共49条结果
清空检索条件
排序: 发布时间 出版时间
الجدار الرابع
كانت فكرة سام مجنونة، واقتفى جورج إثرها. لاجئ يوناني يعمل في الإخراج، أخفى أصله اليهودي؛ حلم بتمثيل مسرحية أنتيغون لآنويْ على ساحة معارك في لبنان. في العام 1976، ارتكبت مذابح في هذا البلد، فقرر جورج أن أرض الأرز ستكون هي المسرح، فقام بالرحلة إليه، فاتصل بمقاتلي الميليشيات، أي بكل الذين تحاربوا. أما فكرته فكانت تمثيل مسرحية أنوْي على خط الجبهة. كريون هو المسيحي؛ أنتيغون هي الفلسطينية. هيمون هو الدرزي؛ الشيعة حاضرون هناك أيضاً، ومعهم الكلدانيون والأرمن. لم يكن يريد منهم جميعاً سوى ساعة هدنة، ساعة واحدة لا غير. لن تكون سلاماً، بل مجرد لحظة رحمة. استراحة في الحرب. ومضة شِعرٍ، وصمت البنادق. وافق الجميع، وكان ذلك يفوق التصور. بعدها أصيب سام بمرض عضال، وعلى فراش الموت، طلب من جورج أن يقسم له بمتابعة المشروع والانتقال إلى بيروت، وجمع الممثلين واحداً واحداً، وانتزاعهم من الجبهة ليمثلوا الحفلة الفريدة. أقسم جورج لسام، صديقه، أخيه، بأنه سيفعل. سورج شالاندون، من مواليد عام 1952، عمل صحفياً لفترة طويلة في صحيفة ليبراسيون قبل الانضمام إلى الكانار آنشينيه. تقاريره عن إيرلندا الشمالية ومحاكمة كلاوس باربي أكسبته جائزة «ألبرت لندن». في عام 1988، نشرفي دار غراسيه، ثماني روايات من بينها روايتاه الأخيرتان، العودة إلى كيليسبرغ (الحائزة على الجائزة الكبرى للرواية من الأكاديمية الفرنسية 2011)، والجدار الرابع (الحائزة على جائزة غونكور للثانويين 2013).أولاد الغيتو اسمي آدم
الرواية مدرجة في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر العربية عام 2017، وهي رواية من طبقات يغوص فيها القارئ ليكتشف حقيقة المأساة الفلسطينية التي ترخي بظلالها على الفلسطيني من مهده إلى لحده، فيظلّ تائهاً بين وجع الحياة داخل البلاد وخارجها. لا تعرف منال معنى كلمة "غيتو"، أو من أين أتت. كلّ ما تعرفه أن سكان اللدّ المدينة المسيّجة بالأسلاك، سمعوا الكلمة من الجنود الإسرائيليين، فاعتقدوا أن كلمة "غيتو" تعني حيّ الفلسطينيين، أو حيّ العرب، كما قرّر الإسرائيليّون تسمية سكان البلاد الأصليين. وحده مأمون كان يعرف: :الغيتو هو اسم أحياء اليهود في أوروبا". "يعني إحنا صرنا يهود؟" قالت منال بسذاجة... يطرح خوري في مقدمة الرواية بوضوح فكرة سرقة ونشر اليوميات باسمه، غير أنه بدل أن يكون «سارقاً أصبح ناسخاً»، كما يقول في المقدمة، نشر المخطوط كاملاً دون إضافة أو تعديل، خالقاً بذلك إيهاماً بكون المؤلف شخصاً آخر، ويمضي بعيداً في الإيهام بظهوره طرفاً في اليوميات باسم"الأستاذ اللبناني"، الذي تعرف عليه آدم دنون عن طريق تلميذته في الجامعة في مدينة نيويورك. يكتب آدم هذه اليوميات من نيويورك حيث يعمل في مطعم إسرائيلي للفلافل، ويستدعي الحكايات من ذاكرته وروايات الأهالي الذين عرفهم صغيراً، وآخرين يلتقي بهم لاحقاً ليوثق الغيتو إذ كان أول مواليده، ويدعم ذلك بوثائق تاريخية قليلة عن النكبة، ويكشف النص عن تشظي شخصية آدم الذي يكتشف أن والديه اللذين عرفهما في الغيتو ليسا أبواه الحقيقيين، وأنه وجد رضيعاً على صدر امرأة ميتة تحت شجرة زيتون في معمعة الطرد الكبير الذي حدث عندها، ويتقمص هوية إسرائيلية في شبابه، وحينما يشاهد فيلماً عن فلسطين أعده «الأستاذ اللبناني» يتفجر بالغضب ويعتبر الفيلم تلفيقاً، ويندفع إلى الكتابة ليروي سيرة الصمت الحقيقية، إذ يعد هو شاهداً على الشتات، والمجازر الإسرائيلية، وهو أيضاً الأكثر قدرة على توثيق الحقيقة بكل أبعادها. تعليقات وصف صديق أكاديمي تفاعله مع إحدى الروايات بطريقةٍ فاجأتني؛ إذ قال إنّه كان يصل مرحلة لا يستطيع معها إكمال القراءة، ليس مَللا أو تعباً، بل لقسوة المشهد، فيَقلِب الرواية ليلتقط أنفاسه، قبل أن يُكمِل. وما فاجأني أن الشيء ذاته حصل معي في الرواية نفسها، وعشتُ الحالة ذاتها مع بضعة كتب، وفي حالات أخرى كانت تنقطع الأنفاس لجمال المشهد في الوصف. كان ما حدثَ أثناء قراءة رواية إلياس خوري الأخيرة مختلفا. وللرواية عنوانان على الغلاف؛ أولاد الغيتو" و"اسمي آدم". فلأول مرة أجد نفسي أوقف القراءة كليّاً؛ لا لعدم رغبة في القراءة، بل من فرط الإعجاب. وقررت أن أعود وأقرأها من البداية مجدداً بشكل مختلف، ممسكاً دفتراً خاصاً لأسجل كيف أفهم وأتفاعل مع أجزائها، فهي تتضمن نوعاً من استعراض ملامح الأدب والتاريخ العربي الاجتماعي منذ الجاهلية والأمويين؛ وهي تروي جزءا من سيرة خوري النضالية داخل الثورة الفلسطينية، وتتضمن رؤية نقدية ذاتيّة لكتاباته السابقة، بكل ما تتضمنه من أحداث صادمة وفرحة مذهلة في مخيمات اللاجئين. والأصعب ربطه كل هذا بنشوء الغيتو؛ أي حَي مُحاطٍ بالأسلاك في مدينة اللد الفلسطينية، في العام 1948، وكيف استخدم الناس هذا الاسم، ربما نقلا عن جندي كان يحاصرهم، وكيف عاش الناس هناك.تغني الأرض أرشيف النهضة وذاكرة الحداثة
كتبت الكثير من هذه البحوث والدراسات والمقالات المكونة لهذا الكتاب تحت وقع دور الموسيقى والغناء في النفس البشرية وأثرها في مدار ثقافاتها وحضاراتها، ظل إلحاح التتبع والترقب لهذا الأرشيف والذاكرة. الفصل الأول منه مقدمة منفتحة لاكتمال لا ينتهي لرصد الريادات والعلامات لنساء غرسن حناجرهن في تراب وماء وهواء ونار الجزيرة العربية، وهي بمثابة مقدمة لإلهات الأرض الفصل الثاني لم يأت عرضاً هكذا بل بدأت العمل في كتاب متسع عن فن السامري وتاريخه الفصل الثالث هو إتمام لمسيرة من شخصيات صناعة الأغنية في الجزيرة العربية منذ منتصف القرن العشرينطعم أسود... رائحة سوداء
