الكاتب عن القضاء والقدر عند الصوفية، وطريقتهم فى الوصول إلى الله.التصوير في الإسلام عند الفرس
يستحضر «زكي محمد حسن» بثرائهِ المعرفي وعمقه التاريخي عظمة الفن الفارسي بين دفاتر مجد التاريخ؛ ليقدم كتابه الأهم عن التصوير الإيراني. ويستهل الكتاب بمقدمة تاريخية يستعرض فيها تاريخ الحضارة الفارسية ومنجزاتها، ثم يتتبع نشأة التصوير عند الفرس وتطوره، والعوامل المؤثرة فيه، والمراحل التي مر بها حتى طمسته الرغبة في تقليد الغرب، والتفريط في التقاليد الحضارية الموروثة. وقد وفِّقَ المؤلف في شرح المدارس المختلفة وبيان مميزاتها، والمصورين النَّابِغِينَ فيها، وما قدموه من منجزات؛ مما جعل الحضارة العربية تفتخر بأن المصور الفارسي استطاع أن يرتقي فوق قضبان القيود إلى أَوْجِ درجات الرُّقي؛ فأخرج لنا العديد من التحف المصورة التي تفخر بها الإنسانية، وتعد من الدعائم الرئيسية للحضارة الفارسية.الأيام المبرورة في البقاع المقدسة
«الأيام المبرورة في البقاع المقدسة» هو كتاب في أدب الرحلات، يستعرض فيه الكاتب الكبير محمد لطفي جمعة رحلته إلى الأراضي الحجازية التي قصدها بغرض تأدية شعائر الحج وزيارة المدينة المنورة، وذلك في أسلوب شائق وممتع. وقد وصف المؤلف رحلته منذ وصوله إلى مكة المكرمة، ودوّن خواطره وانفعالاته النفسية، وتأملاته العقلية عند كل بقعة من البقاع التي مر بها، وعند كل شعيرة من الشعائر التي أداها في هذه الرحلة؛ ولهذه الرحلة ما يميزها عن غيرها من الرحلات التي دوّن أصحابها انطباعاتهم فيها عن هذا المكان وذاك الزمان، وهو لقاء لطفي جمعة بالملك عبد العزيز ونائبه الأمير فيصل الذي أصبح فيما بعد ملكًا للسعودية، وحضوره في ضيافتهما، وتدوينه لما دار في هذا اللقاء. إن هذا الكتاب — برغم لغته الأدبية الرفيعة — لا يمكن حصره في إطار أدبي مقصور على البعد الوجداني والانطباع الذاتي للمؤلف، ولكنه أيضًا يعد مصدرًا من المصادر التاريخية الهامة التي تتناول فترة من حكم الملك عبد العزيز للسعوديةحياة الحقائق
هو كتاب يحمل بين طياته دراسةً وافية لأسس المعتقدات وما تتألَّف منه هذه المعتقداتُ من العناصر الدينية والعاطفية والجمعية، ويبحث فيما يَعْتَوِرُ المعتقدات الفردية من التحولات حينما تصبح جمعية، وقد أفرد لوبون فصلًا في كتابه للحديث عن الأديان القديمة أو المركبة كالمسيحية؛ حيث بحث في التحولات التي أفضت إلى انتشارها، كما أنشأ مباحث للحديث عن الأخلاق باعتبارها العنصر الرئيس في تكوين المعتقدات الدينية، وبحث في الحياة العقلية باعتبارها تشكل جذور العلم؛ حيث ضَمَّن كتابه نوعًا من التفكير الفلسفي الذي يكفل له شمولية النظر في الحقائق والوصول إلى منابعها العميقة.الصعلكة والفتوة في الإسلام
يوِّثق أحمد أمين في هذا الكتاب كلمتي «الفتوةِ» و«الصعلكة» توثيقًا لغويًا وتاريخيًا يوضح فيه تغيُّر المدلولات اللفظية لهاتين الكلمتين عبر الزمن؛ حيث استهل حديثه عنهما بالعصر الجاهلي وصدر الإسلام، مرورًا بالعصر الأموي والعباسي، وانتهاءً بالعصر المملوكي، كما أشار إلى مدلول هاتين الكلمتين عند الصوفية. وقد استطاع الكاتب أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ فلم يوصِدُ الأبواب الدلالية والتاريخية للكلمة عند العصر المملوكي، بل فتحها لتطل على ساحات الحاضر؛ فربط بين الدلالة اللفظية لكلمة الفتوة والمدلول الواقعي والسياسي لها أوائل القرن العشرين. بهذه المقاربة التاريخية والدلالية نجح الكاتب إلى حد كبير في إبراز المعنى الإنساني لكلمتي «الفتوة» و«الصعلكة».داعي السماء
ساوى الإسلام بين الأعراق المختلفة، سابقًا الحضارة العصرية الحديثة؛ فجميع البشر سواء مهما اختلفت ألوانهم، وجعل المفاضلة بينهم مرجعها التقوى والعمل الصالح. وقد حَفِل التاريخ الإسلامي بنماذج لأشخاص ليسوا بعرب أو كانوا في مكانة اجتماعية أدنى، فلم يزدرِهم المجتمع المسلم، بل أعطاهم فرصهم في العيش وتحقيق ذواتهم طالما كانت لديهم الإمكانات المناسبة. وقد كان «بلال بن رباح» عبدًا حبشيًّا في مجتمع جاهلي مُتعنِّت يُقيِّم البشر حسب أنسابهم ولون بشرتهم فيغمط حقوقهم ولا يقيم لأرواحهم ذاتها وزنًا، فلما جاء الإسلام مساويًا بين البشر أفسح له مكانة كأول مُؤذِّن يرفع الأذان (دعوة السماء) بصوته النديِّ معلنًا أن لا عبودية إلا لله. والكتاب الذي بين يديك يعرض العقاد فيه لمحات من حياة بلال وقصة إسلامه وما فيها من بطولة لرجل طالما علا صوته بدعوة الحق.حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
عاهد العقاد قارئه على أن يكون قلمه للجاد من الموضوعات، كما آلى العقاد على نفسه أن يتصدى للحملات التي تستهدف ثقافته ومجتمعه. وقد جاء كتابه «حقائق الإسلام وأباطيل خصومه» كشكل من أشكال الدفاع عن عقيدته وتراثه، فتبدَّى طابع العقاد الموضوعي المتزن بلا تشنج؛ حيث عرض الشبهات التي يروِّجها أعداء الإسلام وقام بتفنيدها واحدةً تلو الأخرى، مرتكزًا على معارفه الغزيرة وأفقه المتسع وبحوثه المُتعمقة في الكتب المقدسة وكتب التراث، مُتبعًا منطقًا سليمًا غير مُحابٍ؛ حيث يقارع الحجة بالحجة. فيبتدئ في كتابه بالدفع عن لُب الدين وهو العقيدة، ثم ينتقل لصد الأباطيل المنسوجة عن المعاملات الإسلامية، مبينًا رعاية الدين الإسلامي للحقوق المختلفة للإنسان.مطلع النور
غيرت البعثة المحمدية من تاريخ البشرية؛ فالدين الجديد أقام دولة أخذت تتسع رقعتها حتى نازلت دولًا عظمى وإمبراطوريات كبرى آنذاك، ودعا لعقيدة التوحيد وقت أن شاعت العقائد الشركية والوثنية وغيرها من الأديان الباطلة. ولكي نلم بتاريخ الإسلام وأثره في تغيير الخريطة الروحية والجغرافية للعالم، فلا بد لنا من الاطلاع على أحوال العالم قبل بعثة النبي محمد؛ لنعرف أي الأديان كانت منتشرة؟ وما منظومات القيم والأخلاق التي حكمت تلك المجتمعات؟ وهل حفظت تلك المنظومات سلامة مجتمعاتها أم سبَّبتْ تدهورها؟ وأن نتعرف على الأحوال السياسية والاجتماعية والثقافية التي سادت الجزيرة العربية (مهبط الرسالة)، والظروف التي عاشت فيها قبائلها، وخاصة أسرة النبي محمد وقبيلته التي نشأ فيها.الدين والوحي والإسلام
