رحيل الأقحوان
من الكتاب: يبدو أنّني كنت في غيبوبة؟ لم أتمكن بعد من تحديد ما جرى لي، ولا حتى أين أنا، ولماذا أنا قابع هنا في هذا الكهف العاري؟ كما أنني لم أتمكّن من تحديد كم استغرق ذلك من وقت، ربما يومًا، أو يومَيْن، أو أكثر، لا أدري؟ فكل الذي ما زال عالقاً في ذهني، ذلك الصوت الرهيب، الذي اخترق جدار الصمت من حولنا على حين غرة، انتابني سعال شديد على هيئة نوبات، كانت نوبات متتالية وعميقة، شعرت على أثرها بضيق شديد في التنفس، كاد أن يغمى عليّ مرة أخرى، اتكأت على جانبي الأيمن على الفور، شعرت بعدها بالغثيان، أمعائي الخاوية كادت تخرج من فمي، رافق ذلك بعض الألم في نواح عديدة من جسدي، وعلى أثر ذلك شعرت ببعض الارتياح، يبدو أنَّ السعال الشديد ساهم في تنظيف مجاري الرئة من الإفرازات اللزجة التي تراكمت خلال فترة الغيبوبة، تجمد اللعاب في حلقي، لقد فقدت القدرة على بلعه، ألقيت نظرة سريعة على المكان من حولي، علني أحظى ببعض الماء هنا أو هناك، لكن دون جدوى، فهم يبعدون الماء عن الجرحى بحكم العادة ربما، وربما لشأن آخر ما زلت اجهل أسبابه حتى الآن؟ملاك
من الرواية: ران صمت غريب بين الاثنين. صمت نطق بما يختلج الفؤادين، وفضح ما ستره اللسان الناطق الرسمي باسم القلب. قد لا يبدو غريبًا أن يهواها الضابط ويتعلق بها قلبه القاحل منذ وفاة زوجته، لكن كيف تهواه هي بهذه السرعة؟ كيف لامرأةٍ وضعت رجلها الأولى على أعتاب الحزن، أن تحب؟ كيف لامرأة فقدت زوجًا قبل أسابيع خلت مخلفًا وراءه تركةً من المشاكل المصفوفة في رفوف الوقت، أن تحب؟ لا توجد امرأة غارقة في الحزن حتى التعب تتعلق بضابط شرطة لم يشهر سلاحه بعد، ولم يطلق حتى رصاصة واحدة من عينيه أو شفتيه؟نظرية الأدب الرقمي Ⅱ
هل يبدو الأمر ممكنا؟ هل تستطيع البرمجيات الإلكترونية محاكاة الخيال البشري؟ هل تستطيع البرمجيات إنجاز فعل القراءة النقدية باعتبارها تفكيرا في نظام الأدب؟ هل تستطيع التكنولوجيا تشكيل أجناس أدبية جديدة بواسطة برمجيات إلكترونية؟ هل يتغير مفهوم الخيال والأدب والنقد والجنس الأدبي؟ إنها مجموعة من التحديات التي لا يخوضها إلا الباحث الطموح الذي لا يخشى الأسئلة الصعبة، ولا ينشغل بظلال القضايا، بل ينخرط في جوهرها، وإن بدت صعبة ومقلقة معرفيا. ولعل الدكتور "أحمد رحاحلة" بتأليفه لهذا الكتاب، من مدخل تصور منهجي جديد، بجعله التكنولوجيا تتقدم نحو الإنسان، ساعية إلى محاكاته في تعبيره وإبداعه، في تلقيه وقراءته، لعله بكل ذلك يُقدم لنا قراءته باعتباره باحثا طموحا، يتبنى الرؤية العلمية في تناول موضوع الأدب والتكنولوجيا. فتحية تقدير للجهد المعرفي للناقد "أحمد رحاحلة" الذي يمنح المشهد الثقافي العربي تصورا جديدا للاقتراب من "الأدب الرقمي" من وجهة نظر مُغايرة، لاشك أنها ستفتح بابا للنقاش، لن يكون إلا مُثمرا وفاعلا في الحوار الثقافي العربي. أ.د زهور كرامسيدة أيلول
من أجواء الرواية: كثيرون مرّوا في حياة سلوى في تلك الحارة الجديدة التي انتقلت إليها، وكان الحاج بركات هو الآخر من حيث لا يقصد طرفاً في ترميم جانب من روحها المهدمة. عندما سألها ذات يوم وهي تعيد إليه الكوفية التي خلعها عن رأسه وناولها إياها لتستر بها نفسها، إن كان باستطاعته أن يفعل أي شيء لأجلها، قالت له وهي تناوله الكوفية بعد أن طوتها بعناية، يوماً ما سأرحل عن هذه الحارة، قلبي يحدثني بهذا، قد يطول مكوثي هنا أو يقصر، المهم أنني راحلة لا محالة، لو بلغك يوماً أنني تركت الحارة وانقطعت أخباري، أريد منك بعد ذلك بفترة قصيرة، أن توصل هذه الورقة لبيت رجل اسمه الشيخ العارف. وأعطته العنوان.عطش الحمائم
هذه الرواية ليست من محض الخيال او الصدفة، إنها (فلاش باك) لجيلنا المتعب، وطفولته المؤلمة، وأيامه الحبلى بالأحزان. على ربوة تطل على ضفاف نهر دجلة، كان يقع حيّنا العتيق. بيوت قديمة جدرانها من الجــص والحــجر، أكل الدهر عليها وشرب، رسمت التشققات والملوحة على جدرانهــــا الآيلة للسقوط، لوحات وخرائط وتضاريس بلا معالم أو عنوان. هي بحق مرتع خصب للصراصـــير والفئـــران والعقارب والجرذان والأفاعي والقنافذ والسحالي. أزقة ضيقة، البعض منها مسدود. مياه آسنة تندلق بشدة لتصب في النهر، هديرها الصاخب، سيمفونية ألفناها حتى صارت جزءا منّا، تأكل وتشرب معنا ليل نهار.داريـوش شايغـان: الأصنام الذهنية، الفوات التاريخي، النفس المبتورة
لا يزال موضوع المرأة في الكتابات الكلاسيكيّة بوجه عام، وفي أعمال الفلاسفة بوجه خاص، يثير نقاشًا وجدلاً واسعًا لا يهدأ في الثقافة المعاصرة. فقد تصدّت جملة من البحوث والدراسات الأكاديمية، في مجالات شتّى من الفكر والمعرفة، إلى نصوص المفكرين والفلاسفة الكلاسيكيّين، في محاولة منها لتقصّي الحقيقة الإنسانيّة الغابة في هذه النصوص- التي تعدّ ذكورية بامتياز- وفحص شكل تعاطي القدماء مع موضوع مكانة المرأة السياسية والاجتماعية والفكرية في المنظومة الاجتماعيّة القديمة. فقد بات من الضروري في الزمن الراهن، استنطاق تلك المرحلة التاريخيّة، لإعادة كتابة التاريخ بشكل موضوعي وغير منحاز، ولتصحيح الكثير من الأخطاء والمغالطات التي كرّستها تلك النصوص القديمة على مدى قرون طويلة من الزّمن. ولعلّ من افدح أخطائها استبعاد النساء من حقل الممارسة والنشاط بوجه عام، متحججة بمسوغات بائسة، وتبريرات عنصرية تحالفت مع القوانين السائدة لإبقاء قطاع كبير ومهم من المجتمع في العتمة. بات إذن استدعاء النصوص القديمة وفحصها مسألة علميّة ملحّة، لكونها شوّهت بعض الحقائق، ولم تُمِط اللثام عن كثير من القضايا المطروحة في عصرها، وغضّت الطرف عنها في كثير من الأحيان، بما يتّفق مع مصالح وأيديولوجيات تدعم، بشكل صريح، المنظومة السياسية أو القانونية أو التربوية القائمة، سعيا منها إلى بسط سلطانها ونفوذها على المجتمع.عندما تزهر البنادق