لم يكن أمامه سوى تتبّع رائحة الجسد؛ فواصل انجذابه إليها، ليهرب إثر علاقة حميمة، مع الدغلو، وهي من فئة المُزيِّنين المهمَّشين، إلى محوى الأخدام، وهم السود في اليمن. وهناك، حيث صار يُعرف بـامبو، تتكشّف العلاقات بين كل هؤلاء، في حياة تبدو لاحدودية، مع أنّها محاصرة بهويّة عِرق، وحوادث تاريخ، ومعاني وطن صار بلا معنى. يدخل علي المقري في هذه الرواية، عالماً ظلّ مجهولاً لكثيرين، فيقدّم صورة مختلفة وغير مألوفة عن جانب من حياتنا.ملوك الرمال
صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2009. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2010. تروى قصة جندي ضاع في عالم الصحراء السحري. هي قصة مأساوية، حيث يصبح الموت عاديًا ولا يلفت نظر أحد إليه بدلًا من أن يكون النهاية المخيفة لحياة الإنسان، وهذه اللا مبالاة بالموت قد تشير إلى مدى الاستهانة بالحياة في بلد (العراق) اجتاحته الحرب طوال عقود من الزمن. مع بيئة الصحراء يتوجه نص "ملوك الرمال" إلى آفاق جديدة للرواية العراقية حيث كانت تركّز على بيئة المدينة.لا تقصص رؤياك
"مستلقٍ.. ظلام ولا أثر لأي ضوء. بعد تحديق.. ألمح نقاطًا مضيئة متناهية الصغر، فأستوعب أنها.. السماء، تتراقص النجوم وتتحرك، فجأة ينشقّ الظلام عن وجهٍ.. مألوفٍ مرتعبٍ "سيقتلونني" يصرخ ثم يهيل التراب عليَّ ويردم القبر.. حتى أختنق وأفزع من النوم".موت صغير
منذ أوجدني الله في مرسيّة حتى توفاني في دمشق وأنا في سفرٍ لا ينقطع. رأيت بلاداً ولقيت أناساً وصحبت أولياء وعشت تحت حكم الموحدين والأيوبيين والعباسيين والسلاجقة في طريقٍ قدّره الله لي قبل خلقي. من يولد في مدينة محاصرة تولد معه رغبة جامحة في الانطلاق خارج الأسوار. المؤمن في سفرٍ دائم. والوجود كله سفرٌ في سفر. من ترك السفر سكن، ومن سكن عاد إلى العدم.العودة إلى كازبلانكا
على ارتفاع ثلاثين ألف قدم، فوق بحر الأندمان، يفاجئ آدم نفسه – هو المهندس المرموق في شركة كبرى في المغرب – بالسؤال: ماذا أفعل هنا؟ ليقرّر بين ليلة وضحاها، مقاطعة أسلوب حياته العصري المتغرّب. يقدّم استقالته من وظيفته، وامتيازاته، وحتّى حياته الزوجية، ويعتزم العودة إلى الجذور، في رحلة مضنية إلى مسقط رأسه أزمور.من صندوق الكتب المتهالك إلى جدالاته العقيمة مع قريبه المتديّن عبد المولى، تبرز علامات الاستفهام الكبرى مختلطة بالجهل والتعصّب والاحتيال، ولعبة المخابرات والسلطة، دون أن يجد آدم الاطمئنان الذي سعى إليه عبر مغامرته المجنونة...ساعة زوال
سييرا دي مويرتي جبل الموت
مانويل وبابلو وكورسكي، ثلاثة رجال جمعتهم المحنة. فبعد انتصار الجنرال فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، يتمّ «شحنهم» مع بعض الأسرى الأمميين من معتقل «فارني دارياج» في «سييرا دي مويرتي» إلى معتقل «عين الأسرار» في «جلفا» بالجزائر. هناك يتعرّف مانويل إلى السلّميّ الذي يُخرج من طربوشه مدناً وشوارعَ وقصصاً، ويستمر في خلق الحكايات والألغاز إلى نهاية الكون. ويلتقي كورسكي، اليهودي البولوني، الرابيَ يعقوب، ليكتشف فيه المعلّم الروحي الذي طالما بحث عنه. وحين تنقطع رسائل ماري يفرّ بابلو من «عين الأسرار» مخلِّفاً وراءه طيفه وتساؤلات لا أجوبة لها...طوق الطهارة
تتناول الرواية قصة شاب سعودي يعيش في متناقضات عاطفية، ويعيد اكتشاف فلسفته حول الحب، والجنس الآخر، في إطار صدماته النفسية التي يحملها منذ الطفولة.أسرار أبقتها القدس معي
صدر في أيار 2016 عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس " أسرار أبقتها القدس معي.." للكاتبة الفلسطينية نسب أديب حسين، يقع الكتاب في 418 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف رسمت لوحته الكاتبة نفسها. الكتاب هو كتابُ يوميات عن مدينة القدس، مع محاولة لكتابة اليوميات بأسلوب مختلف عمّا هو مألوف، وقد وصفت الكاتبة والباحثة اللبنانية الفلسطينية بيان نويهض الحوت في تذييلها للكتاب، أنّه فتحٌ جديد في أدب اليوميات، وذكرت الحوت "أنّ الأعمق والأروع في "أسرار أبقتها القدس معي"، ذلك الحب وتلك العلاقة المتجددة أبدًا بين الإنسان والمكان". تكمن أهمية هذه اليوميات بتوثيقها للعديد من الأحداث في مدينة القدس، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، الممتدة من حزيران 2012 وحتى آب 2015، مع تفاوت في التركيز على الفترات الزمنية. فتطرقت الكاتبة الى العديد من قضايا المدينة، بعرض أبعاد تاريخية جغرافية وحياتية، بأسلوب أدبي وبحثي، وتطرقت الى أبنائها من المثقفين ومن البسطاء، موثقة العديد من مشاهد الحياة اليومية في مدينة القدس. أمّا إهداء الكتاب فخصصته للمدينة وأبنائها إذ كتبت " إلى أبي سلام، وأم طه \ إلى اللذين عاشوا ليرسموا نبض المدينة\ إلى المدينة التي سكنتها فسكنتني\ إلى القدس". الكاتبة ابنة قرية الرامة الجليلة، كانت قد انتقلت الى مدينة القدس للدراسة الجامعية والعمل، لها ثلاثة إصدارات سابقة في الرواية والقصة القصيرة، وحصلت على عدة جوائز في القصة القصيرة، آخرها جائزة دولة فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية عن المبدعين الشباب لعام 2015. تعمل في مجال الصيدلة، وتعدّ حاليًا اللقب الثاني في الدراسات المقدسية في جامعة القدس، وهي من مؤسسي الملتقى الأدبي الشبابي في القدس "دواة على السّور"، وعضوة في ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني.شتاء العائلة