يناقش الكتاب موضوعات في حقيقة الدين تشمل تحديد أصوله في نظر باحثي العلوم الإنسانية من جهة، وفي نظر أهل الإسلام من جهة أخرى، وكذلك العلاقة بين الدين والعلم، وارتباط الدين بظاهرة الوحي، وتفسيرات تلك الظاهرة بين إسلامية وفلسفية. ثمَّ إن المؤلف يمثِّل للديانات المنزَّلة عن طريق الوحي بمثال عالٍ هو الدين الإسلامي، والذي يعرضه كديانة سماويَّة، ويأتي على شرح المعنيين اللغويِّ والشرعيِّ لكلمة «إسلام». و«مصطفى عبد الرازق» في تناوله السَّلس لجميع تلك المباحث، يبسُط رؤيته النقديَّة المتجرِّدة، وما يعُدُّه الرأي الأكثر ترجيحًا من غيره، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم، وعارضًا لأقوال المفسِّرين واللغويين والمتكلمين.أقباط ومسلمون
أثار هذا الكتاب جدلًا كبيرًا في الأوساط الفكرية عند ظهوره، حيث اتهم البعض جاك تاجر بتعمد تشويه صورة التاريخ الإسلامي، بينما أكد هو رفضه لفكرة احتسابه على أيًا من الطائفتين المسلمة أو القبطية، وأنه سعى إلى المنهج العلمي المجرد من أي تحيز؛ حيث حاول المؤلف — كما يؤكد — دراسة تاريخ مصر منذ الفتح العربي حتى عام ١٩٢٢م في جوانبه الاجتماعية والسياسية والروحية والدينية وفق منهج علمي محدد وواضح. ويرى بعض النقاد أن كتابة التاريخ قد مرت بعدة مراحل هي؛ مرحلة الكتابة الدينية، والكتابة السردية، والكتابة الأكاديمية الأجنبية والوطنية، والكتابة من منظور الجماعة الوطنية، والكتابة المجتمعية، والكتابة متعددة مستويات التحليل، وأن كتاب جاك تاجر ينتمي إلى المرحلة الثالثة «المرحلة الأكاديمية الأجنبية والوطنية» وهو ما يجعل من الكتاب مرجعًا يحمل أهمية لدى عدد كبير من أقطاب السياسة بما يقدم من مساعدة في فهم الأوضاع الصحيحة داخل المجتمع، في سبيل المحافظة على الوئام بين الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية، خاصة في إطار مشروع الجامعة العربية الهادف إلى ضم أجناس الأمة الإسلامية كلها.رسالة في بيان كيفية انتشار الأديان
هذا الكتاب هو رسالة موجزة وافية، تردُّ على القائلين بانتشار الإسلام والشريعة الإسلامية بالسيف والقوة لا بالدعوة والقلم. ولإثبات كذب تلك الفرضيَّة، يتناول المؤلِّف بدايةً بعض المبادئ المتصلة بانتشار الأديان بصفة عامة، والسماويَّة منها بصفة خاصة، فيؤكد حاجة البشر إلى الاجتماع، وحاجة الاجتماع إلى الدين كدعامة توحِّد أفراد المجتمع وتوثِّق عرى الإخاء والمساواة بينهم بالاستناد إلى الشريعة المصاحبة للديانة، ثم ينتقل المؤلِّف إلى مناقشة ترقِّي الشرائع، حتى وصولها إلى التمام في الشريعة المحمَّدية مستوعِبةً جميع الأحكام اللازمة لاستقامة الحياة، ثُمَّ ولضمان تحقُّق المصلحة كان لا بُدَّ من قوة تنصر الحق وتردُّ العدوان، لكنَّ الجهاد الذي شُرع في الأديان السماويَّة جميعها لم يكن — حسب المؤلِّف — المسئول عن انتشار الدين، ولذلك أدلة عديدة أبرزها وصول الإسلام إلى حيث لم يصل السيف.الرق في الإسلام
اهتمَّ أحمد زكي باشا بترجمة هذه الرسالة؛ نظرًا لندرة الدراسات التي تناولت هذا المجال الذي لم يَنَل حظه الكافي من البحث، وإيمانًا منه بِعِظَمِ القَدْرِ السياسي والديني والاجتماعي الذي يمثله هذا الموضوع، وقد أجاد المؤلف «أحمد شفيق باشا» تناول هذه القضية بكل حيثياتها تناولًا جمع فيه مظاهر الرِّقِ عند جميع الأمم، وفي مختلف الأديان، ثم تطرَّق بعد ذلك إلى بيان الاسترقاق في الإسلام؛ ليُظْهِر فضل الدين الإسلامي في هذا المقام، وقد تناول الكاتب المنبع الرئيس لظاهرة الرِّق؛ وهو «الحرب»، فهي التى أصَّلَت لجذور الاسترقاق عند الأمم، ويوضح الكاتب مدى إنسانية القوانين التي سَنَّها الإسلام في معاملة الرقيق، وما أولاه الإسلام من إسباغِ عظيم الثواب على المُسْهِمينَ في تحرير الرِّقاب من ذل الرِّق.نشوء فكرة الله
منذُ أن وُجد الإنسان على ظهر الأرض، وهو يتنازعه إحساس بأنه لا ينتمي إلى هذا العالم، فهو دائمًا يجد في نفسه ما يجعله مفارقًا (للطبيعة/المادة) من حوله، فالمسافة بينه بين الموجودات من حوله شاسعة، والهوة كبيرة، لا يمكن سبر أغوارها، حتى وإن تشابه التكوين البيولوجي للإنسان مع التكوين البيولوجي لأرقى أجناس الحيوانات كما قال دارون، لأن الاختلاف مع الموجودات من حوله اختلافٌ كيفي وليس كمي. فهو يشعر دائمًا أنه إنسان رباني ليس إنسانًا داروينيًا ماديًا، إلا أن ذلك الإحساس الميتافيزيقي لم يجد قبولًا عند بعض التيارات الفكرية التي تعتنق الفكر المادي، والتي تنكر وجود إله خالق للإنسان والطبيعة، أو على الأقل تحيد عن التفكير في هذه المسألة، كالتيارات «الإلحادية»، و«لاأدرية». وقد شهدت هذه التيارات رواجًا وقبولًا داخل الحضارة الغربية الحداثية أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لظروف تاريخية متعلقة بفساد الكنيسة الكاثوليكية فترة العصور الوسطى، وما أعقب تلك الفترة من تحقيق إنجازات علمية كبرى في العلوم الطبيعية، أغرت الغرب بالقول على لسان نيتشه أن الإله قد مات! ونتيجة لذلك ظهرت العديد من الأبحاث والدراسات التي حاولت دراسة الظاهرة الإنسانية باعتبارها ظاهرة مادية/ بيولوجية، ليست لها أية أبعاد ميتافيزيقة، فالميتافيزيقا بنظر معتنقي هذه الأفكار مجرد خرافة! وكان من بين تلك الأبحاث التي ظهرت في هذه الفترة بحث «جرانت ألين» الذي لخصه سلامة موسى في هذا الكتاب. ومن الجدير بالذكر أن هذه التيارات بدأت تضعف بشكل كبير مع حديث العلماء وفلاسفة ما بعد الحداثة عن أزمة المعنى، وتضاعف رقعة المجهول نسبة إلى رقعة المعلوم، رغم الاكتشافات العلمية الضخمة التي يحققها العالم في مجال العلوم الطبيعية الآن.حياة المسيح
يقول العقاد إن دعوات النبوة للرسل المبعوثة من الله للبشر هي «ظواهر إلهية» كبرى تُغير الإنسانية، ومن أعظم هذه الظواهر هي نبوة السيد المسيح، فكان الميلاد ذاته معجزة، ثم أجرى الله معجزات أخرى على يد المسيح في مجتمعات كانت غارقة في المادية البحتة. يعرض العقاد حال مجتمع بني إسرائيل وأطيافه، وما أصاب الديانة اليهودية مِن تفرُّق لأتباعها وانحراف عن الرسالة الأولى. كما يصف ما ساد مجتمعَهم من ظروف سياسية واجتماعية سبقت ميلاد المسيح، ويحكي قصة الميلاد المُعجز، ثم دعوته التي كانت تقوم على الحب طمعًا في الظفر بملكوت السماء، فتبعه التلاميذ المخلصون (الحواريون) يتعلمون حكمته في إخلاص، لينتشروا في ربوع الأرض يدعون الناس لدينٍ قوامه حب البشر بعضهم البعض، فطوبى لأنقياء القلب.أفيون الشعوب