من الرواية: تلاحقت الصور أمام عينيها: صور أمها، أبيها، سالم، عمها، الجنود، البنادق، شظايا الزجاج المهشم، صرخت بصمت وهي تضم مريم وتغمض عينيها "يكفي..." تموء كقطة أضاعت جراءَها، تمتص حنجرتها بهذا المواء فلا مجال للأصوات العالية، ولا البكاء الفاجر، وإذا احتاج الأمر ستنكمش على نفسها وتبرز أشواكها، فلن تسمح للركام بأن يسخر منها، وسوف تتقمص صمته، فكم هو بارع ويتقن لغة الحكماء. سكنت الجلبة في القرية بعد ظهر ذلك اليوم، وانتهت المعركة بمجزرة تكدست بها الجثث في الطرقات وداخل البيوت ولم تجد من يدفنها، فقامت العصابات بمحاولة لحرقها وكانت محاولة فاشلة فانتشرت رائحة الدماء مع رائحة شواط الأجساد. غادر على جمر الألم من غادر إلى قرية عين كارم وتشرد أيتام القرية في شوارع القدس يبكون أبًا وأمًّا، ومنهم من بكى عائلته بالكامل، نعم بعض العائلات لم يخرج منها حي واحد. كانت شمس ذلك اليوم قد أشرقت عن صباح رمادي قاتم على قرية كانت بين فكي كماشة، فمن جهة عصابة شتيرن والإرغون بدعم من العصابة الأضخم الهاجاناه، ومن جهة ثانية نفاد الذخيرة. قرية اغتصبت على حواف بنادق خانتها رصاصاتها...رائحة الأمكنة
من الكتاب: زرعتُ يمامةً في قلبي فأسقطَها الخِداع زفَرَت الكثير من التنهدات كَي لا يضلّ الحزنُ طريقه إليّ جَمَّعت طينَ العالمِ في سقفٍ فانهارَ ثقبتُ سفينَتي كي أعرفَ يابسَ الحياة غرقتُ في فلسفةِ النفسِ لأعرفَ عِلّة الأرواح أقفلتُ الستائرَ الرماديَّةَ وفجعتُ من الأشباحِ رويتُ تربةَ السجادِ علّها تزيلُ ضبابَ الشكوى وتطبعُ شامةً أُخرى على وجهي علّي أستنيرُ وأزرعُ اليمامَ مرّةً أخرىميعاد لم تقتل أحدا
من الرواية: بعد قراءاته المنتقاة، أصبح حاتم من أهل الطريقة كما يسميها المتصوفة. ولكنها طريقته الخاصة. ليست بالطريقة الملازمة للحقيقة. إنما محض طريقة يقيل بها عثراته للحظات يحوم فيها حول الحمى حتى يقع. فإذا وقع أندسّ كل شيء معه في أخدود ملتهب يخرج صديداً من عينيه. مرّ عليه ما مرّ من الأيام التي أقعدت جسده وروحه. يتأبط رواية غرامية ويترك أخرى. وكأنه يحمل عشقاً لمعشوق لم يُخلق بعد. لم يعد حاتم يميز بين الحزن والفرح. فكل ذلك سيان، وبحسب طريقته، كان ذلك هو العشق. لا بدّ من أن مسرح المولوية في قونية رمَى إليه بشهاب طارق، فطرق قلبه وعقله. كل ما يعلمه أن لهيبَ البركان قد جفّف أيامه ورطّب أجفانه. "إني سقيم" رددها حاتم، وقال: كيف يُحيي القلبَ أيامٌ يَباسْ لست أدري، إنّما الجهل مِراس ليس شأني إن يُدَجّيْ الـليلَ دمعٌ أو يعاطي العشقَ أنّاتُ النِفاسْ إنني عبءٌ على العُـشّاقِ إنّي إذ هُمُ ما بين أشواقٍ وكاس تائِهٌ ما بين كَــــوْني أمــةً أُخرجت للناس أو محضَ اقتباسْمعجم القلوب
من الرةواية: منذ أنْ بلغت الخامسة عشرة، وصار مولاي (عَسْكَر) مطمئنًا لإرسالي وحيدًا مع القوافل، لم يبق تاجر إلا عرفني وعرفته، ولم يبق دكان إلا ودخلته؛ أشفقوا عليّ في الرحلات الأولى لمّا عرفوا قصّتي، ثم تحوّلت الشفقة إلى احترام ثم إلى ثقة، حتى إنّني لم أعد أبالي باحتمالات الربح أو الخسارة، لأنهم كلّهم - لما عرفوا وَلَعي بالقراءة والنسخ وشراء الكتب والقراطيس والمخطوطات- صاروا يبادرون إلى شراء ما آتي به من بغداد وإرباحي به، كما صاروا يخصّونني بأجود بضائعهم دون أنْ يُغلوا علي في الأسعار، حتى يمنحوني الوقت الكافي لإشباع هوسي بالكتب والمخطوطات، وكأنهم جميعًا يتواطأون على التخفيف من الشعور بذنب لم يقترفوه، بل اقترفه نفر من لصوص الرقيق الذين أوصلوني لما أنا عليه! رغم المسافة التي تفصل جزيرة (قيس) عن (بغداد)، إلا أنّني لم أشعر يومًا بأنني بعيد عن (عائلتي)! فكثير من قاطني الجزيرة أعدّهم أشقّاء أو أعمامًا أو أخوالاً؛ وما أكثر أقارب الغريب! أُفطر في دكان وأتغدّى في مركب وأشرب ماء الورد في مكتبة وأتعشّى في مسجد. وإن أدركني النعاس نمت حيث أنا، وإن أسعدني الحظ ووقعت على كتاب منسوخ ببنان خطّاط مشهور، طِرْت به إلى كوخي المنزوي على الشاطئ، وأشعلت الفانوس ووضعته على أرضية الكوخ ثم انبطحت على بطني، رأسي عند الفانوس وأمام عيني مباشرة صفحات الكتاب، أتملاّها وأُطالعها وأقلّبها بتلذّذ شهيّ، حتى يسقط رأسي على الكتاب، فأنام مبطوحًا!موت النظرية النقدية
إذا كان العنوان عتبة الدخول الأولى إلى النص/المُعنْوَن، وهو سمة الكتاب أو النص أو وسمٌ له، وعلامة عليه تشير أو توحي أو ترمز إلى مقصديته؛ فهو بمعنى ما يخبرنا بشيء أو عنه، فكأنه بهذا المعنى رسالة يتبادلها كاتب وقارىء، فإن هذا العنوان المختار للتعبير عما أردْت قوله في الكتاب بشقيه: الرئيسي والفرعي، يصدق على ما أردت الذهاب إليه؛ فقد جعلت العنوان الرئيس معبِّراً عن الموت، وجعلت الرحلة عنواناً موازياً للحياة؛ لأن النتيجة النهائية للنظرية النقدية في متراكمها المعرفي، هي الارتحال. أما موت النظرية فهو عارض، بمعنى ما "مؤقت" أو "مرحلة" من مراحل امتداد الحياة؛ لأنها تموت كنظرية محدودة حين يتمُّ تجاوز تصوّراتها، أو حين تصل أدواتها المعرفية إلى ذُروتها المعرفية، ولكنها تعود لتحيا في المجموع النقدي التراكمي، أو في (النظر النقدي). هكذا يغدو موت النظرية النقدية محطة من محطات طويلة تتوجها حياة الكل النقدي. ومن ثمّ فالعنوان، هنا، قُصد منه دعوة القارئ للتفكير والتأمل في إشكالية النظرية النقدية وتحوّلاتها؛ الإشكالية بمعنى السؤال عن مصير النظرية، وهو سؤال لا ينتظر جواباً شافياً، فهو موضوع جدليٌّ أزليٌّ، يدعو القارئ للتأمل والحوار في هذه الإشكالية قبل الإسراع إلى رفضها؛ فالنظرية في الوقت الذي تغيب فيه متصوّراتها تصبح جزءاً من الموسوعة النقدية العامة، وبخاصة الموسوعة الإجرائية.تفكير في التجربة الجمالية
نحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى التفكير في الفنّ عامّة وتخصيصا في التجربة التشكيليّة العربيّة وما جاورها من أنواع إبداعيّة، من خلال استنطاق الأسئلة التي رافقت أعمال الفنّانين العرب الذين واجهوا منذ أكثر من قرن موضوع شرعيّة هذه الفنون وإمكانيّة إباحتها من عدمه في مجتمع عاش وما يزال تحديات الحداثة على مختلف الأصعدة. وبدت اللّوحة المسنديّة، أكثر من غيرها من ضروب التشكيل الفنّي على محكّ الذّهنيّة الفقهيّة، وبين مطرقة التأصيل وسندان البحث عن تجربة جماليّة تخصّ العرب دونَ غيرهم، وإن كانت تتقاطع مع الإنتاج التشكيلي العالمي.ضد الإسلاموفوبيا
من الأكيد أنَّ الإسلاموفوبيا ليس ظاهرة جديدة، بل له جذور عميقة ومتنوعة متأصلة في قرون ماضي الاستعمار الأوروبي الطويل (ويشكل هذا الماضي أحد أسرار قوة الإسلاموفوبيا الممتدة حاليًّا). لكن لا شك أن العقدين الأخيرين قد شهدا قفزة كمية ونوعية لهذا الأخير، لذا أصبح شكلاً عنصريًّا أكثر حدة وانتشارًا في عصرنا، ورأس حربة عنصرية الدولة، والتعبير الأكثر حدة للعنصرية المؤسساتية للعصر الليبرالي الجديد. فقد أصبح الإسلاموفوبيا اليوم مكوّنًا هيكليًّا للمجتمعات الغربية، والجانب التأسيسي لأنشطة المؤسسات الاجتماعية المختلفة، مثل هياكل الدولة ووسائل الإعلام والأحزاب والعنصر العضوي لنظام اللامساواة.لا ريح تقلني، لا أرض تحملني
من الكتاب: جئتُ للوجود؛ حملَتِ الريحُ قلبي على صهوةِ أحلامي صوبَ البراري والجبال. ويوم أفارقُ الوجود لن تنسانيَ الريح وفي كل ربيع سأعود ساقَ زنبقةٍ وخيطَ عشب في كل صباح أحتسي الندى وأنصبُ صدري.. للريح.لعل الكنوز الوطنية تتكلم - الموسم الثاني
إن قناة سجل الدوائر التلفزيونية المغلقة في المحطة المركزية للإذاعة والتلفزيون، إنها المنصة الوثائقية الاحترافية الوحيدة على المستوى الوطني في الصين. في السنوات الأخيرة، قدمت قناة التسجيلات بهدف تفسير ونشر الحضارة الصينية سلسلة من الأفلام الوثائقية عالية الجودة التي تظهر الحضارة الصينية «بالتعبير عن الابتكار المبتكر، وسائل تكامل الإعلام، وصورة المستوى الأعلى الدولية». إن الآثار الثقافية لوجود الصين هي واحدة من أفضل الآثار في العالم. على الرغم من أن الآثار الثقافية صامتة ، فإنها تحتوي على ثروة من المعلومات. فكيف نجد أنسب أشكال الآثار الثقافية وخصائص التواصل الحالي من وجهة نظر الفن التلفزيوني والعرض المرئي وتنظيم المعلومات وإعادة الإرسال، إنها مشكلة نفكر فيها بحيث «تتكلم الآثار الثقافية». «إذا كانت الكنوز الوطنية تتكلم» هو ممارسة مهمة واستكشاف في هذا المجال.لعل الكنوز الوطنية تتكلم - الموسم الأول
«لعل الكنوز الوطنية تتكلم» مسلسلات وثائقية آثارية متحفية موضع إقبال شديد. ها دار النشر عبر القارات الخمس تهيئ وتقدم مسلسلات كتب تحت نفس العنوان. أرى أهمية قصوى في التوفيق ما بين روائع الثقافة التقليدية ومستجدات المجتمع المعاصر فيطيب لي التنويه بنقاط بسيطة. الثقافة روحانيات الأمة. الأمة الصينية خلاقة ثقافيا وحضاريا عبر تاريخها الممتد لآلاف السنين وإنما ذلك ينعكس جليا في هذه الكنوز الوطنية المحنكة باختبارات العصور والدهور. هذه التراثيات القديمة والجديدة معا تعيننا على معرفة الماضي الحاضر والمستقبل وتدعمنا في تعزيز الثوابت الثقافية الصينية وتمرير الألباب الثقافية الصينية وتوضيح الجماليات الثقافية الصينية وتربية قواسم صينية مشتركة في العواطف والقيم والمثل والأخلاق.لأنني أخشى الذاكرة
من الكتاب: زرعتُ يمامةً في قلبي فأسقطَها الخِداع زفَرَت الكثير من التنهدات كَي لا يضلّ الحزنُ طريقه إليّ جَمَّعت طينَ العالمِ في سقفٍ فانهارَ ثقبتُ سفينَتي كي أعرفَ يابسَ الحياة غرقتُ في فلسفةِ النفسِ لأعرفَ عِلّة الأرواح أقفلتُ الستائرَ الرماديَّةَ وفجعتُ من الأشباحِ رويتُ تربةَ السجادِ علّها تزيلُ ضبابَ الشكوى وتطبعُ شامةً أُخرى على وجهي علّي أستنيرُ وأزرعُ اليمامَ مرّةً أخرىبماذا يفكر العالم
"....... في كتابه الشهير "غرف الصدى" يحذّر كاس سانستاين من أن المجتمعات الصحيّة لا تعتمد حصرًا على حريّة التعبير كي تبقى وتزدهر، بل هي عنده بحاجة ربّما أكثر إلى الخروج من صناديق المجموعات المنغلق كلٌّ منها على ذاته (أسماها المجتمعات المسوّرة)، والانخراط في خبرات جماعيّة مزعجة أحيانًا عن القضايا والأشخاص والأفكار التي يتداولها الآخرون. في عالمنا العربيّ، فإن مسألة التجرؤ على الخروج من وراء الأسوار وتقبل وجود الآخرين ناهيك عن تقبّل أفكارهم المختلفة عن العالم ما زالت حلمًا عصيًّا بعيد المنال، حيث تكاد الأغلبيّة الساحقة تعيش - وترتاح للعيش - في مجموعات لغويّة وقوميّة ودينيّة وعرقيّة وثقافيّة منفصلة ومنعزلة كرّستها حدود رسمها المستعمرون قبل أكثر من قرن كامل، فصارت هويّات فائضة مختلقة فوق كل رصيدنا المتراكم من هويّات التشظي الأخرى.... " - من مقدمة المؤلفة ".... وطبعاً، هذا الفهم مستحيل من