شتاء العائلة، رواية صدرت في بغداد عام 2002، حازت هذه الرواية على جائزة الإبداع الروائي في عام 2002، تتحدث هذه الرواية عن تهدم الطبقة الأرستقراطية في العراق في الستينات والسبعينات بعد اندلاع الثورة، وذلك عن طريق قصة حب سيدة في الأربعين من عائلة ترتبط بالبلاط الملكي المنهار، فترفض الانخراط في الحياة الجديدة، وتعتزل في قصرها المشيد على نهر دجلة مع خادمها الفارسي وابنة أخيها الشابة، وتقطع كل علاقة لها مع الخارج باسثتناء ذكرياتها القديمة والجلوس عند قبور أفراد عائلتها الذين قتلتهم الثورة، وفي يوم ماطر يدخل شاب إلى القصر مدعياً قرابته للعائلة وأنه جاء من الخارج بصحبة زوجته لقضاء شهر العسل، وبالرغم من شكوك السيدة به، فإنها تسمح له بالعيش معهن في القصر، حيث يبدأ الشاب بتدمير حياة هذه السيدة وابنة أخيها عن طريق اختراع قصص حب مزيفة معهما تدفعهما إلى التنافس عليه، ثم يحدث خطأ غير مقصود يؤدي إلى هربه من القصر فتنهار حياة العائلة وتتقهقر. إنها رواية تؤرخ للطبقة الأرستقراطية في العراق، ولمعجمها الذي يتكون من ديكورات، وأثاث وممتلكات، وغير ذلك.القندس
يترك غالب مدينته الرياض وعائلته، إلى بورتلاند التي جاءها قبل ثلاث وعشرين سنة، محاولاً اكتشاف نفسه وإعادة ترتيب حياته. على ضفة نهر ويلامت يلتقي القندس. يستعيد معه ملامح عائلته وتاريخ مدينته، كما يستعيد خيوط علاقته الملتبسة بغادة، المتزوجة بدبلوماسي، والتي كان يلتقيها في باريس وروما ولندن وغيرها من مدن العالم... بعيداً عن العيون. رواية عن الغربة التي يعيشها الناس بعضهم عن بعض، تحكم علاقاتهم التباسات وأوهام، فيتحوّلون إلى قنادس يبني كل منها سدّه الذي يعزله عن الآخرين.حارس التبغ
حارس التبغ صدرت عام 2008. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2009. تروي حكاية تبدأ في بغداد ما بعد الاحتلال الأمريكي، حيث أعمال القتل والعنف تضرب كل مكان، ثم ترجع الحكاية بالقارئ لحقب في الماضي مر عليها عقودًا عدة، بالتحديد إلى ثلاثينيات القرن العشرين. لتسرد تاريخ العنف في العراق منذ أحداث ما عرفت بالفرهود في عام 1941 ضد يهود بغداد وحتى سقوط بغداد.طَعْمُ الذئب
يتنهد،يأخذ نظرةً شاملةً مُديراً عينيه بتمهل.. وجهه مكدود بنحو لم يخبَرْهُ على وجهٍ من قبل.. شاخت ملامحه.. شاخت.. يبدو لنفسه أنه أكبر من ثلاثين سنةً بكثير، يتمتم مستغرباً: "ثلاثة أيام فعلت كل هذا!". الجزءُ الصعبُ من رحلته انتهى، في القرية سيعرف كيف يصل بعدما يأكلُ وينام. يجب أن يأكلَ وينامَ أولاً حتى يصفو ذهنه من ظلال الأهوال التي مرّ بها في الأيام الثلاثة الفائتة ليكون عزمُه أقربَ إلى الرشد. "انتهى العذاب، سيذهب هذا الطَعْمُ غدً أو بعد غدٍ، كأنّني لم آكله أصلًا، انتهى.. انتهى".أهل النخيل
وسط دويّ انفجارات تتداعى معه مدينة البصرة دماراً وموتاً، رمزي وأحلام يشقّان هذا الخراب: يركضان مذعورين نائيين عن الجند المتقدمين منهما، يلجآن إلى إحدى الغرف، يتعانقان ويدخلان في قبلة عميقة. مدينةٌ تستعيدُ نسيجها روائيّاً في سردٍ راجعٍ، لتبدوَ نادية بتنورة بيضاء قصيرة وقميصٍ ورديٍّ بلا أكمام في ليلة زفافها، وليلفَّ جودي العجوزَ الميتَ المسجّى على حصيرة مهترئة في مأوى العجزة، وزهور التي سيتنافس على الفوز بها جوني البحار والملاّ جعفر... ليلة عاصفة لإخفاء منشورات حزب سياسيٍّ، وحسينيّةٌ، وليالٍ أخرى لمطاردة بين أهوار القصب، وحيُّ المبغى يخترقه علاّوي بمسدسه، وأم يوسف برسومها الجميلة، بينما الثوّار يمارسون بين شعاف الجبال التمرُّدَ والعشق... كلّ ذلك ريثما نرى من جديد قيامة المكان الذي ضخَّت فيه الروايةُ ما يضجُّ في أهل النخيل من حياةٍ وموت في أحياء البصرة .رحلة فيل
من وراءِ البحار... في رحلةٍ عبْرَ ثلاثِ قارّات... تصل هدية ثمينة من بلاد الشرق إلى بلاد الغرب، الفيل أبو العباس، الذي أرسلَهُ الخليفةُ العباسيُّ هارون الرشيد من عاصمةِ الدولة العباسيّة في بغداد إلى بلاطِ الإمبراطور شارلمان في بلاد الغرب. تصحبُنا رحلةُ الفيلِ أبي العباس، بعهدةِ مرافقه الفتى إسحاق، في مغامرةٍ مثيرةٍ عبرَ مدنٍ وموانئَ وسواحلَ، من بغداد في العراق إلى القيروانِ في تونس، ثم الإبحار إلى سواحلِ إيطاليا، ومن ثم اختراق جبالِ الألبِ وصولاً إلى المدينةِ الملكيّةِ آخن، مركز دولة الفرنجة. في هذه المغامرة التاريخية الشيّقة يتعيّن على إسحاق توظيف كل مهارات النجاة لديه في دروب الرحلة الخطرة، وقد يكتشف أن مصيره مرتبط بمصير هذا الكائن الضخم الذي كُلّف بمرافقته.طابق99
عندما بدأت علاقتي بهيلدا، كان يحلو لي أن أتأمل انعكاسها في المرآة لساعات. كنت أتعمّد اصطحابها إلى المقاهي والأماكن الّتي تنتشر فيها المرايا. وكنت أنظر إلى تكاوينها في المرآة أكثر ممّا أحدّق بها مباشرةً، كأنّي أتعمّد خلق تلك المسافة بين ذاتها وانعكاسها، لأنّ احتمالات المرء في غالبية الأوقات أكثر شبهاً به، ولأنّ تلك النفس الخاصّة تتطلّب شجاعةً استثنائية للنظر إليها. غالباً ما كنت أختلس النظر إلى عينيها العسليتين، وأجول بعدها بين أنفها الدقيق وشفتيها الممتلئتين والمسافة الصغيرة بين الإثنين. شيءٌ ما بين الأنف والشفة العليا للمرأة كان يغريني دوماً، تلك الطراوة ربما، إضافةً إلى طول أصابعها وحجم كفّيها، كأنّ اليدّ تبوح بما يخفيه باقي الجسد.بابا سارتر