للفيلسوف والاقتصادي الألماني «كارل ماركس» عبارة شهيرة تقول: «الدين أفيون الشعوب.» حيث لخص فيها رؤيته تجاه الأديان؛ فهي — على حد قوله — تخدر الناس وتلهيهم عن شقاء الحياة واستغلال أصحاب رءوس المال، فتنسيهم المطالبة بحقوقهم، والتفكير فيما يحيط بهم؛ وذلك طمعًا في حياة أفضل في ملكوت السماء أو الجنة، والعقاد له رأي مضادٌّ قوي تجاه هذا الأمر، حيث يرى أن مذهب ماركس «الشيوعية» هو الهُراء لا الأديان؛ فالدين يولِّد شعورًا بالمسئولية لدى الفرد ويجعله في حذر من اقتراف الذنوب، أما إنكار الدين فيؤدي لتخدير ضمائر الناس وعدم مبالاتهم. وهذا الكتاب هو هجوم قوي من جانب العقاد ضد الشيوعية ومبادئها؛ حيث اعتبرها مذهبًا هدَّامًا خطِرًا على المجتمع مُفَنِّدًا دعواتها بشكل مفصَّل.المهدي والمهدوية
يتناول هذا الكتاب فكرة المهدي، وهي فكرة ميتافيزيقية لها عمق في التاريخ البشري، وتوجد في ثقافات عديدة، وتقوم هذه الفكرة على مبدأ الخلاص، حيث يستقر في وجدان وعقل من يؤمن بها أن هناك من سيأتي آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن ملئت جورًا وظلمًا. ويناقش أحمد أمين في هذا الكتاب التطور التاريخي لهذه الفكرة في المنظومة الحضارية الإسلامية، وما يميز الطرح في هذا الكتاب أن مؤلفه لم يقتصر على تناول الفكرة في بقعة جغرافية ضيقة، لكنه تناولها في بقعة جغرافية فسيحة تمتد من بلاد الأندلس حتى بلاد الهند؛ حيث يستعرض أحمد أمين كيفية ظهور فكرة المهدي واستمرارها عند الفاطميين والموحدين والقرامطة والقاديانية والبابية والسنوسية ويختتم التطور التاريخي لهذه الفكرة بتناوله لثورة المهدي في السودان آواخر القرن التاسع عشر.الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف
ُعد الرحلة إلى البلد الحرام من أكثر المجالات جذبًا للتأليف، وقد دونت الكثير من الرحلات. غير أن رحلة الأمير «شكيب أرسلان» تُعد في صدارة هذه الرحلات؛ نظرًا لأنه مؤرخ مشهود له بالنزاهة والدقة، كما أمعن في الملاحظات التي أبداها. وفي رحلته ينتقد الأمير بعض السلبيات التي واجهها؛ ولعل أهمها الهجوم المستمر على خادم الحرمين الشريفين آنذاك الملك «عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود»، حيث أكد أن الملك لم يدخر جهدًا في تأمين سبل الأمن والراحة للحجاج، كما انتقد كلا من تركيا وسلطات الاحتلال؛ لما يفرضونه من قيود شديدة على الحجيج، وأكد أن العديد من الدول لا تقدم الأموال الموقوفة للحج، كما أن الرحلة دليل مفصل لشعائر الحج لبيت الله الحرام.اليزيدية ومنشأ نحلتهم
دفعت الأحداث السياسية والاجتماعية التي عصفت بالدولة الإسلامية المخالفين للسلطة إلى تبني مواقف عدائية تجاهها، وتطور الصراع وأخذ منحًى دينيًّا، فظهرت العديد من الفرق التي ابتعد الكثير منها عن صواب الدين، ومن هذه الفرق «اليزيدية» التي تنسب إلى «عدي بن مسافر»، وهو أحد الرجال الصالحين في القرن السادس الهجري، ولم تكن أفكاره تخالف العقيدة الصحيحة، ولكن بوفاته غالى أنصاره في تقديرهم لمكانته، ورفعوه إلى مرتبة الألوهية فجعلوه شريكًا للإله، فَلُقِّبُوا بــ«العدويَّة»، ثم لُقِّبُوا بـ«اليزيدية» لتأييدهم «يزيد بن معاوية»، ولليزيدية كتابان مقدسان هما مصحف «رش» أي الكتاب الأسود، و«الجلوة لأرباب الخلوة»، ومن معتقداتهم أن مكانة الشيخ عديِّ أفضل من منزلة الرسول، وزيارة لاش (مقر إقامة شيخهم) أفضل من الحج بمكة، أما الصلاة فهي غير واجبة، ويكتفى بصفاء القلب ونقائه.تحت راية القرآن
أثار كتاب الشعر الجاهلي ﻟ «طه حسين» موجة عاتية من النقد والجدال الذي أخذ عدة نواحي فكرية ودينية وأدبية، وتسببت بعض الأفكار الجامحة الواردة في الكتاب في اتهام مؤلفه بالكفر والزندقة، ولما كان منهج الأدباء والمفكرين في الرد على خصومهم يلجأ لمقارعة الحجة بالحجة، وعرض الحقائق والأفكار فقد انبرى عدة مفكرين كبار لتفنيد ما جاء بهذا الكتاب وكان «الرافعي» أبرزهم، حيث انتصر للدفاع عن تراثنا القديم كما بين بعض المغالطات التي ذكرها حسين، وقد ارتكز المؤلف في دفاعه على ذخيرته من الثقافة الإسلامية خاصةً آيات القرآن الكريم وتفسيره، فكان هذا الدفاع تحت راية القرآن العظيم.الأشكال الأولية للحياة الدينية: المنظومة الطوطمية في أستراليا
صدر عن سلسلة "ترجمان" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب الأشكال الأولية للحياة الدينية: المنظومة الطوطمية في أستراليا، وهو ترجمة رندة بعث العربية للطبعة الخامسة من كتاب إميل دوركهايم المنشورة بالفرنسية Les Formes élémentaires de la vie religieuse – Le systeme totémique en Australie، والصادرة في باريس في عام 1968. يطوّر دوركهايم في هذا الكتاب نظرية عامة عن الدين بتحليل المؤسسات الدينية البدائية الأبسط، ويجادل بأن الدين مجموعة من العقائد والعادات بينها علاقات متبادلة ومرتبطة بأشياء مقدسة، ويقترح تصورًا جديدًا للدين وللقوى الاجتماعية التي ينتجها. يتألف الكتاب (608 صفحات بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمة وثمانية عشر فصلًا في ثلاثة أقسام وخاتمة. تضم المقدمة، وهي بعنوان "موضوع البحث: السوسيولوجيا الدينية ونظرية المعرفة"، موضوعي الكتاب، وهما: تحليلُ أبسط دين معروف بهدف تحديد الأشكال الأولية للحياة الدينية، ونشوءُ المفاهيم الأساسية في الفكر وأسباب الاعتقاد أن لها أصلًا دينيًا، ومن ثم أصلًا اجتماعيًا. تصورات في الدين الأولي في القسم الأول من الكتاب، والذي جاء بعنوان "مسائل تمهيدية"، أربعة فصول. في الفصل الأول "تعريف الظاهرة الدينية والدين"، يبحث دوركهايم في الدين المعرّف بما فوق الطبيعي والغامض، ناقدًا مفهوم الغامض من حيث هو ليس بدائيًا، كما يبحث في الدين معرّفًا بموجب فكرة الله أو الكائن الروحي، والأديان التي لا إله فيها، والأديان الربانية والشعائر التي لا تتضمن فكرة ألوهية. كما يبحث في انقسام الأشياء إلى مقدّسة ودنيوية، والتمييز بين السحر والدين، وفكرة الكنيسة التي تستبعدها الأديان الفردية. وفي الفصل الثاني، "التصورات الرئيسة في الدين الأولي"، يميز دوركهايم بين الأرواحية وعبادة الطبيعة، ناقدًا أطروحات الأرواحية الثلاث: نشوء فكرة النفس مميزًا بينها وبين الفكرة المزدوجة؛ تشكل فكرة الروح قائلًا إن الموت لا يفسر تحول النفس إلى روح؛ وتحوّل عبادة الأرواح إلى عبادة طبيعية. ويخلص إلى أن الأرواحية تختزل الدين إلى ألا يكون سوى