دون صناع المعرفة، الذين علينا، في هذا العالم الذي يزداد تسطيحاً يوماً بعد يوم، أن نعثر عليهم وسط أكوام هائلة من الغبار والتراب. وهي مهمة صعبة، نعتقد أن ندى حطيط استطاعت تحقيقها في كتابها هذا إلى حد كبير. فقد التقطت تلك النصوص التي تدفع الناس نحو الفعل "خارج المألوف والمدجَّن والرمادي"، وهي نصوص خلافية وجدالية بالضرورة. إنها نصوص تدفع بالعجلة إلى أمام، ولو أن تأثيرها الحاسم قد لا يبين إلا بعد سنوات طوال، مع تفاوت القيمة الفنية والجمالية بين هذا العمل وذاك. ويسلط الكتاب أيضاً الضوء على أعمال تُلقي حجراً في البرك الساكنة، "وتستفز القارىء، وقد ترغمه على التورط في تجارب سحرية على سفن من كلمات"، أو تعرفه على جوانب فكرية لم تنل الاهتمام الكافي وقتها، بسبب تقلبات العصر وغليانه... ". - من تقديم الأستاذ فاضل السلطاني ندى حطيط كاتبة وإعلاميّة وصانعة أفلام وثائقيّة، لبنانيّة/بريطانيّة الجنسيّة، تخرجت في 2017 بدرجة الماجستير مع مرتبة الشرف في صناعة الأفلام الوثائقيّة من جامعة كينغستون - لندن، وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في الإخراج المسرحيّ من معهد الفنون الجميلة - بيروت، تكتب مقالات دوريّة في السياسة والظواهر الثقافية والإعلام لصحيفتي "الشرق الأوسط" و"القدس العربي" اللّندنيتين، وهي شاعرة لها ديوان منشور (لا مدينة تلبسني، دار الفارابي 2017 بيروت).سير الشعراء: من بحث المعنى إلى ابتكار الهوية
إنّ السير الذاتية التي كتبها بعض الشعراء وجنَّسوا محكيّاتهم تحتها، وهي قليلة بالقياس إلى عشرات السير الأخرى التي ألّفها مؤلفون من زوايا ومشارب وأفهام أخرى مختلفة، تُعبّر عن روح جديدة في كتابتها، وعن كيفيّاتٍ مخصوصة في بنائها وتخييلها، ويتجلى فيها الشِّعر بأناه الغنائي والمجازي حاضِرًا فيها بكثافته ليس على مستوى الكون الاستعاري والتخييلي لهذه السير، بل كذلك على مستوى تشييدها فنّيًا. لقد أثارت مثل هذه السير، مُجدَّدًا، مسألة الشعر المقيم في قلب الظاهرة السردية، والعكس صحيح؛ عندما يتعلق الأمر بالسيرذاتي وشكل استضافته داخل الفضاء الشعري.على محض أجنحة
من الكتاب: الحاضرُ هذا أم الماضي الذي يفيضُ من مرآتِنا فضةً تنسابُ مِنْ شُقوقِ القِمَمِ المنْحَدِرَةِ لتلامسَ النهرَ الذي يَشْحَذُ الشغافَ..مشرّدون
كان يجب أن تموت تلك القطة لكي تستيقظ الحيوانات من سباتها الطويل... أو ليستيقظ البشر من ليل العنصرية والقسوة. لكن هذا لم يحدث. وحدهم المشرّدون كانوا على خط التماس في المعركة المنتظرة بين الحيوانات والبشر. سيان وأُولِيس وماما سوار... يراقبون التحول الخطير المنتظر. لكل منهم حكايته الغريبة التي تتكشف فصولها تباعاً في قصة لا بطل لها. أما الفصائل الأخرى من الحيوانات كالكلاب والقطط والسناجب، فقد غضبت وأعلنت الحرب ضد البشر...ثق بنفسك وانطلق
هل تساءلت يوماً كيف يمكن لبعض الناس أن يكونوا واثقين جداً بأنفسهم وهادئين ومرتاحين في جميع المواقف؟ قد يبدو الأمر كأنّ البعض وُلدوا مع شعور بالكفاءة والأمان، لكن هارييت جريفي تبيّن أن تلك مهارات يمكن لأيّ شخص اكتسابها. فالثقة عامل مساعد في جوانب مختلفة من الحياة: إجراء مقابلة، الحصول على وظيفة، تقديم العروض أمام جمهور، حضور الحفلات والمواعدة. اكتشف ما تجيده وأسّس عليه. أسكت صوت انتقادك الداخلي. خطوات صغيرة تقودك نحو تغيير كبير لتجد نفسك أكثر ثقة. كتاب مليء بالنصائح والأفكار والإلهام، ويقدّم إليك المهارات والوسائل التي تساعدك على بناء ثقتك منذ اليوم الأوّل.كاكاو
يضطرّ سيرغيبانو إلى ترك أرضه بعد وفاة والده والتحوّل إلى عامل في مزرعة كاكاو. يُفاجأ هناك بالعبودية التي يخضع لها عمّال المزارع. فسحة من الراحة يجدها سيرغيبانو حين تتخذه ماريّا، ابنة المالك، عبداً خاصّاً لها. لكن ذلك لا يمنع عنه مصير رفاقه من الجوع والفقر في مجتمع تضطر فيه النساء إلى بيع أجسادهن بغية العيش. ولا يمنع عنه أيضاً شعوره بواجب الدفاع عن المزارعين وتحصيل حقوقهم. رواية توثق حياة مزارعي الكاكاو في البرازيل خلال ثلاثينيات القرن الماضي، فتكشف عن الفقر والعبودية والعنف الاجتماعي الذي ولّدته ديكتاتورية الإقطاع.أوسْمانْتوس
لَا تَتَوقَّفْ عن ابْتِكَار اللّعب ضِدّ الموت، وَلَا تَهجرِ الطّفولةَ الّتي فيك. هكذا تفكّر وتكتب وتعمل كما لو أنّ الرِّيحَ الماحِيةَ هِيَ الّتي تمنحكَ الاسمَ الّذي لا يُمْحَى. إلى اللّقاء، كونفوشيوس، إلى اللّقاء، أَيّها السيّد، الجبل الأصفر، إلى اللّقاء، أَيّتها السّيدة، يا شجَرة الأُوسمانتوس.اللغة التي يتحدث بها جسدك
سيعلمك هذا الكتاب الجميل كيفية استخدام كل شيء بداخلك، من عقلك وحدسك إلى حواسك وعناصر تكوينك، وأخيراً تحريك يديك للتواصل وتحويل طاقاتك الخاصة . التقيت إلين ميريديث في العام ٢٠٠٧ في أحد الدروس التي كنت ألقيها حول طب الطاقة . لقد كانت طبيبة متخصصة بالطاقة لعدة سنوات، لكن بما أنّها أستاذة عظيمة تتوفّرُ على عقل منفتح، فقد اعتمدت أن تكون مبتدئة مرة أخرى، مما يسمح للتدريب بتوسيع تجربتها في الحياة والتعليم .موج شاحب
من الكتاب: لربّما الوجودُ توحّدَ مع مَنفاك، وسِرْتَ نحو تجاعيدِ حلمٍ أدمنَه التشرّدُ على الأرصفة المقابلةِ للوهم الهاربةِ من شاعرية قنّاص. فكم أنتَ حرٌّ في رسم زنزانتك! كم أنتَ حرٌّ في عبورك لعقاربَ مُهترئةٍ! كم أنتَ حرٌّ في وجودك!جحيم حي
من الكتاب: محرومٌ من القصور ملدوغٌ أنا... من كلّ الجحورِ والعصورِ أرسمُ بدماء الطيورِ حدودَ اللغاتِ... من الجدائل خرائطَ النكباتِ... أنا الكرديُّ أُكَافَأُ دائماً بالقبور.غرباء