صدرت بابا سارتر في بيروت عام 2001، وقد عالجت الوعي الثقافي الزائف وأثر التيار الوجودي على المثقفين العراقيين في الستينيات، وقد حازت هذه الرواية على جائزة الدولة للآداب في بغداد في العام 2001، وجائزة أبو القاسم الشابي في العام ذاته، وقد ترجمت إلى لغات عديدة. اشتهرت الرواية بشخصياتها الغريبة، ومع أنها ترسم صورة واضحة للحياة الاجتماعية في بغداد، إلا أنها قدمت شخصيات مميزة للأدب العربي. تنفصل الرواية عن الرواية التقليدية بواسطة طرائق متنوعة، كتقطيع السرد والغموض في أحداث الرواية ومتابعة افكار الرواية لتشكل فلسفة خاصة بها.ممر الصفصاف
ممر الصفصاف، رواية تسرد حكاية حيٍّ جديد ينبثق من مدينة مغربية قديمة، مدينة تحفل بناسِها، وعيشها، كما تتقلَّب في أسرارها؛ هي قصة بشر يحاولون العيشَ ما استطاعوا، إلى جوار بعضهم، وتحت رحمة بشرٍ سلوكُهم البَطرُ والطغيان. بجوارهم كائنات حيوانية، لكن بروح الإنسان، تسعى بدورها للعيش في أمان. تجسِّد هذه الرواية قصة الصراع الذي يخوضه حارس مبنى بتشيَّد، وصراع جماعة تتشبث بنَسَبها إلى أرضها، وإلا تفنى؛ بوصفها رمزاً لحقِّ الفرد في الوجود، في بلاد تُنتزع فيها الحياة بالمحنة، مثلما يكبُر فيها العُتاة على حساب محنة المغلوبين. في هذه الرواية، يتوسِّط كائن ثالثٌ مسعى حقٍّ العيش، ليستفرد ببطولة إستثنائية، تجعل من هذا العمل متوالية من الحكايات والأحداث الفريدة، وممتلئاً بالمغامرة، مُقمَّطاً في اللغز، ومحرِّضاً على قراءة كلما تقدَّمتَ فيها اكتشفت خيالاً مثيراً، وبَهَرَكَ واقعٌ أغرب من الخيال.الديمقراطية العصية في الخليج العربي
يقدّم هذا الكتاب عرضاً مسهباً وتحليلاً دقيقاً للمجتمع الخليجي وطبيعة مؤسّسة الدولة وعلاقتها بمنظّمات المجتمع المدني الفاعلة في كلّ من: الكويت، البحرين، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتّحدة، عُمان، قطر.ويستند إلى دراسة ميدانية شاملة تضع بين يدي القارئ عشرات البيانات والجداول التي تتناول الهيئات والمؤسّسات والجمعيات والأحزاب، السياسية والدينية، وميادين نشاطها ووسائل تمويلها وأساليب عملها. ويرصد ما طرأ على هذه المعطيات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وفي ضوء المتغيّرات التي تفرضها العولمة. ويستشرف الكتاب مستقبل الإصلاح السياسي في المنطقة.زهور تأكلها النار
من والدتها الإيطالية ورثت الجمال، ومن والدها الثراء. كانت تخطو إلى العشرين حين عادت من مصر حيث درست علم الجمال فأشرق حسنها على مدينتها «السور» بمجتمعها المتنوع. تظهر فجأة على الجدران كتابات لجماعة «الذكرى والتاريخ» التي أعلنت الثورة على الكفار مستبيحة المدينة قتلاً وذبحاً وسبياً باسم الشريعة. اقتيدت النساء إلى مصيرهن أدوات متعة لأمراء الثورة الدينية، زهوراً ملونة تأكلها النيران. «إنها مدينة السور يا خميلة، إنه الوطن كله» يهتف لها خطيبها. الآن انتهى زمن وابتدأ زمن، وخميلة الجميلة التي صار اسمها نعناعة باتت سبيّة تنتظر أن تزفّ إلى أمير من أمراء الثورة لعله المتّقي نفسه.مياه متصحرة
تم اختيارها ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2016 تضع الرواية القارئ أمام عدة تساؤلات: هل تتحمل القوى العلمانية مسئولية أو جزءا من مسئولية نكوص الشعوب وانتشار سرطان الطائفية الذي يبدو حتى الآن مستعصيا على الشفاء؟ هل تتحمل القوى العلمانية مسئولية هزيمتها الذاتية المروعة واندحارها؟ وتوجه الرواية نقدا ساخرا لضمور القوى العلمانية التي التحق بعضها بالتركيبات الاجتماعية الجديدة في الوقت الذي تؤرخ فيه لعمليات تفكيك البنى الاجتماعية القديمة وإعادة تركيبها وفقا لما هو قابع في التاريخ.لا طريق إلى الجنة
قرّر أن يخلع عنه جبّته وعمامته. هكذا من دون أن يعرف كيف سيكون بعد ذلك وماذا سيفعل. هل هو موت والده الذي حرّره؟ هل هي إصابته بمرض السرطان وخوفه على حياته؟ أم ملله من البيت ومن زوجته ومن ذهابه إلى الجامع؟ أم رغبته الجامحة في امرأة أخيه المتوفّي؟ لا ينبغي له أن يتردّد، أو يؤجّل. فذلك سيبقيه حيث هو، وكما هو، ماكثاً في غرفته، لا شيء يفعله إلا انتظاره للشمس يتقدّم خطّها على البلاط تحته...ساعة التخلي
في البلدة اللبنانية المتاخمة للشريط الحدودي، يشعر صلاح ونديم وفواز وبقية الرفاق اليساريين بالهزيمة والعجز. فالجيش الإسرائيلي يستعدّ للدخول والمنظّمات الفلسطينية انسحبت نحو العاصمة. جماعة متطرّفة تطلق على نفسها اسم «اليقظة» تفرض سيطرتها على الشوارع، معلنة التصدّي لقوات العدو. شبان الساعة الأخيرة قبل الاحتلال ينشغلون في حروبهم الصغيرة، حيث يختطف سليم حومد، أحد أبناء البلدة، على يد تنظيم منشقّ. وفي محاولة تحريره تدور معركة طاحنة بين رفاق السلاح، يسقط فيها قتلى وجرحى. عبر مصائر شخصياتها المتأرجحة بين الأوهام الكبرى والهزائم الشخصية، تكشف الرواية زيف الشعارات والمقولات النضالية. فباسم البراءة تُرتكب الحماقات وباسم الاستشهاد يصبح الناس سفاحين.الفيشاوي