منظومة هلوسات. ويتابع دوركهايم في الفصل الثالث "التصورات الرئيسة في الدين الأولي (متابعة)"، بحثه في عبادة الطبيعة، عارضًا المذهب الطبيعي وفق ماكس مولر، متناولًا التمييز المزعوم بين الدين والميثولوجيا، والنزعة الطبيعية التي، بحسب رأيه، لا تفسر تمييز الأشياء إلى مقدسة ودنيوية. ثم يقدّم في الفصل الرابع "الطوطمية بوصفها دينًا أوليًا"، تاريخًا موجزًا لمسألة الطوطمية، والحاجة إلى منهج سيتطرق من أجله، في الكتاب، إلى الطوطمية الأسترالية. العقائد الأولية يضم القسم الثاني المعنون "العقائد الأولية"، تسعة فصول. يستكمل فيها المؤلف أبحاثه مفتتحًا القسم بالفصل الخامس بعنوان "العقائد الطوطمية المحض"، وفيه يبحث دوركهايم في الطوطم بوصفه اسمًا لعشيرة، وفي الطوطم بوصفه شعارًا، والرسوم الطوطمية المحفورة في الأشياء أو الموشومة في الأجساد، وينتهي إلى تناول الطابعَين؛ المقدس والاصطلاحي للشعار الطوطمي. ويدرس دوركهايم في الفصل السادس "العقائد الطوطمية المحض (متابعة)"، الطابع المقدس للحيوانات الطوطمية، وهو، كما يرى، أقل وضوحًا من الطابع المقدس للشعار. كما يدرس قرابة الإنسان إلى الحيوان الطوطمي، والأساطير المختلفة التي تفسر هذه القرابة، قائلًا إن الطوطمية ليست عبادة الحيوانات. ويستمر في الفصل السابع وبالعنوان ذاته "العقائد الطوطمية المحض (متابعة)"، متناولًا المنظومة الكونية للطوطمية ومفهوم الجنس، من تصنيف الأشياء في عشائر وأفخاذ وطبقات، مرورًا بنشوء النوع البشري، وانتهاءً بالمعنى الديني لهذا التصنيف. وكذا الحال في الفصل الثامن "العقائد الطوطمية المحض (خاتمة)"، والذي يبحث فيه المؤلف في الطوطم الفردي بوصفه اسم علم له طابعه المقدّس، وبوصفه شعارًا شخصيًا، وفي الصلات بين الإنسان وطوطمه الفردي والطوطم الجماعي. كما يبحث في طواطم المجموعات الجنسية. أما في الفصل التاسع الموسوم "أصول هذه المعتقدات"، فيعرض دوركهايم النظريات التي تنسب الطوطمية إلى دين سابق، والنظريات التي تنسب الطوطمية الجماعية إلى الطوطمية الفردية، ونظرية فريزر الحديثة أي الطوطمية المفاهيمية والمحلية، ونظرية لانغ القائلة إن الطوطم ليس سوى اسم، مستشفًا أن هذه النظريات كلها لا تفسر الطوطمية إلا من خلال مفاهيم دينية تسبقها. نفس وأرواح وآلهة يستمر دوركهايم في الفصل العاشر "أصول هذه المعتقدات (متابعة)"، متطرقًا إلى مفهوم القوة أو المبدأ الطوطمي من حيث كلية حضوره، وطابعيه الفيزيائي والمعنوي، ويقدّم تصوّرات في مجتمعات داخلية أخرى كالآلهة في ساموا، وواكان السيو، وأورندا الإيروكوا، والمانا في ميلانيزيا. كما يتناول الأسبقية المنطقية لمفهوم القوة غير الشخصية على الشخصيات الأسطورية المختلفة، فمفهوم القوة الدينية هو الأنموذج الأولي لمفهوم القوة عمومًا. وفي الفصل الحادي عشر "أصول هذه المعتقدات (خاتمة)"، يبحث دوركهايم في نشوء مفهوم المبدأ الطوطمي، وفي الأسباب العامة التي تجعل المجتمع مستعدًا لإيقاظ الإحساس بالمقدّس والإلهي، والأسباب الخاصة بالمجتمعات الأسترالية. وبحسب وجهة نظره، ليس الدين نتاجًا للخشية، بل يعبّر عن شيء واقعي، ومثاليّته أساس، وهذه المثالية هي طابع عام للعقلية الجماعية. أما في الفصل الثاني عشر "مفهوم النفس"، فيحلّل دوركهايم فكرة النفس في المجتمعات الأسترالية، دارسًا نشوء هذا المفهوم، وعقيدة التقمّص وفق سبنسر وغيلين والتي تقول إن النفس جزء من المبدأ الطوطمي، وعمومية عقيدة التقمّص من خلال حوادث تدعم الرواية. كما يحلل تضاد النفس والجسد. لكنه يفسّر في الفصل الثالث عشر المعنون "مفهوم الأرواح والآلهة"، الفارق بين النفس والروح، ويقول إن نفوس الأسلاف الميثولوجية هي أرواح، لها وظائف محدّدة، متناولًا صلات الروح القديمة بالنفس الفردية والطوطم الفردي. كما يتناول أرواح السحر، وكبار الآلهة وصلتهم بمجمل المنظومة الطوطمية. سلوكات شعائرية عنوان القسم الثالث هو "السلوكات الشعائرية الرئيسة"، وفيه خمسة فصول. تبدأ بالفصل الرابع عشر، وعنوانه "العبادة السلبية ووظائفها: الشعائر الزهدية"، وفيه يدرس دوركهايم منظومة التحريمات من ممنوعات سحرية ودينية، والأنماط الرئيسة لهذه التحريمات، والتزام التحريمات الذي يعدّل الوضع الديني عند الأفراد، والحالة التي تكون فيها هذه الفاعلية ظاهرة ظهورًا خاصًا، كالممارسات الزهدية. كما يفسر منظومة التحريمات من زاويتي التضاد بين المقدّس والدنيوي وسراية المقدّس. ويتناول في الفصل الخامس عشر "العبادة الإيجابية"، عناصر التضحية في احتفالية الإنتيشيوما في قبائل وسط أستراليا، محللًا الزيارة الأولى إلى الأماكن المقدسة وبعثرة الرماد المقدّس وفصد الدم لضمان إعادة إنتاج النوع الطوطمي والاستهلاك الشعائري للنبات أو للحيوان الطوطمي والمناولة الغذائية. ويتكلم على السخف المزعوم للقرابين المقدّمة كأضاحٍ، وكيف تُفسّر من منظور اعتماد الكائنات المقدّسة على المؤمنين بها. أما الفصل السادس عشر والذي يحمل العنوان ذاته "العبادة الإيجابية (متابعة)"، يتحدث دوركهايم عن شعائر المحاكاة ومبدأ السببية، وطبيعة الشعائر التكيفية التي تستند إلى مبدأ "الشبيه ينتج الشبيه"، متفحّصًا تفسير المدرسة الأنثروبولوجية لها. كما يتناول فكرة القوة غير الشخصية والقدرة ذات الأصل الاجتماعي. التباس مفهوم المقدّس يستمر دوركهايم في الفصل السابع عشر "العبادة الإيجابية (متابعة)"، ليبحث في الشعائر التمثيلية أو التذكارية المترافقة مع الفاعلية الفيزيائية، وصلاتها بالاحتفاليات الموصوفة، قائلًا إن الفعل الذي تنتجه هو كلّه معنوي. كما يبحث في الشعائر التمثيلية الخالية من الفاعلية الفيزيائية، والعنصر الترفيهي في الدين، ومفهوم العيد. وبالوصول إلى الفصل الثامن عشر "الشعائر التكفيرية والتباس مفهوم المقدّس"، يعرّف دوركهايم الشعيرة التكفيرية، باحثًا في توصيف شعائر الحداد الإيجابية وتفسيرها، قائلًا إنها ليست تمظهرًا للمشاعر الخاصة، وفي سمة الشرّ المنسوبة إلى نفس الميت، محللًا الحالة الروحية التي تعيشها المجموعة وانتهاءَها بفعل الحداد، والتغيرات الموازية في أسلوب تصوّر روح الميت. كما يبحث في شكلي المقدّس، النقي وغير النقي، وتضادهما وقرابتهما، والتباس مفهوم المقدّس. وفي "خاتمة" الكتاب يستنتج دوركهايم أن الدين يستند إلى تجربة متينة، لكنها ليست مفضلة، وأن النزاع بين الدين والعلم يتعلق بوظيفة الدين التأملية فحسب، وأن المعنى المجرد لا يلتبس مع الفكرة العامة، ويتميز بلاشخصيته وقابليته للعدوى، وأن له أصلًا جماعيًا.في هدي القرآن في السياسة والحكم
