يعتبر مفهوم الثقافة ملازماً للعلوم الاجتماعية، وهو ضروريّ لها إلى حدٍّ ما، للتفكير حول وحدة البشرية من خلال التنوّع، بشكل يختلف عن التفكير المستند إلى البيولوجيا. ويبدو أن هذا المفهوم يقدّم أكثر الأجوبة إقناعاً على عن سؤال الفارق بين الشعوب، وذلك لأن الجواب «العِرقي» أخذ يفقد من قيمته شيئاً فشيئاً مع تطور علم الوراثة البشري. الإنسان بالأساس كائنٌ ثقافي. وعملية التحول الطويلة إلى إنسان التي بدأت قبل عشرة ملايين سنة، انطوت في جوهرها على الانتقال من التكيّف الوراثي مع البيئة الطبيعية إلى التكيّف الثقافي. وعبر مسيرة ذلك التطور الذي أدى إلى نشوء الإنسان العاقل أي الإنسان الأول، تراجعت الغرائز تراجعاً كبيراً، وحلّت الثقافة تدريجياً محلّها وهو التكيّف الذي تمكّن الإنسان من السيطرة عليه. وقد تبيّن أن هذا التكيّف أكثر فاعلية من التكيّف الوراثي لأنه أكثر مرونةً وأسهل وأسرع قابلية للانتقال. والثقافة لا تتيح للإنسان لا التكيّف مع بيئته فحسب، بل تتيح له أيضاً إمكانية تكييف هذه البيئة لحاجاته ومشروعاته، بمعنى آخر، الثقافة تجعل تغيير الطبيعة أمراً ممكناً.
دوني كوش
بعد خمسة وعشرين قرناً من الاختفاء الجسدي لأرستيبوس القوريني، ظلت الببليوغرافيا الفرنسية صامتة على نحو غير طبيعيّ عن هذا الشكل الأساسيّ من الفلسفة القديمة . لا شيء يذكر عن هذه الشخصية أو عن عقيدته، ولا شيء عن أتباعه أو المدارس التي تشير إليه . عندما يظهر اسمه، فإنه يستخدم كأنموذج للمتعة السهلة، وبقليل من البذاءة، والابتذال على نحو غامض، إنّه يبدو نوعاً من الأشخاص الغلاظ، إلى درجة أنَّ هذه النزوة أو تلك من الرقص المتنكر في زيّ امرأة يفوح منها العطر - من شأنها أن تمنع من حسبانه فيلسوفاً جديراً بهذا الاسم . ليس في وسع المتنكّر بزيّ امرأة وهو يتمايل في سحابة من الروائح أن يحتلَّ مكانة بارزة في مجمع المفكّرين الذين تعتمدهم الجامعة أو المؤسّسات التي تقلّدها ...
ميشيل أونفري
لمَّا ذهبت إلى المدرسة الثانويَّة في النمسا، في الخمسينيَّات من القرن الماضي، كان التاريخ يُدرس حصرياً بحُسبانه تاريخاً عسكرياً، ووجدت أنَّه مملٌّ تماماً، ولم أدرس سوى الحدِّ الأدنى، ما كان يكفي فقط لاجتياز اختباراتي . اهتماماتي الأكاديميَّة الرئيسة كانت الأدب واللغات الأجنبيَّة، وقبل كلِّ شيء العلوم والرياضيَّات . ثمَّ جاءت اللحظة الحاسمة عندما قرأت، كطالب شابّ في الفيزياء، كتاب الفيزياء والفلسفة لفيرنر هايزنبرغ، وهو روايته الكلاسيكيَّة للثورة المفاهيميَّة الناجمة عن الفيزياء الكموميَّة ونظريَّة النسبيَّة .
جيرمي لنت
إن تطورَ القراءةِ للعصر الجاهلي ولتاريخِ المنطقة، تقودُ إلى تحليلاتٍ جديدةٍ حول قضيةِ وجودِ العرب وجذورِهم في الجزيرة العربية وتطور لهجاتِهم وآدابهم وفنونهم، وهي قراءةٌ لا تتعدي قرنين قبل الإسلام كما قيل وهو مدى قصير لا يمثل عمر الأمم، فغاصتْ جذورُ الثقافةِ العربية الجاهلية في ظلمةِ التاريخ، مما لا يمكن معه معرفة نتاجاتهم السابقة وليس لدينا سوى عملية انحصارهم التاريخية في الجزيرة العربية وتبديهم وهو التبدي الذي حجّمَ تشكيل الأنواع الأدبية .
عبد الله خليفة
كانت المدنُ هي التي تصنعُ الرواية، لكن المدن صدأت، بعضٌ من جيل تاه عن الأرض والوطن والرواية والنضال، أدمنَّ البيعَ والشراء التي وصلت لسلع مثل الضمير والمشاعر والقضية، ويتعجب ناشرٌ من أن ينشر روائيون رواياتهم وقصصهم نازفة في صفحات الجرائد، والناشر الذي تضخمَّ من التجارة بمسودات الكُتاب وضحايا الإبداع لا يعيدُ مرتجعات ولا يحظى المؤلفون أحياناً بنسخ من أعمالهم وليس لديه دفاتر يقيدُّ فيها دماءَ ضحاياه .
عبدالله خليفة
لبخل صفة ذميمة، وهو عرض من أعراض النفس، وغريزة من عزائزها. والله عز وجل يكرهُ البخيل كما يكرهه الناس، مع أن الله غنىّ عن الناس أجمعين. وقد سجل القرآن الكريم لوحة مدح وثناء من رب الأرض والسماء لللأنصار الذين أكرموا إخوانهم المهاجرين فكانوا خير جار. وقد كان رسول الله ﷺ أجود الناس، يعطى ولا يخشى من ذى العرش إقلالا، ويسخو بكل ما يملك.
محمد علي ابوعباس
آمال بهنس الشاضلي
دكتور أيمن الإسكندرانى
عدب الجبار احمد عبد الجبار
خالد محمد السعداوي
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号