«الموت قاطع طريق يا رجب»، يقول علي عندما يختطف الموت زوجته ودودة، ويرحل عن فيشا مع ولديه اليتيمين إلى العم إمام والخالة شلبية في بولاق، حيث يلتقي نبيّات. تعمّ المظاهرات مصر عند اعتقال سعد باشا زغلول. تنطلق الأفراح في العنابر، وتزغرد النساء في المشربيات. وكلّما انطلق الشباب بالهتافات يتنهّد الأسطى حسين الصعيدي ويقول: «يارب ما تدّي الشباب غياب». من خلال حكاية «فيشا الصغرى»، تروي الكاتبة تفاصيل حياة الناس البسطاء في الريف المصري، التي تختصر حكاية مصر كلها، من أيام الإنكليز، مروراً بثورة الضباط الأحرار وحرب أكتوبر، وصولاً إلى ثورة يناير...منتجع الساحرات
هبطت من باصٍ قادمٍ من حدود إريتريا هرباً من نار الحرب في بلادها. جمال أخّاذ هبط في المكان الخطأ، بلا سند ولا مال ولا مأوى. اسمها أببا تسفاي، امرأة بنكهة أخرى. عبد القيوم دليل جمعة، الذي تمرّس في فنّ السرقة ويعيش مشرّداً، لمحها. فهبّ إليها، ونصّب نفسه حامياً لها، وأحبّها حبّاً بدّل حياته. غير أن القدر رسم نهاية أخرى...سينالكول
سينالكول رواية للروائي اللبناني إلياس خوري. صدرت لأوّل مرة عام 2012 عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة لجائزة بوكر لعام 2013. يروي الكاتب إلياس خوري في الرواية حكاية تعد تصويرًا شفافًا للمجتمع اللبناني بمختلف طبقاته إبّان الحرب الأهلية اللبنانية التي تأخذ حيزا من التشخيص يجعلها أحد أبطال وشخصيات هذه الرواية. هناك محور وهو عائلة الصيدلي نصري الشماس وولداه كريم ونسيم ولكن هناك عدد كبير جدًا من الشخصيات والأحداث الجانبية التي تدخل في سياق السرد. يعبر الكاتب عن ضياع الفرد والقيّم في أتون الحرب. وكل المشاريع التي تحلم بها الشخصيات والبطل كريم تبوء بالفشل، وينتهي أصحابها بالهروب إلى فرنسا، الهروب الذي لا يمكنه محو ذاكرة المجتمع بكل مآسيه.ليكن صباحاً
منذ بعض الوقت، لم يعد هذا الصحافي، لعلّه العربي الوحيد الذي يعمل في جريدة إسرائيلية، يشعر بالأمان. قاطعه زملاؤه، واستبعدته إدارة التحرير فجعلته مراسلاً مؤقتاً. يقرّر العودة هو وعائلته إلى قريته القريبة من القدس، مع وعيه لما ينتظره هناك. عندما يحاصر الجيش الإسرائيلي القرية، يعتقد الجميع أنّه إجراء مؤقّت. لكنّ الوضع يدوم وتستقرّ الفوضى. يقتل الجنود قرويّين وعمّالاً فلسطينيين، وتقطع الماء والكهرباء والمواصلات والمواد الغذائيّة، وتتكدّس النفايات، وتتكاثر التظاهرات الشعبيّة. كل ذلك في ظلّ تعتيم إعلامي كامل. في هذا الرواية – وليدة حياته، يستكشف قشوع الهوية المستحيلة للعرب الإسرائيليين. نظرته الفريدة إلى المجتمعَين اليهودي والعربي تضيف إلى هذه الرواية نكهة خاصّة.شخص مثالي
رواية حائزة على أول جائزة بمسابقة هيئة قصور الثقافة فرع الرواية عام 2012 بعد حجب جائزتين. أمي تقول، أن (عبّاس العقّاد) يقول: "أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة ـ دون غيرها ـ هي التي تعطيني أكثر من حياة". والآن، إذ أجد صعوبة في أن أردم مجرىً في وجهي يسمى "دموع"، أو أشق أخدودًا يسمى "ابتسامة"، أجد أن (العقّاد) كان مُجحِفًا... لم يكن يعرف أن ثمة ألف طريقة أخرى لتعيش أكثر من حياة. (متوفر بجناح دار نون للنشر - معرض الكتاب 2015) عن شبكة جسور الإعلامية: شخص مثالي للموت بمعرض الكتاب 2015 "هل يتصور قتيلٌ مثلاً أنه اليوم بالذات سيحمل لقب ‘قتيل’؟" تصدر رواية (شخص مثالي للموت) للكاتبة سالي عادل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 عن دار نون للنشر، وهي الرواية الحائزة على أول جائزة بمسابقة هيئة قصور الثقافة فرع الرواية عام 2012، وهي رواية اجتماعية إنسانية في إطار بوليسي، وتبحث الكاتبة في الرواية سبل الحصول على أكثر من حياة، حيث يظن الواحد منا أنه يعيش حياته، غير أنه في حقيقة الأمر يتفادى حياته ويلجأ إلى سبل تمنحه حياة أخرى، وتنطلق الرواية من مغالطة قول عباس العقاد "أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة ـ دون غيرها ـ هي التي تعطيني أكثر من حياة" حيث تفترض الرواية عشرات الطرق الأخرى، التي تمكن كل منا من الحصول على أكثر من حياة، من خلال رحلة الشخصية الرئيسية في البحث عن أمها المفقودة، واختلاطها بسكان المقابر ومعايشة أحوالهم ويومياتهم، وانتهاء باكتشاف طريقتها الخاصة التي انتهجتها للحصول على حياتها الأخرى، كما تلفت الرواية إلى أننا في طريق سعينا إلى الحياة، قد نصطدم بالموت. كما يصدر للكاتبة العددين الخامس والسادس من سلسلة (الحب والرعب)، عن المؤسسة العربية الحديثة للطبع والنشر، تحت عنواني: (شايب بالأحكام)، و(سأقول سأقول)، وفي مقدمة السلسلة يدور التساؤل عن علاقة الحب بالرعب: "من قال أن الحب ليس مرعبًا؟ أنت رجل كبير ومسئول فهل تستطيع حماية من تحب؟ هل تستطيع أن تحمي فتاتك من الأوغاد واللصوص وقطّاع الطرق؟ هل تستطيع أن تجنبها السيارات المسرعة والأمراض والكوارث؟ هل تستطيع أن تحميها حتى من نفسك؟ أنت تنظر للباكين من فراق أحبائهم وترتجف خوفًا أن تهجرك.. أنت حتى لا تفكر أن ثمة اختراع يسمى ’موت‘ يتسبب في فراق الأحباء.. هل تخاف أن تتركك وتموت.. هاه؟ إذًا.. كيف يكون شعورك لو تركت الموت وعادت إليك؟" وصدر سابقا من السلسلة أعداد: (العطايا السوداء)، (كاهنة التيتانيك)، و(أمنيات أبدية)، و(الوصول إليك). ويقام حفل توقيع سلسلة الحب والرعب يوم الأحد الأول من فبراير بجناح المؤسسة العربية الحديثة بقاعات العرض المكشوف جوار المسجد من الساعة 2 إلى 5 مساء.1984