يسعى هذا الكتاب جادًا إلى تجديد الفكر السياسي الإسلامي وتحديثه، ليكون مرجعية أخلاقية لبناء الدولة المدنية الحديثة في المجالين العربي والإسلامي؛ وهو مناظرة علمية رصينة للتيارات السياسية الإسلامية السلفية ودعاة الحاكمية التي تستند إلى الجزئيات النصية، جاعلة منها كائنات فوق تاريخية، فالأغلب الأعم من المناقشات السياسية بين المسلمين المعتدلين أو المتشددين تدور داخل البراديغم السلفي، وقليلًا ما تنحرف عنه إلى المقاصد الكُلية؛ وهو أيضًا محاولة اجتهادية لإعادة تشكيل العقل السياسي الإسلامي على أسس متصالحة مع المعاصرة والحداثة. ولاعتبارات إصلاحية وظرفية، ينقد هذا الكتاب أطروحات الحاكمية السياسية التي تقف عند المدلول الحرفي للنصوص، ومن ثمّ يؤسس لحاكمية جديدة يسميها حاكمية القيم، فأحكام القرآن السياسي التي تمثل المظهر الأساس لمفهوم الحاكمية السياسية تم تجاوزها تاريخيًا وسُننيًا، كما يدل على ذلك الواقع من وجوه متعددة بعد أكثر من أربعة عشر قرنًا.بصائر
من إعجاز القرآن أن الآية منه تحمل بين حروفها ألف فكرة وفكرة ! وفي نفس الآية من الوعظ والخير والتشريع ما يعجز عن وصفه البيان ، وقد تجد في هذه الصفحات في آيات القرآن فكرة تلهمك ، أو عبرة تذكرك ، أو بلاغة تأسرك ، فأحضر قلبك هنا .. ثم ابدأ القراءة .الشيعة الإمامية بين النص والتاريخ
يهدف هذا الكتاب إلى تعرُّفِ ظاهرة التشيع في حضورها وظهورها التاريخي، لا الوقوف على سرها المضمر أو النيّات الخفية التي تقف وراءها، في محاولة لتفسيرها وفهمها لا لتقريظها أو إسقاطها . فهنالك وراء ما تحمله من ادعاءات واتهامات وتفاعلات معاصرة، جنينية تاريخية لها، وسياقات لنشوئها ونموها واستقرارها .ثورة الحُسين: حدثاً وإشكاليات
مرةً أخرى أجد نفسي في دائرة الخطر، من دون أن أتعمّد ذلك أو أخطّط له، ولكنها ليست المصادفة هي التي حملتني على البحث في موضوعة الحسين، كما حدث مع كتابي «الإمام علي في رؤية «النهج» و«رواية» التاريخ» . فقد سبق لي الدخول مُبكّـرًا في التجربة من خلال كتابين : التوابون، في السبعينيات من القرن الماضي، و«اتجاهات المعارضة في الكوفة»، في الثمانينيات منه . بيد أنني، وعلى الرغم من التوغّل بعيدًا في تلك المساحة، كنت ما أزال أتهيّب الخوض مباشرة في هذه الموضوعة، إذ ليس من السهولة أن يتقبل الآخرون معطيات المؤرخ، وإن كانت موثّقة حسب الأصول، والتي قد تتعارض مع المفاهيم الراسخة في الوعي واللاوعي عندهم، من خلال منابر العزاء الحسيني، والكتابات المشحونة بالتوترّ، المفعمة بحزن أبدي . فليس على المؤرخ حينئذٍ سوى التراجع، فيطوي أوراقه الجافة، ويفسح في المجال للشاعر وهو ذاهب على متن الخيال إلى كربلاء، مستحضرًا البطولات، ملوّحًا بالسيوف تقطر منها الدماء، ناثرًا عبق الشهادة في النفوس الرائية بشغف إلى ذلك المكان .من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث
من خلال توظيف المفهوم الخلدوني عن النشأة المستأنفة، بمعنى القطيعة والاستمرارية معاً، يسلط هذا الكتاب ضوءاً باهراً على عملية إعادة تأسيس الإسلام القرآني في إسلام حديثي، طرداً مع التحوّل من إسلام الرسالة إلى إسلام التاريخ، ومن إسلام "أم القرى" إلى إسلام الفتوحات. والخطورة لا تكمن فقط في هذه النقلة في المرجعية من القرآن إلى الحديث، بل أيضاً في تحوّل المكلّف في الإسلام إلى ما يشبه الإنسان الآلي الذي لا يتحرّك إلا بالنصوص التي تتحكم بشؤون حياته العامة والخاصة. فمع فرضية الشافعي القائلة بأن الرسول لا ينطق إلا عن وحي حتى عندما لا ينطق بالقرآن، أُنزلت الأحاديث التي وُضعت على لسان الرسول بعد وفاته منزلة الوحي، وتوافق أهل الحديث والفقه على اعتبار السنّة، كالقرآن، تشريعاً إلهياً متعالياً. وككل ما هو إلهي ومتعالٍ، تحرّرت السنّة وأحكامها من شروط المكان والزمان. وهذا ما حكم على العقل العربي الإسلامي بالانكفاء على نفسه وبالمراوحة في مكانه في تكرار لا نهاية له؛ وهذا أيضاً ما سدّ عليه الطريق إلى اكتشاف مفهوم التطوّر وجدلية التقدّم وما يستتبعانه من تغيّر في الأحكام الوضعية ذات المصدر البشري لا الإلهي؛ وهذا ما أسّسه أخيراً في ممانعة للحداثة تنذر في يومنا هذا بالتحوّل إلى ردّة نحو قرون وسطى جديدة. بهذا الكتاب الذي يرصد الآليات الداخلية لإقالة العقل في الإسلام، يختتم المؤلّف مشروع "نقد نقدِ العقل العربي".مراجعة نقدية للإجماع بين النظرية والتطبيق
يستطيع الناظر في تاريخ علم أصول الفقه نظرة فاحصة أن يقف على أنه كان ينهض في كثير من المناسبات على عمليات مراجعة للسائد والسابق. فمحمد بن إدريس الشافعي (ت 204هـ) الذي عدّته الأغلبيّة مؤسّسًا لعلم أصول الفقه، راجع المنظومة الفقهيّة التي كانت سائدة قبله، وقام بنقد أسسها المعرفيّة، وقدّم بديلًا منها سعى من خلاله إلى تجاوز الفوضى التشريعية وإرساء نسق يوحّد مصادر التشريع يقوم أساسًا على بناء رباعي: قرآن فسنّة فإجماع فقياس، ويستبعد مصادر الأحكام الأخرى الفرعية أو التكميلية التي كانت تجيز الاجتهاد وتمنح الفقيه حريّةً رأى الشافعي أنها أدّت إلى تضارب الأحكام تضاربًا يهدّد تماسك النسيج الاجتماعي، ويعمّق نزعات الفرقة والخلاف فيه. وهذا ما يفسّر حملة الشّافعي على الاستحسان.وارث الأنبياء
ولد الأستاذ وليم تشيتيك في مدينة ميلفورد، بولاية كونيتيكت عام 1943 . درس التاريخ في جامعة أوهايو، وقضي سنة أكاديمية في الجامعة الأمريكية ببيروت 1964-1965 . خلال هذا العام تعرف على التصوف الإسلامي وكتب بحثاً متعلقاً بالتصوف كورقة تمثل دراسته هذه السنة . نتيجة اهتمامه بالتصوف بدأ بحضور المحاضرات العامة التي كان يلقيها الدكتور سيد حسين نصر كأستاذ زائر ذلك العام في جامعة الآغا خان . بدلاً من العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قرر الأستاذ تشيتيك التوجه إلى طهران لمتابعة دراساته العليا . وفي عام 1966 بدأ دراسته في جامعة طهران في برنامج للطلاب الأجانب بكلية الآداب . حصل في عام 1974 على دكتوراة في اللغة الفارسية وآدابها، وكانت تحت إشراف الدكتور سيد حسين نصر . بدأ تشيتيك بعدها بتدريس الأديان المقارنة في جامعة آريامهر للتكنولوجيا في إيران، وفي عام 1978 انضم إلى الأكاديمية الملكية للفلسفة ( تعرف الآن باسم المعهد الإيراني للفلسفة ) .الإسلام … نيّة