من الكتاب: ولقد ساعدت معرفتي باستقامة الطريق على تسهيل مهمتي، إلا أن المفاجأة القاسية تمثلت في احتجاب الرؤية كلياً. فأخذت أقود ببطء آملاً أن تتجنب السيارات حافتلنا التي تقل غرباء كما هو الحال دائماً.. أما هؤلاء الركاب، فقد سلموا أمرهم لي كما يبدو وانصرفوا يتبادلون فيما بينهم أحاديث صاخبة مفعمة بالرضا والفضول والمرح. ولم يخطر ببال أحد منهم التقدّم لمساعدتي. ربما لاعتقادهم أن الحافلات عندنا هي على هذه الشاكلة أو لثقتهم في براعة قيادتي. لكن قلقي سرعان ما أخذ ينمو ويتفاقم، وخاصة حين بدا لي أن العجلات الضخمة للحافلة أخذت تطحن أجساماً ما في طريقها.كحقل مليء بالفراشات
من الرواية: ابكِي يا صغيرتي! ابكِي زمنك المتراكم الذي ورثته عني! ابكِي الحقيقة التي سوف أحكيها لك! ابكِي أمك وخالك وأخاك وأباك! وعندما تخلصين من البكاء تعالي معي، وتعالي إلي! فأنا بحاجة إليك. لم يبق لي غير قرية بعيدة وبيت وتاريخ مشوه! أنا بحاجة إلى وضوحك قبل أن أذهب فارغًا من ذاكرتي ومني!من روائع الأدب الصيني
لماذا اختيار هذه النصوص الصينية والمغامرة بترجمتها عن طريق لغة وسيطة قد تفقد النصوص مذاقها وخصوصياتها المميزة؟ سؤال مشروع قد يتبادر إلى ذهن القراء. لذلك وددت أن أشير إلى الدوافع التي جعلتني أقدم على ترجمة هذه النصوص الصينية مباشرة بعد قراءتها. ما شدني إليها في بادئ الأمر، ودفعني إلى ترجمتها هو مفاجأتي بالصورة التي رسمتها تلك النصوص للمرأة الصينية. لقد كانت تلك الصورة صادمة ومغايرة لما كان سائدا بخصوص وضعية المرأة في الصين الاشتراكية، حيث كانت هذه المرأة تشكل بالنسبة لجيلي السبعيني، "النموذج" الذي نطمح أن نكون عليه - نحن نساء اليسار المغربي- لما يمثله من تحرر فكري وإسهام بنّاء في تطوير المجتمع بعيدا عن النظرة الدونية للمرأة ولقدراتها الفكرية والإبداعية الخلاقة. فكان هدفي من هذه الترجمة، هو إشراك القراء في"سقوط هذا الوهم".طروس
من الكتاب: فُتِقَ السمعُ رُتِقَ البصرُ، انشقَّ بعضي عن بعضي. بي تمازجت الأسماءُ أسلمتْني لِمُستدَقِّ الصفات. لألوانها تلاعُب اللهب بعمائقي. استنْظَمَتْ بكثرتي الواحدة.عشاق من زمن غابر
من الرواية: نظرت في أعماق عينيه، آلمها أنه ما يزال يعتبرها غريبة عنه بشكل ما، وهي التي صارت تعتبر نفسها جزءاً من نسيج بلاده، وتساءلت في نفسها: "ألم تكن كلّ السنوات الماضية كافية لتعرفني كما أنا؟ لتعرف كيف أفكر وماذا أريد؟ لماذا ترفض أن أكون جزءاً من هؤلاء الناس الذين احتضنوني منذ لحظات وصولي وما زالوا يفعلون"؟ قالت بلطفها ذاته لتفهمه أنها لن تغادر: - لو كان الأمر معكوساً أكنت لتتركني وتهرب؟ سنبقى هنا ولن نغادر. لم تنتظر إجابة على سؤالها، لكنها أرادته أنْ يتفهم موقفها، بأنّها تعتبر نفسها جزءاً من كل هذا الذي يجري، قال بكل خوفه عليها وقد عيل صبره: - لماذا لا تريدين أن تفهمي أنها الحرب؟ قالت حاسمة الأمر: - أعرف أنها الحرب، وأعرف أننا إمّا أن نعيش معاً أو نموت معاً.من ذاكرة الصور
من الرواية: كلّنا نهرب! نحن نعيش حالة هروب مستمر.. بعضنا يهرب من الحرب والموت، وبعضنا يهرب من الآخرين وجحيمهم، وبعضنا يحاول الهروب من ماضيه رغم استحالة هذا النوع من الهرب، وبعضنا يهرب من شخص أو أشخاص معيّنين، وبعضنا يهرب من نفسه ليجدها مرافقة له أينما يحلّ! أنا شخصياً حاولت الهروب من كلّ ما ذكرته لكِ أعلاه... لأجدني رغم هروبي المدروس والممتد عبر سنوات عمري الطويل والمشارف على شيخوخة قاسية ستنتهي حتماً بموتي القريب، لم أبرح حدود نفسي مطلقاً.القبيلة والدولة في شرق الأردن
سعت الدراسة للإجابة عن عدد من الأسئلة، مثل: كيف تمكنت السلطة من استيعاب القبيلة؟ وهل كان هذا الاستيعاب أو الاحتواء تصادمياً أم اندماجياً؟ وكيف استطاع الأمير عبدالله المدعوم من بريطانيا أن يبلور مشروعه في تأسيس سلطة مركزية وتوظيف التناقضات التي يمليها قيام دولة في مجتمع قبلي؟ فمن سمات النظم السلطوية التقليدية أنها تحول عدداً من الزعامات التقليدية العشائرية من الحكم عن طريق القبول العرفي، إلى الحكم عن طريق جهاز دولة منفصل، وذلك دون التخلي عن الشرعية التقليدية لهذه الزعامات.كتاب الغين
يأتي "كتاب الغين" للكاتبة تغريد أبو شاور ليشكل إضافة للكتابة الشذرية العربية التي اتخذت من رمزية الحيوان أفقًا لتشكيل رؤية المبدع وتصوره وتصويره لحقيقة الإنسان ومكنوناته الوجدانية، وتصوير علاقته بالحياة والوجود والآخر. (...) ونقل خلاصة نظرتها إلى الذات والآخر من حولها، وإلى الحياة والعالم. وقد جاءت هذه الشذرات زاخرة بروح التأمل، وبعد النظر، وثقل الحكمة. وهي بذلك تضرب عميقًا في صلب الكتابة الشذرية التي جعلت من التأمل، والحكمة، والتكثيف عناصر جوهرية في صياغة مقوماتها وتحديد خصوصياتها. وقد ساقت الكاتبة رؤاها من خلال تأمل عالم الحيوان واستخلاص ومضات من عوالمه، أو عن طريق تدبرها في أحوال النفس الإنسانية، وأوضاع الناس الاجتماعية لتقتنص شذرات لا تخلو من قدرة على الإمتاع، والإفادة، والإثارة: إثارة أحاسيس المتلقي وزند مشاعره وتحفيز فكره على تأمل ما يجري من حوله، ومعرفة كنه ذاته.الصبي الذي مات ثم عاد إلى الحياة