ألف وتسعمائة وأربعة وثمانين، أو 1984، هي رواية ديستوبية من تأليف جورج أورويل نشرت سنة 1949. تقع أحداث الرواية في إيرستريب 1 (بريطانيا العظمى سابقا)، وهي مقاطعة من دولة عظمى تدعى أوشينيا، في عالم لا تهدأ فيه الحرب والرقابة الحكومية والتلاعب بالجماهير. ترزح تلك المقاطعة تحت نير نظام سياسي يدعو نفسه ،زورًا، بالاشتراكية الإنجليزية (حسب "نيوسبيك" اللغة الجديدة التي ابتكرتها الحكومة)، وتملك زمامه نخبة أعضاء الحزب الداخلي الذين يلاحقون الفردية والتفكير الحر بوصفها جرائم فكر.يُجسَّد الأخ الكبير طغيان النظام، وهو قائد يحكم كزعيم لا يأتيه الحق من بين يديه ولا من خلفه، وإن كان ثمة احتمال أنه لا وجود له. يسعى الحزب للسلطة لا لشئ سوى لذاتها، لا لمصلحة الآخرين. أما بطل الرواية، وينستون سميث، فهو عضو في الحزب الخارجي وموظف في وزارة الحقيقة المسؤولة عن الدعاية ومراجعة التاريخ؛ وعمله هو إعادة كتابة المقالات القديمة وتغيير الحقائق التاريخية بحيث تتفق مع ما يعلنه الحزب على الدوام. يتلقى الموظفون في وزارة الحقيقة تعليمات تحدد التصحيحات المطلوبة، وتصفها بالتعديلات عوضًا عن التزييفات والأكاذيب. كما يعكف جزء كبير من الوزارة على تدمير المستندات الأصلية التي لا تتضمن تلك التعديلات. وبذلك يذهب الدليل على كذب الحكومة أدراج الرياح. يجتهد وينستون في عمله ويؤديه على أكمل وجه، مع أنه يبغض الحزب سرًا ويحلم بإضرام ثورة على الأخ الكبير. تعد 1984، بوصفها عمل خيالي سياسي وخيال علمي ديستوبي (منذر بنهاية العالم)، رواية كلاسيكية من حيث الحبكة والأسلوب، وقد أضيفت مصطلحاتها إلى الاستخدام الشائع منذ نشرها، ومنها: الأخ الكبير، والتفكير المزدوج، وجريمة فكر، والغرفة 101، وشاشة العرض، و2 + 2 = 5، وبئر الذكريات، بل وانتشرت صفة "أورويليّ" لتعني الخداع الحكومي والمراقبة السرية وتلاعب الدولة الشمولية السلطوية بالتاريخ الموثق. اختارت مجلة تايم الرواية في 2005 ضمن أفضل 100 رواية كتبت باللغة الإنجليزية بين سنتي 1923 و2005. ووصلت إلى قائمتي دار نشر "Modern Library" لافضل 100 رواية، متربعة في المركز الثالث عشر على قائمة المحرر والمركز السادس في قائمة القراء. وفي 2003 وصلت إلى المركز الثامن في استفتاء أجرته هيئة الإذاعة البريطانية.لوعة الغاوية
بينما يتنفّس البعض الحياة دون مذاق، هناك من يكتوي بجحيم الحب، فيرهن العمر لشقاء طويل، ويهمّش الأحداث المهمّة في محيطه، ويحتفل بالذاكرة القصيّة والمرّة، هكذا طيلة سنوات يقطعها بالانكسار والخذلان، وأمله أن يُطفي شيئاً من سعير الفقد. إن رواية لوعة الغاوية وهي تصرخ: ;من لا يعشقْ يعشْ ميتاً...;، يتنازع حكايتها صوتان يكابدان العشق وكلٌّ ينتظر خلاصاً من دمار وشيك. وكأن هذه اللوعة، في الصوتين، تكشف لنا عن شخوص مُحطّمة أحدها يسافر بحثاً عن العاشقة ولو بالدم، فيما هي تنتظره بالشوق، وأخرى تُؤجّل كلّ تفاصيل حياتها لأجل حب ضائع، هو كل أسباب وجودها، لكن حيرتها تترقّب المستحيل...مطر حزيران
إيليا الكفوري كان لا يزال طفلاً حين قُتل والده في المجزرة التي ارتكبت في كنيسة قريته برج الهوا. ارتأت والدته أن تقيه شرّ الشائعات والأقاويل فسفّرته إلى أقاربها المهاجرين إلى الولايات المتّحدة وعاشت منزوية في بيتها. أمضى وقته في المهجر يخترع قصصاً عن جذوره، إلى أن قرّر بعد سنوات العودة إلى لبنان بحثاً عن هويّته. وعندئذٍ يروي له أشخاص عديدون وقائع المجزرة، كلٌّ من زواية مختلفة... لاقت الرواية لدى صدورها نجاحاً كبيراً واختيرت ضمن القائمة القصيرة لجائزة بوكر للرواية العربية عام 2008، وترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والألمانية والإنكليزية.شريد المنازل
على هويته لا دين له. مسلم بالنسب مسيحي بالعمادة. منذ دخل نظام بستان توما ورخيمة في حورا، أحبّاه وتبنيّاه، من دون أن يتمسّك به أبواه. نزل ليتعلّم الحقوق في بيروت، لكنّه لم يطق مقاعد الدراسة، فراح يكتشف بيروت على هواه. شقّته التي استأجرها، صارت تجمّعاً لرفاق التنظيم الشيوعي. أحبّ جنان، وصار يتسلل إلى محترفها حيث لوحاتها بالرمادي والأحمر القاني كأنها مرايا المدينة. انفجرت بيروت دفعة واحدة. رأى القتلى مكدّسين أمام عينيه، تحوّلت شقّته إلى متراس للمسلّحين، وخلت ساحة البرج إلاّ من نصب الشهداء... رواية - شهادة على المجتمع اللبناني عشيّة اندلاع الحرب الأهلية.البدوي الصغير
كانت قرية سعدون نسياً منسياً، مثلها مثل مئات القرى الأخرى البعيدة عن المراكز الحضرية على امتداد خارطة البلاد. لكن الأمر تغيّر بعد أن جاء الرجال ذوو الشَعر الأشقر والعيون الزرق. كان «المستر ديكان» من بين هؤلاء الرجال، وسرعان ما ربطته صداقة قوية بسعدون، الذي كان يشتري له الليرات «الفرانسية» من البدو بثمنٍ بخس، لقاء الحصول على جهاز غراموفون وأسطوانات «إلفيس بريسلي». حين ذهب غسان لتلقّي دروس في اللغة الإنكليزية على يد نادين، زوجة مدرّسه، لم يكن يعلم أنه سيهيم عشقاً باغنيثا فلكتسوغ، مغنية فرقة «الآبا» السويدية، وأنه سيطاردها طوال حياته...زرياب