لأسباب عدة .. أولها : قصر الإسلام على النية فإن لم تكن نيتك خيراً في أداء فروض الله عليك وأقوالك وأعمالك فلا داع لكل ما سبق، الخير - عندي - هو الله، رب الخير يريد لنا خيراً، ولن نعرف الخير إلا به . والسبب الثاني في اختيار ( الإسلام .. نية ) هو ازدياد مَن يدَّعون الإسلام وليس الإسلام وظاهر الإسلام ولكن ليس لهم وجوهر أو نية الإسلام الحقيقية علاقة وثيقة، وهناك سبب لا يعد أخيراً وقد يكون بيناً ولا يحتاج إلى توضيح وهو تلك الحرب مع الإسلام للنيل منه بل وأصبح عداؤهم واضحا وجليا يتركز على خير خلق الله وخير معلم وخير البشر،خاتم الرسل في التوراة والإنجيل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) نكاية تارة، وحسداً تارة، وحقداً تارة أخرى ..الصوفية أعلامها تياراتها
ثمة فرضيات عديدة حول أصل مصطلح "الصوفية" وغالباً ما يعزي مؤلفو الصوفية هذه الكلمة ( ايتيمولوجياً ) إلى جذر النقاء والطهارة . وأما العلماء الأوروبيون الغربيون فيميلون حتى بداية القرن العشرين، إلى رأي مفاده أن الكلمة المعروفة "الصوفية" أصلها يوناني ومعناها "الحكمة" . والرأي الشائع، في هذا السياق، هو وجهة النظر المعبر عنها من قبل مؤلفي القرون الوسطى المسلمين التي تفيد أن الكلمة مشتقة من "الصوف" لأن رداء الصوف السميك يعتبر منذ زمن بعيد، الصفة الملازمة للزاهد - الناسك المتصوف . ومن المحتمل أنهم كانوا يطلقون تسمية "الصوفي" منذ فترة بعيدة، على الرهبان والنساك والزهاد المسيحيين الجوالين في سورية وشمال الجزيرة العربية والذين كانوا ينتمون إلى طوائف مختلفة .حين يستيقظ الإسلام
لطالما كان محمد أركون منخرطاً في هموم عصره وقضاياه. ويأتي تحليله المكثّف للأفكار والمسلّمات التراثية المهيمنة على إسلام الأمس متواصلاً مع نداءاته لإصلاح المجتمعات الإسلامية المعاصرة. ما انفك أركون يحمل هذه الرسالة التنويرية ويجسدها في جميع المؤتمرات العلمية والفكرية التي دعي إليها. لقد اختار تكريس السنوات الأخيرة من عمره لإعادة تنقيح النصوص الناتجة عن هذه المؤتمرات، وهي النصوص التي يتضمّنها هذا الكتاب وتعالج قضايا شتّى من بينها ضرورة إصلاح الإسلام بل حتّى «تفجير» تراثه من الداخل أو نقده جذرياً، وكذلك وضع المرأة في الإسلام، والتقريب بين السنة والشيعة. يبيّن هذا الكتاب إلى أي مدى يمثل فكر محمد أركون مجالاً خصباً لمقاربة العصر.الخلود عند الحلاج
إن العودة إلى دراسة الحلاج لا تمثّل ارتماءة في أحضان الماضي وانعزالا عن الواقع بقدر ما هي إحياء للتراث وبحث عن مواطن القوة فيه وعن آليات النجاح والاستمرارية، وهي أيضا سعي جاد لإعادة المفاهيم إلى نصابها والموازين إلى القسط والحق إلى أهله. - لم يحظ مفهوم الخلود عند الحلاج بدراسة خاصة ، وكل الذي قدّم كان في سياق الإشارة أو الملاحظة العابرة أو العروض القصيرة ولم يتم تناول الموضوع المطروح تناولا رصينا ومعمقا أو حتى التركيز على جزئية منه مثل الخلود الزمني في مقابل، وذلك رغم ما يمثله من أهمية كبرى لا على مستوى الفكر الصوفي فحسب بل وعلى مستوى الفكر الفلسفي والإنساني أيضا. - إنّ دراسة الإشكالية هي محاولة جادة حقيقة لمعرفة كيفية تقبّل العالم العربي والإسلامي وكذلك الأوروبي للحلاج في عصر الحضارة والتقدم والتكنولوجيا، والإحاطة بمدى التأثّر بفلسفته وأفكاره ومأساته. هذا وقد حاولت اعتماد منهج استقرائي تحليلي في سياق تبيّن حيثيات الإشكالية "الخلود عند الحلاج" وكذلك منهج المقارنة كلّما اقتضى الأمر، وحرصت في الأثناء أن يكون الفهم مطابقا للمقصد والاستخلاص متّسقا مع المعنى العام، لكي لا تكون التصوّرات مسقطة، ولا تحمّل الكلمات والأقوال ما لا يلزم. مع العلم أنني استندت إلى جملة من المصادر والمراجع لعل أهمّها: - "الديوان" للحلاج، وهو مصدر أساسي جمع فيه الحلاج أبرز أشعاره التي تحوم حول عديد القضايا والإشكاليات الصوفية والفلسفية. - "الطواسين" وهو مصدر هام أيضا، بناء على تضمّنه عديد التصوّرات والآليات الفكرية والصوفية القيّمة وذات الصلة بالموضوع الأم. - كتاب "أخبار الحلاج" وهو عبارة عن مجموعة من الأخبار والوقائع المروية عن الحلاج، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، بناء على ما تضمنته أيضا من معلومات وأنباء تفسّر جزءا كبيرا وهامّا من حياة شهيد التصوف الإسلاميالقوميات والأديان الصينية (سلسلة الأوضاع الصينية الأساسية)
تُعد الصين إحدى الدول الموحدة متعددة الأعراق، حيث تحتوي الصين على العديد من الأديان المختلفة. وقد جمعت الاتصالات الوثيقة والاعتماد المتبادل والاندماج والاشتراك في السراء والضراء بين أبناء القوميات الصينية المختلفة منذ زمن بعيد، بحيث تشكلَ نمطاً من التنوع الموحد للأمة الصينية، وهكذا استطاعت القوميات الصينية المختلفة خلق حضارة صينية عريقة ورائعة. وتلتزم الصين الحديثة بالعديد من السياسات القومية التي تتمثل في المساواة والوحدة والمساعدة المتبادلة بين القوميات، واحترام وحماية حقوق الحريات الدينية لكافة القوميات، كما عززت من الائتلاف والوئام بين شتي أبناء الصين من مختلف القوميات، إلى جانب تعزيز التنمية الشاملة للأقليات القومية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات.ﺑﺆﺱ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﺍﻷﺧﺮﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ
يرصد سيولة عبارة الجزاء في نصوص “جماعة التأويل”، مفسرين وأصوليين، وسبلَ استغلالها وتحويلِ طاقتها الرمزية الهائلة لتكون قوة جذب للمتلقي. فبعد أن شهدت تشكلها على مسطح الخطاب العربي، وقد صار تحت هيمنة النص القرآني في منعطف القرن السابع الميلادي، وقطعت مع التصور الوثني لتنفتح على القطاع التوحيدي، لاسيما المسيحي، شرع التأويل يدبّر سماتِها ويحوّرها وفق مصلحة قوى سياسية – اقتصادية تناحرت من أجل السلطة، واتخذت الدين لَبوساً، فلم تجد أفضلَ من عبارة الجزاء الأخروي سلاحاً يعِدُ الاستحواذُ عليه بالتعبئة من جهة وكسر العدوّ من جهة أخرى. هكذا اخترقت العبارة الأثيرة كلَّ نصوص الفِرَق قديماً والتيارات الدينية حديثاً، فكانت المحدد الأساسيَّ لوجه المسلم وهو مغمور بضباب الموت. كمال التّاغوتي من مواليد 3 أفريل 1968 بمدينة تونس. متحصل على الإجازة في اللغة والآداب العربية من كلية الآداب بمنوبة سنة 1992، ويدرّس حالياً بالمرحلة الثانوية. نشر مجموعة مقالات بمجلتيْ “كتابات معاصرة” اللبنانية و”الحياة الثقافية” التونسية.حوار الإيمان ومنتقديه