متُّ أوّلَ مرّة وأنا في الثّالثة من عمري، وكانَ موتي نبوءةً صادقة، ولِدت معَ عمّة أمّي، مغنّية الأوبرا، التي رأت موتي يلوحُ في أوراق الشّاي قبل أشهرٍ قليلة من حدوثهِ . إلّا أنّها لم تقل شيئا عن الأمر إلا بعد مضيِّ فترة طويلة، ولكنَّ موهبتها تلكَ، لم تخبرها بأمرٍ مهمٍّ : أن أُبعثَ من الموت إلى الحياة من جديد . حينَ بلغتُ التّاسعة، متُّ مرّة أخرى . في هذه المرّة، انسلّت روحي من جسدي ومضت عبر نافذة أحد مشافي ملبورن، حيثُ كانَ جسدي مسجّى في غرفة العمليّات . اعتقدتُ حينها أنّني سأمرحُ قليلًا في مدينة الملاهي الشّاطئيّة، فانتهى بي الأمر بقضاء حياة كاملة في عالمٍ آخر . فلم تكن العودة بكل هذه الذكريات إلى جسد طفلٍ صغيرٍ بالأمر الهيّنِ .السيميائيات والمنطقيات- قوانين الدلائل ومنطق الأشياء
إذا كانت بيئة السؤال العلمي توجه هذا السؤال نحو كفايته المعقولة بحصر مجال طرحه إذ ترى أنه ليس من الضروري "أن يسأل كل واحد من العلماء عن كل شيء؛ ولا أيضا ينبغي أن يجيب عن كل ما يسأل في كل واحد به؛ ولكن إنما يجب أن يجيب عن أشياء محدودة منحازة في علمه" (أرسطو)، فإن العناصر التي ظهرت لنا أنها تستحق المعالجة والدراسة، وتدعو إلى طرح الأسئلة واستحضار الأجوبة الملائمة لها هي العناصر التي تكيف مادتها وصورتها الصناعة السيميائية السابقة وتجسدها خطة مبحثنا بطريقة موافقة لشروط قيود منجزها العلمي. وبالنظر إلى آلية هذه الصناعة فإن المنطق، الذي تسمى به الصناعة السيميائية، هو المذهب شبه الضروري أو الصوري للدلائل. ورسمه على هذا الوجه معناه بناء ملاحظات الإنسان على طبائع الدلائل التي يعلمها، واعتماد سيرورة تجريدية توصله إلى تأليف قضايا وأقوال تحتمل الصدق والكذب، والصحة والخطأ؛ وبالتالي تحديد ما يتوجب أن تكون عليه طبائع الدلائل التي يستعملها ذكاء علمي مشبع بالقدرة الكافية على التعلم بوساطة التجربة ومقتنع بأن التعرض للخطأ فرض عين أكثر من العصمة منه.حانة الخنفساء
عن الرواية: رواية سريعة النفس، كل صفحة من صفحاتها عالماً قائماً بذاته ولذاته، تستعير من الصفحة السابقة ما يشابهها وتفرض على الصفحة التي تليها ما يغايرها، لتمثل نموذجاً متألقاً لرواية عربية تستلهم أجواء السرد الأمريكي اللاتيني بكل سماته العضوية من شخصيات وأحداث وحبكة، تتوافر فيها كم هائل من التفاصيل الصغيرة التي تتراصف لتشكل الصورة الكلية لقرية نائية في جبال الأنديز بسكانها الأصليين وثقافتها الفريدة وعالمها الغريب. يتخذ الكاتب حانة يجتمع فيها غرباء القرية مسرحاً لروايته، بسردٍ استشرافي لصراعهم مع العالم، معيداً تشكيل المشهد كما يشاء وبكل حرفية ووعي.بمشيئة الملاح
اختارَ المناضل محمد كناعنة (أبو أسعد) أن يمتلكَ مشيئةَ الملّاحِ، ويعتلي الأزرقَ، ويفتحَ نافذةً على العالمِ، ويطلَّ على الأشياءِ الهامشيّةِ، والتّفاصيلِ الّتي لا يراها الآخرون، إنّها تفاصيلُ القصائدِ الّتي تجعلُنا ننظرُ بطريقةٍ أخرى، ونتعلّمُ أن تكونَ لنا زاويةٌ خاصّةٌ للنّظرِ، وفي هذا الدّيوانِ يشبهُ الرّائي الّذي يستشرفُ الأشياءَ، ويطلُّ على تفاصيلَ قادمةٍ، من خلالِ رؤيتِه للحاضرِ، واستشرافِه للمستقبلِ، فيُطلق شرطُ الحرّيّةِ، وفي نداءِ الوحدةِ لعشّاقِ الحرّيّةِ، فيا كلَّ القدّيسين، ويا كلَّ عُشاقِ العالمِ... اتَّحدوا. تلقي الكلماتُ التّحيّةَ على الأشياءِ العزيزةِ، وتُقيمُ معها، ثمّ تنفصلُ، كأنّها رحلةٌ مباغتةٌ مع اللّغةِ والعالمِ. فها هو الشّاعرُ يصفُ الأشياءَ، كأنّهُ يتسلّلُ إلى داخِلِها، يستمعُ إلى حديثِها المستمرِّ مع الحياةِ. محمد كناعنة (أبو أسعد) إنسانٌ جميل، سهلٌ ممتنع، يخطُّ صورتَهُ الحقيقيّةَ بالتّصميمِ، والإخلاصِ، والتّفاؤلِ، والبساطة والثّقةِ بالنصر. صبرًا.. صبرًا أيّتُها المدينةُ. فالنّجومُ لا تَقبَلُ الهزيمةَ مروان عبد العالوعدي لأليخاندرو
من الرواية: نظرت في أعماق عينيه، آلمها أنه ما يزال يعتبرها غريبة عنه بشكل ما، وهي التي صارت تعتبر نفسها جزءاً من نسيج بلاده، وتساءلت في نفسها: "ألم تكن كلّ السنوات الماضية كافية لتعرفني كما أنا؟ لتعرف كيف أفكر وماذا أريد؟ لماذا ترفض أن أكون جزءاً من هؤلاء الناس الذين احتضنوني منذ لحظات وصولي وما زالوا يفعلون"؟ قالت بلطفها ذاته لتفهمه أنها لن تغادر: - لو كان الأمر معكوساً أكنت لتتركني وتهرب؟ سنبقى هنا ولن نغادر. لم تنتظر إجابة على سؤالها، لكنها أرادته أنْ يتفهم موقفها، بأنّها تعتبر نفسها جزءاً من كل هذا الذي يجري، قال بكل خوفه عليها وقد عيل صبره: - لماذا لا تريدين أن تفهمي أنها الحرب؟ قالت حاسمة الأمر: - أعرف أنها الحرب، وأعرف أننا إمّا أن نعيش معاً أو نموت معاً.حبيبتي السلحفاة
المرأة هي الحبّ وجوهر الفنّ وسرّ الحلم.هي الجمال والمرآة، الجوهرة النادرة، التطريز والوشم، وشموخ الاعمدة في كل العصور. في جوّانيتي امرأة خازنة، طافحة، معلّمة، أبحث في صورها وملامحها وصفاتها عن ذاتي التي شكّلتْها عبر المراحل العمرية المتتابعة منذ ما قبل المدرسة والمراهقة حتى عمر النضج. المرأة التي شيّدَت بنياني النفسي..في جوانيّتي مخزون الحبّ العارم للمرأة. مفتون أنا بأبجدية الحشد العظيم من النساء وعوالمهنّ الفسيحة، تجلِّيات صورهن في الواقع والحلم. حملتني وحملتها في رحلة العودة إلى فلسطين، ورقصت السلاحف رقصتها في العرس الأبدي. إنها رواية المرأة بامتياز.منعطفات حادة