;زرياب;، ;الطائر الأسود ذو الصّوت الجميل;، هو الاسم الذي أطلقه إسحاق الموصللي على تلميذه بعد اكتشافه الموهبة الاستثنائية التي يتمتّع بها في الغناء والعزف؛ فيهتمّ بتربيته وتعليمه أصول الغناء والعزف على العود حتّى يغدو عازفاً بارعاً، ويقدّمه للخليفة هارون الرّشيد. لكنّ الأمور لا تدوم على حال، فالمعلّم يغتاظ من إعجاب الخليفة بتلميذه ما يدفعه أن يطالبه بالرّحيل عن بغداد. حينئذٍ تبدأ رحلة المتاعب مع زرياب الذي سينتهي به المطاف في الأندلس، حيث يكرّمه فيها أميرها عبد الرحمن بن الحكم. يتابع زرياب مسيرة الإبداع والفن والعلوم التي لا يبخل فيها على أرض احتضنت موهبته حتى وفاته لتحتضن رفاته في ترابها. سيرة مبدع عربيّ غنيّة بتفاصيل الحياة يستعيدها مقبول العلوي بأسلوب روائيّ شيّق.فتنة جدّة
لم يكن صالح جوهر يعلم أنه بإنزاله علماً ورفعه علماً آخر، سيفتح باباً على الجحيم. بين قتل القناصل الأجانب وبعض التجّار وقصف البوارج البريطانية لجدّة، بين صراخ الأطفال رعباً وهرب الأهالي في كل اتّجاه، يحاول نامق باشا حقن الدماء وإيقاف الدمار. وبين فتنة المدينة وفتنة جارته الساحرة، يتأرجح منصور التهامي بين الحياة والموت، بين ماضيه الكئيب وتلك الكوّة من الأمل، التي فتحها سكنه قرب بيت «فتنة».اسمه الغرام
لم تتخل الكاتبة في روايتها الثالثة هذه، عن مجهرها في رؤية الواقع، لتبرز تفاصيل الموضوع الذي تتناوله، والتي تشكّل أهمية قصوى على درب معرفة الحقائق، وتعرية النفوس من ما يعتمل فيها، وكشف المستور الذي يبرع الآخرون في إخفائه، وحتى التشدق بعكسه. لم تتخل أيضا عن دفاعاتها المسبقة، فلم تنس الإعلان أن "الكتابة دايمًا ناقصة"، وأنها لا تتعدى على مسيرة حياة أبطالها ولا تتحكم بهم، ولا تفرض رؤيتها عليهم، فتعلن أن "نهلا تلكزني كي أكتب حكايتها"، "المليئة بالحب والحياة.."، فالبطلة نهلا اختفت وقد تكون ضحية من ضحايا حرب تموز على لبنان عام 2006، وهي الفترة التي تدور فيها أحداث الرواية، فـ"إن لم أكتب حياتها، ألن أجعلها تتحول إلى مجرد اسم مكتوب على كيس نايلون مثل مصير وحيوات أولئك الأطفال والضحايا الأبرياء". لكنها تعود للشك في مصداقية الكتابة نفسها: " لم أعد أدرك إن كنت أعرف امرأة اسمها "نهلا" حَكت لي حكايتها لأكتبها، أم أني أتخيّل حياة امرأة من بين الذين رأيتهم ينتشلونهم من تحت أنقاض منازلهم". كما أنها لا تنفي وجود المبرر الذاتي والهدف الشخصي: "لم يكن أمامي سوى أن أطاوع نهلا لأقاوم موتي بالكتابة". رواية غنية بالقصص المتعددة والمصائر المتنوعة، وبشخصيات نسائية مركبّة بين الواقع وبين خيال التركيب الروائي. نهلا وسعاد وعزيزة ومنى ونادين وميرنا، كلهن سيعبّرن وسيكنّ إطاراً للحديث عن الأهم وهو الموضوع. ألا تنتهي حياة الشخصيات والأفراد والأسماء وتبقى المواضيع...وهذه المرة كان "الغرام" هو الموضوع الأهم الذي اختارته الكاتبة. "ما اسم هذا الغرام الذي يفتك بي ويحييني في آن"؟! تقول البطلة التي تعود إلى غرامها الأول هاني، بعد أن انفصلا وبنى كل منهما حياته بعيداً عن الآخر، فتزوج وانجب. فحبهما "جمر بقي متوقدا"ً، وبحسب تعبيرها: "كنت مختبئة فيه، وهو يختبئ فيّ طوال الوقت الذي لم نر فيه واحدنا الآخر. ومن أجل ذلك، لم أنسه، لأن الأشياء التي نختبئ فيها لا تُنسى أبداً". يفيض الكلام بمشاعر الحب ويختلف باختلاف حدّتها. فالحب أنواع :"الحب هو اللي ما فيكي تقمعيه وتحديه متل النهر"، وحب الودّ والمحبة، و"الحب اللي فيه ولع وتيه ومفردات كثيرة". في جولتها وبحثها عن كشف حقيقة ما "اسمه الغرام"، لن تبخل الكاتبة في عرض محتوياته على أرض الميدان، ومصطلحاته المستعملة، ومفاهيمه المطبّقة، وكل ما يدور حوله: الزواج والتقاليد، والحب والعلاقة المختلفة التي تربط بين قطبيه، والرغبة الجنسية واكتشاف الجسد، وعدم الاكتفاء والحرمان، والتعويض عن هذا الحرمان.. تتخذ الكاتبة موقعاً واقعياً كاشفاً في طريقة تناولها لهذا الموضوع المتشعب والشديد الخصوصية. لكنها حتى في تدّخلها الذاتي ورؤيتها الخاصة، لا تدين ولا تحلل ولا تطرح حلولا، بل هي تقدم تفاصيل واقع تزج نفسها به، لتخرج بحصيلة رؤى ومشاهد، تسجل أحداثها وظواهرها وتدون تعابيرها، وتدع للقارئ المهام الأخرى من الاستنتاج والتحليلاليهودي الحالي
تقع الفتاة المسلمة فاطمة في غرام سالم، الشاب اليهودي، في بيئة مختلطة يهودية إسلامية. كانت تقرأ عليه بعض آيات القرآن وتعلّمه اللغة العربية، ويعلّمها هو اللغة العبرية. ولم يلبث العاشقان أن مضيا غير مكترثين بالأصوات المعترضة، وعاشا سويّة في صنعاء حيث تبدأ رحلتهما الطويلة والشاقّة في مواجهة التوتّر والصراع القائمين. تعيدنا هذه الرواية التي يخلطُ فيها الكاتب التاريخي بالمتخيّل، إلى الأجواء العاصفة التي عاشها اليمن خلال القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر بين أتباع الديانتين اليهودية والإسلامية. وتظهر الأحداث صراع الآباء، اليهود والمسلمين، في الدين وغرام الأبناء في الحب.مئة وثمانون غروبا
بلدة على الطريق، يخيّل لأصحاب المحال فيها أن العابرين سيشترون بضائعهم التي يكاد يغطيها الغبار. سكانها مختلفو المشارب والأصول والطوائف. تاريخ خفي يتوثَّق تحت سطح الأحداث، حيث الحرب وانقسام الجماعات والعداوات التي تنمو بصمت، وتقلب حياة سكان الزهرانية.المغاربة