حوار الإيمان ومنتقديه تأليف: داڤيد فيرجسون نقله الى العربية: د. منير العلي الكتاب إنَّ منتقدي الدِّين في الإعلام ومنهم ريتشارد دوكنز ودانيال دينيت وسام هاريس هم الآن في صدارة مؤيّدي حركة الإلحاد الجديد. وقد وضع داڤيد فيرجسون مؤلفات هؤلاء في سياقها التاريخي، وقارنها بالنزعات الإلحاديّة القديمة. فحاورهم من خلال مناقشته لمصداقيّة الإيمان الدينيّ، الداروينيّة، الأخلاقيّة، التطرف والكيفيّة التي نفهم بها النصوص والكتب المقدّسة؛ كل هذا للتوصل إلى أهميّة الإيمان التطبيقيّة والنظريّة في عالمنا المعاصر. المؤلف: داڤيد فيرجسون، أستاذ علم الدِّين وعميد كليّة اللاهوت في جامعة أدنبرة )بريطانيا(. الناقل الى العربية: الدكتور منير العلي حاصل على شهادة زمالة كلّية الجراحين الملكية )أدنبرة( وجرّاح استشاري في المسالك البولية ومن الجراحين الروّاد في زرع الكلية وشغل في عدة دول مناصب أكاديمية منها درجة أستاذ في الجراحة البولية. كما قام بنشر بحوث طبية أصيلة عديدة في المجلات الطبية وأسهم في تأليف كتب طبّية مرجعية. بالإضافة إلى هذا فهو باحث منتسب في كلية علم اللاهوت في جامعة أدنبرة – بريطانيا. وله مؤلفات حول الترابط بين الايمان والعلم وتفسير القرآن الكريم علمياً.الإسلام كما يراه عربي مسيحي
أمام المسلمين خياران: إما الدفاع عن ملّتهم، مع خطرالوقوع في الانكفاء، والانجرار وراء سجالات في ما بين الطوائف، وإما استخدام حريتهم على وجه حسن إسهاماً منهم في توسيع رقعة إشعاع الإسلام كمصدر إلهام للجميع. إن الدفاع عن الملّة يترجم اليوم خشية شبه غيبية من فقدان المرجعية، وانصياعاً مطلقاً للتعاليم الإلهية والخطابات الأخلاقية مستغلة الاحساس بالذنب استغلالاً سيئاً. فهذا الإسلام متحجّر ومحافظ، وفي مقابل ذلك، من شأن الانفتاح على العالم أن يترجم في العودة إلى روح السمح، والإبداع، والحوار، التي تميّزت بها عهود الإسلام الزاهرة. وهكذا يمكن لهذا الإسلام أن يعود ليصبح إسلام الأنوار والحداثة. أوكتاف فرّا مسيحي من الشرق ولد في حلي عام 1937. تكوينه: اقتصادي وحقوقي، قاد عدة مجموعات كبرى في الشرق الأوسط قبل أن يكرس نفسه للكتابة والبحث في شؤون العالم العربي. الإسلام كما يراه عربي مسيحي ثالث كتبه، في أعقاب كتابَي "نجد"و "الثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية.ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ - المسيحية
المحضرﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
تحليل الخطاب التفسيري عند المحدثين
بفضل الله تعالى ومنه قد وقع اختياري على عنوان هذا البحث من بين عدة بحوث تكرم عليّ بها أستاذي القدير الأستاذ الدكتور حسين عبود الهلالي وسبب الاختيار هو أولاً وقبل كل شيء كان هدفي ومقصدي من كل دراستي هو ان أخوض في غمار البحث القرآني وان أوفق من عنده تعالى ذكره لأخدم القرآن ولغته، ثم بعد ذلك ان هذا البحث يتسم بالجدة على الرغم من اتساعه وتشعبه، وان عنوان البحث ينم عن العلاقة القائمة بين القرآن الكريم والنقد الأدبـي وهي علاقة قديمة قامت منذ بدايات نـزول القرآن الكريم وتأصلت هذه العلاقة عندما أصبح القرآن فاعلاً أساسيا في نشأة النقد العربـي وتطوره، فالقرآن هو معجزة الرسول الأكرم العربـي محمد (ص) في كل زمان ومكان وهو كتاب العربية الأول، ثم ان النقد والتفسير تجمعهما أرضية مشتركة ينطلقان منها وهي اللغة، وميدان عملهما هو النص، أضف إلى ذلك ان عمليتي النقد والتفسير توجبان لمن يتعاطاهما بعض الضوابط والشروط المتشابهة في ما بينهما، ويعتمدان على آلية ممنهجة تحدد المقاصد والغايات المتوخاة من هذه العملية سواء كانت نقدية أو تفسيرية، إذ ان كل منظومة لها منطلقاتها ومقاصدها وغاياتها التي تؤطر ممارسة عملية النقد والتفسير من داخلها وتصبغها بصبغتها. وإذا كان قد اهتم بدراسة اثر القرآن في تطور النقد العربـي عدد من الباحثين فالدراسة هنا جاءت بمحاولة لرفد رحلة البحث في هذا المجال ولكن باتجاه آخر يبين اثر المناهج النقدية الأدبية في تفسير القرآن الكريم، حيث ان للظروف الثقافية المعاصرة وتعاظم الجهود النقدية المتأثرة بالثقافة الغربية بدا تأثيرها الواضح في كثير من المجالات ولاسيما تفسير القرآن الكريم.الديـن في الفـلسـفة البراغماتية
القيادة التربوية في الفكر الاسلامي
تقوم القيادة التربوية بدور هام ومحوري في المنظمة التربوية، ليس ذلك فحسب، بل وتدور عليها رحى العملية التربوية برمتها، لما لها من أثر كبير في تحسين مستوى العمل التربوي وتطوره وتمكينه من تحقيق أهدافه وإستراتيجياته، كما أنها تعد المعيار الذي يحدد على ضوءه نجاح المؤسسة التربوية، إذ تعتبر القيادة التربوية بمختلف مستوياتها، العليا، والوسطى، والإشرافية، هي الجهة المخططة والمشرفة والمنفذة لجميع العمليات والأنشطة التربوية، والهدف منها هو تنظيم وتنسيق الجهود والفعاليات بالمؤسسة التربوية وصولاً ألي تحقيق الأهداف التي قد تم تحديدها مسبقاً في إستراتيجيات العمل وخططه، لذا نجد أن القيادة هي العنصر الإنساني الذي يربط أفراد الجماعة بعضهم مع بعض ويشجعهم علي تحقيق الأهداف المنشودة.الإسلاميات التطبيقية في فكر محمد أركون
طائفة المورمون المسيحية "دراسة عقدية تحليلية"
ليست كل الكلمات كلمات، وليس بالضرورة أن ينتج عن سبك الحروف كلمات، الكلمة لا تكون كلمة إلا إذا احتلت حيزاً مهماً في قاموس المعاني... قولاً وفعلاً. الكلمة حق تكللت كتاج على رؤوس أصحابها، فغدت مزينة للأدمغة الصائرة بوسع ثقافتها، والباسقة بعلو علومها، والسائحة بفيافي تفكيرها، إنها أدمغة النصع والنضارة التي تقدم شعلة النور لعتمة الزمان، فتضيئه بشرر القدح، لتوزعه على جزيئات الأماكن، فيضاء المعتم، ويشع المزهر، حينئذ سيسطع بريق كلماتهم في دجى الزمان.دليل القراءة المعاصرة للتنزيل الحكيم