ليس من السهل أن تفلت من سحر عوالمه ما أن تبدأ بمراودة الصفحات الأولى لهذه الرواية، وكلما حاولت طيَّ الصفحات، تفتحت في ذهنك أسئلة جديدة، وتفتقت عوالمُ من دهشة قد لا تفهم إلى أين تقودك، وضحكات تختلط بغصة غريبة، قد تكتشف أنها كانت دائما هناك، معلَّقةً في زاوية من زوايا جبنك اللاإرادي، تبتسم وأنت تلقي بآخر الأسئلة، كيف لهذا السارد، الطفل، المراهق، الذكي، الغبي، القادر، المتلعثم، الوقح، الخجول، أن يعري ما صمتَّ عنه دائما؟ وأن يقول ما لم تقله حتى لمراياك؟ هل سيوغل أكثر في الكشف عما استتر؟ أم تراه سيلوذ بجبن يشبهك، ويختبئ خلف مداورة الكلام ومراوغة المعنى؟ ضحك يشبه البكاء، وبكاء غارق في الضحك، وذكاء سردي نادر يتقنه براء شلش بخبث العارف، المتمكن. ورواية مختلفة، تتعرى من كل منطقية الذهن الاجتماعي الاعتيادي أو المتوقع، لتخلق واقعها الذي قد يبدو جنونيا، وقحاً، ساخراً ومؤلما في الوقت نفسه. جهاد أبو حشيشرقصة الجنازير
من الرواية: مع عبارة (دانييلا) انسحب كيانه كلُّه من رحلته الداخلية، وعاد بسرعة البرق عبر الزمان والمكان.. من خضرة غرب كردفان الوريفة قبل أربع سنوات عبر آلاف الأميال ليستقر داخله من جديد، في المنضدة الطرفية داخل مقهى البجعة الذهبية، في نيويورك الولايات المتحدة الأمريكية في زمننا الحاضر.. ولوهلة لا تعدو نبضة قلب حدّق في وجه دانييلا وقد خامره شعور شديد بالدهشة والتعجب.. أين أنا؟! وماذا أفعل هنا ؟! ومَن تلك الحسناء التي تجلس معي؟.. شعور غامر بأن كل ما حوله جديد عليه ولم يره في حياته من قبل، أفاق منه بعد ثانية واحدة.. هو طبيب ويفهم ماذا تعني ظاهرة الـ(جامي فو) وهي لفظة فرنسية تعني (لم يشاهد من قبل) عكس الـ(ديجافو) أي (شوهد من قبل)..حين يتأخر الدم في الوصول للمخ تحدث هذه الظاهرة، وقد تكلم عنها محمد سيد كثيرًا لأنه يعشق قراءة كتب علم النفس وهو الآن قد ترك كسله ويشق طريقه ليتخصص في ذلك المجال.. جامي فو.. ثلاث سنوات من عمري ما هي إلا عبارة عن (جامي فو) طويلة.. كان من المفترض أن أكون الآن في المستشفى في بحري وقد فرغت لتوي من مساعدة مستر (إبراهيم نمر) أخصائي الجراحة هناك في استئصال طحال طفل مصاب بـ(أنيميا البحر المتوسط)، وبعدها كنت سألتقي بأماني في كلية الطب، لنتغدى سويا وأسألها عن رأي أخيها في طلبي لكي آتي لزيارتهم في البيت يوم الجمعة لأتعرف عليه وأطلب منه يدها.. كنت سعيدًا مثل طفل في صباح العيد وأنا أعبر ممر المستشفى حين أوقفني عند الباب ذلك الشاب الأنيق، وأبرز لي بطاقته وطلب مني أن أرافقه بهدوء.ر
هذا الكتاب هو محاولتي الوحيدة والأخيرة للنجاة. سعيدخبز الغجر
ربما ...بعيداً عن أي مسميات هل تذكرون أني أخبرتكم عن نظرية الاقتصاد السلوكي قبلاً؟ همهمة فهمت منها التجاوب بعفوية: إنه يعتمد بشكل رئيسي على الثقافات وتفاصيلها وتركيبها وتنوعها وميول مجتمعاتها. أمر قد يبدو غريباً ولكنها الحقيقة لدراسة الاقتصاد ومنذ عقود وجد أنه يتوجب علينا دراسة المجتمعات وثقافاتها وليس هذا فحسب بل علينا أن نعي ما هو علم نفس المجتمعات. رجل ستيني يجلس في المقدمة، قال لي لماذا يهيمن الآخرون على فكرنا ومسار مجتعاتنا؟! ابتسم رجل آخر في الثلاثين من عمره يجلس قرب نافذة وقال: الحقيقة أننا من يجب أن يتحكم في ذلك وبكامل إراداتنا نصنع طريقنا الذي يوائم طموحاتنا ونوقف مسألة التسيير في حدها .... ربما التعريف الحقيقي للاقتصاد السلوكي كما جاء على لسان صاحب النظرية: أن يكون كل منا له الجي بي اس الخاص به، أي كل له نظام تحديد المواقع الخاص به يسيره في مسلكه في إدارة الاقتصاد. قالت هذه الجملة فتاة في العشرينات من عمرها..نساء الدانتيل
يسري الغول في نساء الدانتيل يقتحم التابوهات بجرأة، ويخوض في زوايا إشكالية مسكوت عنها من خلال قصص صادمة متشابكة، بفضاءات فنية لا يتوقعها القارئ. وما بين الروح ورغبة الجسد؛ يتوقف ذلك القارئ متأملاً العوالم المدهشة التي نسجت من خلال أحداث وشخوص يحترس كثير من الكتاب الاقتراب منها. الروائي عبد الله تايه الأمين العام المساعد لاتحاد الكتاب الفلسطينيين مجموعة ممتعة مملوءة بآمال كثيرة، تصير فيها (غزة) غير تلك التي ترد في نشرات الأخبار، إنها تنقلنا إلى دواخل الناس هناك، اليتامى والأرامل والشبان الذين تركوا وراءهم عوائلَ وذهبوا إلى المقابر، حيوات نابضة ومشبعة بأحلامها وتشتتها وبحثها عن فسحة أمل، قد تأتي بمزيد من الأحداث والأحزان. نساء الدانتيل إطلالة على الذات الإنسانية، في انكسارها أو فرحها. حميد الربيعي روائي وقاص عراقي كأن شبحًا مترصّدًا في قصص نساء الدانتيل، تكوّنه الأحلام الشبقة الهازئة، يتنقل بين الحياة والموت ليمزج بين الدعابات الدموية كتخريب مضاد، مُتسلّلًا عبر خرافات القهر نحو التلصّص على هواجس النجاة بوصفها جزءًا من لعبة الإبادة الاستباقية الشاملة حيث يتناثر الوجود كظلال قاتمة، تتبادل رقصاتها العمياء في مخيلة السارد/ الشبح لتُشكّل احتفاله الخاص والمتنقّل بالجحيم. ممدوح رزق روائي وقاص مصرينمش على مائي الثجاج
هذه الأضمومة الشعرية تزخر هذه الأضمومة الشعرية بنفَس شعري عميق، يجمع بين المشاعر الذّاتية الحميمية الجارحة أو المفرحة وبين الأحاسيس الإنسانية الغيرية والقومية الحادة والمؤلمة، ويباشر موضوعات شتّى من الحبّ إلى الظواهر الاجتماعية كالفقر وغصّة فلسطين السليبة والتأملات الفلسفية في الكينونة والكوجيطو والأثلام الصوفية والموت... بلغة بلاغية صافية لا تجهد البحث عن غريب الكلم، إنما تحوّل الكلام العادي إلى غلالة شعرية ورؤى جمالية فنية، فجّرت في الشاعر ينابيع شاعريته الفيّاضة في جماع قصائده ودفعته إلى تكثيفها بحذق وشفافية حصيفة في القصيدة الأخيرة المانحة للأضمومة ظلال عنوانها الجميل "نمش على مائي الثجّاج". وبدا الشاعر مصطفى غلمان كأنه "يمشي على ملح أجاج" في حقول الشعر المليئة بالحب والإيثار. إدريس كثير ناقد وفيلسوف مغربيمثنى مثنى