لرواية تبدأ برصد الشخصية المحورية: محمد الغافقي وعلاقته بجده الباشا، وأخيه العسكري، وإصابته بالعمى، وتعلقه بخادمة الجيران، ثم السمسار الذي خانه وأخذ منه زوجته. وفي فلك الحكاية الرئيسية تدور حكايات تتداخل بحكاية الشخصية المحورية محمد الغافقي، الضرير، ومنها حكاية جده الباشا، وحكاية مقبرة الجماجم، وحكايات أخرى لها وظائفها ومضامينها وامتداداتها وتشابك علاقاتها الاجتماعية والسياسية.نزلاء العتمة
يبحث الروائي الأردني زياد محافظة في روايته “نزلاء العتمة” عن شرفة يطلّ من خلالها على الواقع بحيث تتيح له، بكثير من المكر الأدبي، أن يدين هذا الواقع ويتّحد معه في آن معا، لكشف المسكوت عنه في علاقات مجتمعية، تجري في عالم مشابه للحياة التي نعيشها، فضاؤها السردي عالم جديد مربك في حضوره وثنائيّاته وشخصياته التي حمّلها زياد تفاصيل الحياة الأولى، رغم الموت الذي داهمها بأشكال شتّى. وقد فازت الرواية مؤخرا بجائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب. تمثّل رواية “نزلاء العتمة” للروائي الأردني زياد أحمد محافظة نقلة نوعيّة في التخيّل الأدبي لما تحويه من استباقات تقوم على فرض الحياة الأخرى بتفاصيلها المختلفة التي تختزن في طيّاتها الحياة الأولى، تلك الحياة الثانية التي تضمّ في جنباتها الهموم الأولى للحياة التي يعيش بها الإنسان بين الولادة والموت، “نزلاء العتمة” الرواية التي فازت بجائزة أفضل رواية عربيّة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحالية، تبدأ بدفع الشخصيات نحو فضاء مربك للقارئ، مربك بتفاصيله التي تتطابق مع الحياة الأولى فوق الأرض لكن الأجواء والمسارات في “نزلاء العتمة” تكون تحت الأرض، في حياة ما بعد الموت حيث لا موت أبدا.أخبار من بلاد أجنبية
رحلة في الظلمات، ولكنها قصة حب أيضاً، برهافةٍ تتحرّى المعلومَ والمجهول وما لا سبيل إلى معرفته بين الرجل والمرأة، بين الأب والابنة. تحكي الرواية قصة أنطوان بيرنس، ضابط متقاعد حسن السمعة في الجيش الفرنسي يعيش في كيبيك مع زوجته وابنته اليافعة. تأخذنا في رحلة عبر أربعة عقود من الزمان وقاراتٍ أربع، من الجزائر المستعمَرة أثناء كفاحها المستميت لنيل الاستقلال، إلى باريس في عقد الستينيات، ثم إلى الأرجنتين في فترة الاختفاءات القسرية، وإلى كندا في ختام المطاف، وصولاً إلى الحقيقة الصاعقة والمدمّرة التي ستشتّت إلى الأبد شملَ هذه العائلة «العادية».رفات جلجامش
القبطي
من الأصدقاء الذين راحت أعدادهم تتناقص في استعدادات تأبين صديقهم، إلى الإعلامي الذي يكرّر نفسه حتى الملل، فمساعد الصيدلي الذي حمله أبناء القرية على الرحيل حين علموا أنه قبطي، والثري الذي جمع ثروته بالاحتيال، والعلاقات التي تنقطع أواصرها كما تنقطع روابط الحذاء، والقرية التي تحتفي بالموت أكثر من احتفائها بالحياة، والخريف الحزين الذي تموت فيه نساء القرية... قصص ساخرة حيناً ومنكسرة حيناً آخر، ترصد مشاهد الحياة من بساطة يوميّاتها إلى تعقيدات غرائبها.صائد اليرقات
بعد إحالته على التقاعد، يقرّر عبد الله حرفش عنصر الأمن كتابة رواية. ينخرط في أوساط الأدباء، ويرتاد الحلقة المحيطة بالروائي المعروف (أ.ت). يتعلّم أصول الكتابة الروائية ويبدأ بانتقاء شخصياته، كشخصية زوج عمّته، عاشق التمثيل، وشخصية مشجّع الكرة وحفّار القبور الذي أوصله تكريم الرئيس له إلى مستشفى المجانين. فجأةً يختفي الكاتب المعروف، ويُقال إنه معتزل لكتابة رواية جديدة. لكن المفاجأة الكبرى حين يتّصل به الروائي بعبد الله ويطلب لقاءه...نظرية الفوضى
تبدأ نظريّة الفوضى (كايوس) من الحدود التي يتوقّف عندها العلم التقليدي ويعجز. فمنذ شرع العلم في حلّ ألغاز الكون، عانى دوماً من الجهل بشأن ظاهرة الاضطراب، مثل تقلّبات المناخ، وحركة أمواج البحر، والتقلّبات في الأنواع الحيّة وأعدادها، والتذبذب في عمل القلب والدماغ. إن الجانب غير المنظّم من الطبيعة، غير المنسجم وغير المتناسق والمفاجئ والانقلابي، أعجز العلم دوماً. وشرع هذا الواقع في التغيّر تدريجاً في سبعينيات القرن العشرين، عندما همّت كوكبة من العلماء الأميركيين والأوروبيين للاهتمام بأمر الاضطراب وفوضاه. وتألّفت تلك الكوكبة من علماء الفيزياء والرياضيات والبيولوجيا والكيمياء، سعوا للإمساك بالخيوط التي تجمع ظواهر الفوضى كلّها. من هذه الزاوية يمكن فهم عبارة من نوع ;إن رفّة جناحي فراشة في الهند قد تحدث فيضانات في نهر الأمازون;. بعد قراءة هذا الكتاب، لن تنظر إلى العالم بالطريقة التي اعتدت أن تراه بها من قبل.حصار صور
لم يتنكّر الفيلسوف زينون قطّ لأصوله الفينيقيّة. في أثينا حيث أنشا مدرسة الرواقيّين، يروي لتلميذه أبولونيوس مأساة والدته إليسا من صور. رافقت المرأة الشابة عمّها في رحلة طويلة أتاحت لها اكتشاف المراكز التجاريّة التي أقامها الفينيقيّون على ضفاف المتوسّط. لدى عودتها تجد إليسا مدينتها صور محاصرة من جيوش الإسكندر الكبير الذي كان يطمح إلى احتلال كلّ مرافئ فينيقيا. لكنّ أبناء صور هبّوا للدفاع عن مدينتهم مقاومين الاحتلال ومبتدعين كلّ الخطط الحربيّة للتغلّب على عدوّهم، وظّلوا يواجهونه طيلة سبعة أشهر بعناد وبسالة. من خلال تقاطع روايتي المحاصِر والمحاصَر للأحداث، يصوّر لنا إسكندر نجار رؤية مزدوجة لحصار صور الذي يصبح رمزاً للبنان، البلد المقهور المتمسّك بحريّته.