يشرح الدكتور محمّد شحرور أكثر من ثمانين مفردة قرآنيّة في معناها الاصطلاحي كما استخدمها في مؤلّفاته السابقة التي تمثّل مشروعه المعرفي، وهو شرح اتّسم بالدقة والعلميّة، وركّز على الفارق في المعنى الذي أهّلها لأن تكون حاملةً لمنهجه. هذا الكتاب هو دليل للقارئ إذا أشكل عليه فهم أيّ فكرة أو عبارة في مؤلّفات شحرور... فيه يحدّد المؤلّف منهجه على المستويين اللغوي والفكري، ويعرّف النظام المعرفي الذي اتّبعه، والأوّليات اللازمة لدراسة النصّ الديني. «عمل محمد شحرور هو محاولة شاملة للتوفيق بين دين الإسلام مع الفلسفة الحديثة، فضلا عن النظرة العقلانية في العلوم الطبيعية.» موقع قنطرةنحو أصول جديدة للفقه الإسلامي
يقدّم هذا الكتاب قراءة في بحث الإرث وفق رؤية مختلفة عما كانت عليه، بعد تحديد مفهومَي «الكتاب» و«الفريضة»، إضافة إلى تفصيل موضوع الزواج، وإضافة مواضيع كملك اليمين والطلاق والأم العازبة، وإعادة صياغة مفهوم السنّة على نحو أكثر دقة من السابق. كما يتناول مسائل في «فقه المرأة» كالقوامة والتعدّدية الزوجية وما نتج عنها من إجحاف في حقّ المرأة على امتداد التاريخ الإسلامي. وقد عالج المؤلّف أسباب الجمود في التشريع الإسلامي، والدوافع التاريخية التي كانت وراء تعطيل العقل ووقف الاجتهاد، الأمر الذي أدّى إلى حرمان المرأة الكثير ممّا هو حقٌّ لها. وهذا ما يدفع إلى تناول السنّة النبوية ومناقشة ما سمّي «علم أسباب النزول» وأسباب وضعه قياساً إلى قاعدة أن يكون التنزيل الحكيم صالحاً لكل زمان ومكان.الفكر المسيحي المعاصر
على غرار الأديان التي يستحوذ فيها السدنة على تصريف شؤون المقدّس، تواجه المسيحية في الغرب، في عصرنا الراهن، جملة من الأسئلة العويصة، ذات طابع لاهوتي وأخلاقي واجتماعي، تسائل واقعها وتستشرف مصائرها. فما فتئ العقل اللاهوتي عرضة للعديد من الأزمات، التي لم يخفّف من وطأتها تدخّل الفاتيكان الثاني (1962-1965) المنعوت بالثورة الكوبرنيكية، بإصلاحاته العاجلة. حيث يستعرض هذا المؤلَّف المترجم من اللغة الإيطالية أوجه تفاعل العقل اللاهوتي مع المسائل المطروحة في العالم المسيحي والوافدة من خارجه؛ وبالمثل كيفية تلقّيه مختلف القراءات النقدية للنصّ المقدّس. متضمّنا مسألتين محوريتين، تعالج كل منهما، وفق منهج مغاير، مصائر هذا الدين. تتناول الأولى القضايا من منظور فكري، مبرزة الأسئلة التي تستوقف العقل اللاهوتي؛ في حين تعالج الثانية مختلف القراءات النقدية للعهد الجديد، مبرزة التطورات الحاصلة. إذ تاريخ هذا السفر المقدّس حافل بالمراجعات التي فتحت آفاقا رحبة، وصاغت مقاربات متنوعة ساهمت في بلورة رؤى مستجدّة عن المسيحية. فالحداثة الجامحة ما تركت موضعا إلا وداهمته بأسئلتها، حتى أن المراجعات الفكرية لم تدّخر أسّا من أساسات هذا الدين بعيدا عن سؤالي المعقولية والحداثة، وبالمثل، لم تُبق التحوّلات الاجتماعية مسلكا من مسالك “العقيدة الاجتماعية” للكنيسة، في منأى عن المراجعة والملاءمة مع العصر. مؤلّفو هذا الكتاب هم من أعلام الفكر اللاهوتي الراهن، وبالتالي، يعكس مقولهم صدى الجدل الذي يؤرق رجالات الكنيسة. ذلك أن المسيحية الحالية تقف من ناحية، في مهبّ تحدّيات جمّة تربك علاقة المركز بالأطراف، ومن ناحية أخرى أمام مراجعات تمس بنية النص. أي إشكالية المأزق الفكري وما تصحبه من قضايا مصيرية، وإشكالية التحدي النقدي وما يفرضه من تعاطي مع النص القدسي.منامات السموأل
نشأ السموأل في بيئة تعج بالثقافات المتعددة، وخاصة علوم الأديان والعقائد، فاستفاد من تطور الفكر الفلسفي الإسلامي، وانتشار علومه التي تخاطب العقل، وتمكن من علم الكلام القائم على فلسفة الجدل، وبرع في عدة علوم، ونبغ في الطب حتى صنفه ابن أبي أصيبعة ضمن مشاهير أطباء العصر، وعندها قرر الإسلام جاءته الرؤيا، فكان المنام الأول مع سميه النبي اليهودي شموائيل، والمنام الثاني مع النبي محمد، اهتم اليهود بحالة إسلام السموأل التي سببت لهم حَرَجاً اجتماعياً كبيراً، فهو حبر ابن حبر، وإحراجاً عقائدياً أكبر بانتشار كتابه الإفحام، الذي قام فيه باظهار فضائحم وتبديلهم للشريعة. ومما يدل على أهمية دور كتاب الإفحام في الثقافة الإسلامية أهمية الناقلين عنه من علماء المسلمين، فكثير منهم استفاد من أفكار الكتاب، ومنهم من ضمن في كتبه فقرات كاملة، بل فصولاً بحالها كما فعل ابن القيِّم وابن تيمية وغيرهم. وفي ضوء المعطيات الأدبية الحديثة فإننا نستطيع تصنيف كتاب إفحام اليهود بين كتب مقارنة الأديان، فهو كتاب رائد بامتياز في هذا المجال. ولقد أتاح الكتاب الفرصة لكل من يريد الاطلاع على تفاصيل دقيقة في العقائد التوراتية، والشرائع اليهودية، بل وفي حياة اليهود العامة والخاصة، والتي كانت في غاية السرية والخفاء، ولم يكن عن غير طريقه مجالاً لكشفها، لذلك وجد علماء الأديان، والراغبون في المناظرات والمناقشات الدينية، كل ما يحتاجون إليه من معلومات موثقة دقيقة عن اليهود واليهودية في هذا الكتاب.دين الفطرة
استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية من تصدير: الدكتور محمد المختار ولد اباه رئيس جامعة شنقيط العصرية، والمفكر الإسلامي سمير الحفناوي عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب بمصر، وتقديم الأستاذ الدكتور أحمدو ولد محمد محمود رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات بجامعة انواكشوط، وتوطئة سماحة الشيخ الدكتور أمين العثماني عضو اللجنة التنفيذية بمجمع الفقه الإسلامي بنيودلهي الهند. وهو الكتاب الثاني بعد الكتاب الأول الموسوم:بمعرفة الله:دلائل الحقائق القرآنية والكونية ط دار الوثائق بدمشق والطبعة الثانية دار وحي القلم سنة 2002م وهوالحاصل على جائزة شنقيط للدراسات الاسلامية في طبعتها الثانية سنة 2003م. يتناول الكتاب دين الفطرة بأدلة وبراهين لغوية وعلمية وفلسفية ودينية.. محاولا بذالك الجواب على الأسئلة القديمة المتجددة: من أنا ؟ ما هذا الوجود؟ والى أين المصير؟! فاليقين والاطمئنان لطف سماوي ينبغي أن يغمر بنوره ليس بعض النفوس المؤمنة المنتخبة والمصطفاة، بل كل الأجساد والأرواح القلقة التواقة إلى الراحة الأرضية والنعيم الرباني.ما فهمته عن الصلاة
الصلاة على النحو الصحيح تُذكِّر بفكرة الإسلام كلها عن الحياة في كل ركعة من ركعاتها إنها توجه الإنسان بكُلِّيَتُه إلى ربه ظاهرًا وباطنًا وجسمًا وعقلاً وروحًا. إنها ليست مجرد حركات رياضية بالجسم وليست مجرد توجه روحي صوفي بالروح ولكن الصلاة الإسلامية تُلَخِّص فكرة الإسلام الأساسية عن الحياة