شاهدت ما شاهده الناس. وأثناء مشاهدتي، كان شيءٌ ما يكبر في صدري كحزمة شوك، ويضغط على حنجرتي، ويدفعني للصراخ والبكاء وربما للجنون. كنت أشعر بشيء ما ينقصني، ولا أتبينه، وكنت أشعر أن هذا الشيء يبحث عني، ولا يجدني. وحينما تلاشى جسدي، واكتملتْ روحي، وسمعت الصرخةَ، وابتسمتُ، انفجر السؤال، وأنا أشاهد، وصرخت، بكل ما أوتيت من قوة. صرختُ: «أين جسدي، أيها المصور؟ أين جسدي؟».هناك في شيكاغو
من الرواية: تاریخ هذا الیوم حفظته ذاكرتي، موعدي مع محمود درویش وغسّان كنفاني، وربّما القدر، یوم تلا أیّامًا انطوت برتابة، انتظرته بصبر شدید وشوق، الریاح خیَّبت أملي، وأتت بما لم یكن في حسباني، صوت زخّات المطر في الخارج أرهقني، وسلب حماسي من النّهوض مبكرًا بعد الیوم الشّاق الّذي قضیته في إكمال بحث خاص بدراستي البارحة، كثیرة هي الأمور الّتي تقف عائقًا أمام رغباتي...ضلالي من هداي
من الكتاب: في وسْعِكِ الرّحيلُ إِلى القمرِ حتّى يهْدَأَ البَحر سأرَى عيْنيْكِ منْفًى أبديًّا للتّائهينْ خفقَانَ الطّائِرِ يوْمَ يفْقِدُ عُشَّهُ الدّلْوَ الوحيدَ حينَ يغْرَقُ في البئْرِ بعْدَ ارْتعاشَةِ أصابعِ طفْل شعْرَكِ دوّامةَ بحر وجهي حينَ يضيعُ فلاَ أعْرِفُ ضَلاَلِي منْ هُدَايْالحداثة الشعرية: حدود الرؤيا وحدود التشكيل
حداثةُ الشعر وشعرُ الحداثة مساحةٌ ثنائيّةٌ وجدليّةٌ خصبةٌ لمقاربة علاقة الشعر بالحداثة من زوايا نظر مختلفة وإجراءات مغايرة وتحدّيات قرائية متنوّعة، فإذا كان مفهوم حداثة الشعر غير مرتهن بزمان معيّن ومكان معيّن على أساس أنّ الحداثةَ حداثات، لكلّ زمان شعريّ ومكان شعريّ حداثته، فإنّ شعر الحداثة ارتبط بالثورة الشعريّة التي شرعت بتقديم رؤيتها ورؤياها منذ خمسينيات القرن الماضي، وهي ثورة شعريّة معزّزة بالوعي والثقافة والفكر والقصديّة في ارتياد منطقة الحداثة بأقصى ما تنطوي عليه من تفجّرات وابتكارات على صعيد التشكيل والرؤيا والتقانات والأدوات والقيم والأساليب، على نحو ظلّت فيه سقوف التحديث مفتوحة على آخرها للشعراء الخلّاقين من أصحاب المتون الأصيلة، وهم يتحرّكون نحو الحفر المعمّق والثريّ في أرض الحداثة الشعريّة الملغومة بالإبداع.باطن منكب التيس
هذا النص مختلف. إنه منحى جديد في الكتابة الشعرية ينأى عن القوانين الكلاسيكية التي تحاول القصيدة العربية اليوم أن تتجاوزها أيضا. هذا نص شعري يعنى بمضامين شعرية جديدة تذكّر في التباساتها بأعمال فرانز كافكا السردية. الشعر في الأصل التباس وممكنات في التخييل وآفاق جديدة في مفهوم الإيقاع... هذا هو الذي سيجده القارئ في هذا النص الاستثنائي.مرافئ التيهان
من الكتاب: غيْر عابِئٍ بالمُرورِ البطيءِ للسَّحابِ إلى غَياهبِ السَّرابِ السَّحيقِ، أمامَ نَوافِذي المُشرَعَةِ عَلى النِّسْيانِ، كُنْتُ أعلَمُ أَنْ لا مَناصَ مِنْ تَساقُطِ الأيّامِ مِنْ يَدي هَكَذا سُدى، وأنَّ نَجْمَتي التي تقودُنِي إلَى هكذا ضياعٍ لَنْ تَجيءَ رُؤاها أَبدًالا تنس قلبك حافيا
من الكتاب: إنّها، كعادتها، شمسٌ مخيّبةٌ للآمال لكنّك ناصعٌ كعُملةِ عصرٍ جديد. تدير ظهركَ للحربِ لرفاقِك المختبئين في مقبرةٍ جماعيّة تنسى أنّ ذراعك صارت بندقيّة بتلقائيةٍ تعلّقها على كتفك اليمنى. تنكأ ليلَ امرأةٍ، تظنّ أنك تأخرتَ عنها، ترددْ قليلاً ثمّ قل لها: "تأخرتُ عن موتي فانتبهتُ لوهمي" واتركْ لها أكثرَ من ميكانيكية الصدفة وماءً يكفي لتنبتَ نخلةٌ في الذاكرة.إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ
طُرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقة مع ابنك المنفصل عنك. هل تشعر بالحبّ تجاهَ ابنك \ ابنتك أو جميع أبنائك؟ هل تُضمر لهم السعادة؟ هل بذلت قُصارى جهدك في تربيتهم وتنشئتهم جيّداً؟ إذا كنت تقرأ هذا الكتاب الآن، فإنني أراهن بأنك ستجيب بكلمة نعم جازمة لا تشوبها شائبة على الأسئلة الثلاث السابقة. منذ اللحظة الأولى التي يُبصر فيها أطفالهم نور العالم، فإنّ معظم الآباء والأمهات يحشدون طاقةً كبيرة لمنح أبنائهم ما يحتاجونه خلال مسيرة حياتهم. غالبية الآباء والأمهات المقبلين توّاً على الحياة الأسرية يتطلعون لمشاهدة أطفالهم يكبرون أمام أعينهم وهم يلقون شركائهم في الدرب، ويتخيلون أنفسهم لاحقاً ممسكين بأحفادهم بين أذرعهم ويستمتعون بما يتملّكهم من حدسٍ وهم يترقّبونَ أحفادهم وهم يواصلون الحفاظ على تقاليد الأسرة.تَحْتَ ظِلِّ الْفَضِيلَةِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على النَّبِيّ الأمين، وعلى آله وصحبه، ومن اتَّبع هداه، وبعد ... لكلِّ بدايةٍ نهايةٌ ... ولعلّ نهايتي لم يحنْ موعدها بعدُ ... ولعلّ رحلتي الفلسفية تستمر إلى أن أُوضَعَ بين الشّقّ، واللّحْد ... حينها، لا تنسوني من صالح دعائكم، فالعبد الذي يكتب لكم الآن من جنس البشر يصيب، ويخطئ، ولعلّ أخطاءه أكثر من صوابه ... فمَنْ منَّا لا يحمل في جُعْبته من الخطايا، والذنوب، ورغم خطايانا نحن البشر نؤمن بأنَّ اللهَ أكبرُ من كلِّ تلك الذّنوب، والخطايا، وأنه الغفور الرحيم الودود الكريم . قد تختلف الخطايا بمسمَّياتها، وصفاتها ... ولكنْ تظلّ الخطيئةُ خطيئةً، ومَحْوها خيرٌ من الاستمرار فيها . فالفضيلة لا تأتي إلّا بمعرفة كلّ خطيئة ... واجتناب تلك الخطيئة، وفعل ما تسمو به الروح، ويعلو به الفكر، وينبض به القلب السليم ... وإن اعتلّ يومًا بالخطيئة . فمَنْ لا يخطئ، لا يصيب ... ومَنْ يَدّعِ علم الفضيلة لا بُدّ أنه درس الخطيئة .