يتضمن هذا الكتاب لمؤلفه المفكر الإسلامي الكبير أحمد أمين سير لعشر من أعلام المصلحين في العصر الحديث، انتقاهم المؤلف من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، فكان منهم؛ جمال الدين الأفغاني من بلاد الأفغان، ومحمد عبده، وعلي مبارك من مصر، والسيد أمير علي والسيد أحمد خان من الهند، وغيرهم كانوا من الحجاز والشام وأقطار أخرى، وقد نشر أمين هذا الكتاب إيقاظًا للضمائر، وشحذًا للهمم، واستنهاضًا للأمم، وابتعاثًا للأمل في القلوب بعد أن أظلمها اليأس والقنوط من المستقبل؛ لذلك رأى أمين أن يكتب هذا العمل علّ الشباب بعد قراءته لسير هؤلاء المصلحين أن يحذوا حذوهم، ويسيروا على درب خطاهم، فتكون بداية نهضة وعزة لأوطان استضعفت فاستباح أهلها الكسل واعتادوا التأخر.
أحمد أمين
جمع أحمد أمين في هذا العمل بين جِدة البحث ومتعته، فلا يكاد القارئ يتصفح الكتاب حتى يجد نفسه متشوقًا ومتلهِّفًا لمعرفة المزيد؛ إذ يشرح الكتاب — بأسلوب مسلٍّ وسلسٍ — العادات والتقاليد والتعابير المصرية، فيتطرق إلى عادات أهل مصر في المأكل والمشرب والملبس، والتقاليد الاجتماعية والثقافية التي تَوَاضَعَ عليها أهل هذا البلد، كذلك التعابير العامية اللغوية التي يستخدمونها في التواصل بينهم سواء أكانت هذه التعبيرات عربية الأصل أم أجنبية عُرِّبت، وقد رُتبت محتويات الكتاب ترتيبًا أبجديًّا بشكل يساعد القارئ على الوصول لمبتغاه بسهولة ويسر.
أحمد أمين
منذ أن وجد الإنسان على ظهر البسيطة، وهو عرضة للسقم؛ لذلك كان سعي الفكر البشري حثيثًا وراء العلاج، وقد قدمت الحضارات القديمة (الصينية، والغربية، والإسلامية، والهندية) العديد من الاجتهادات الطبية والتركيبات الدوائية ليتداوى بها الناس من كل داء، إلَّا أن الدور الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات الأخرى هو فعالية الأداء الطبي كأداء مؤسسي، حيث تحول النشاط الطبي إلى نشاط مؤسسي عريق يقوم على تقديم الرعاية الصحية، ومساعدة المرضى وعلاجهم، وتقديم الطعام لهم ومتابعتهم، وتقديم الكسوة والغذاء لهم. كذلك كانت للبيمارستانات أهمية تعليمية كبيرة إلى جانب أهميتها المهنية، فكانت مكانًا لتعلم فنون الطب إلى جانب ممارسته.
أحمد عيسى
يعرضُ لنا الكاتب صورًا من حرية وقهر المرأة عبر العصور بدايةً من عصر ما قبل التاريخ، وانتهاءً بمنتصف القرن العشرين، حيث يقف في هذا الكتاب موقف المدافع عن حرية المرأة التي خطَّت بأناملها الناعمة صفحات المدنية الحديثة، ويبين مقدار القهر الذى تعرضت له المرأة داخل التجربة التاريخية الإنسانية، مشيرًا إلى أنها قد مُنِحت ذهبية الحقوق الإنسانية في العصر الإسلامي الذي اعتبرها جوهر بناء المجتمع وليس جزءًا منه، وذكر إسماعيل مظهر أن المرأة قد بلغت مرتبةً مرموقةً في أنظمةٍ وصفت بالاستبدادية مستشهدًا بمكانة المرأة التي وصلت إلى مرتبة الملك في مصر القديمة، ويرى الكاتب أن قوامة الرجل على المرأة تعني تشارك في المصالح محددًا بحدود العقل، كما يرى إن الفضيلة ليست حِكْرًا على الرجل دون المرأة؛ لأن الرأي العادل يرى أن الفضيلة ساكنة في تكوين نسيج كل إنسان وإن اختلف جنسه.
إسماعيل مظهر
واكب الحداثة الغربية منذ بداية القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين، ظواهر سلبية شتى كامنة في بنيتها، وتمثلت هذه الظواهر في عمليات تهجير واستعباد الأفارقة، وإبادة الهنود الحمر، والدمار البيئي المصاحب للتطور التكنولوجي … وغيرها، وقد أفرزت الحداثة الغربية بنية معرفية موازية لتلك البنية المادية قائمة على خطاب الهيمنة، تمثلت في إدعاء عالمية النموذج الغربي وعلمية نظرياته ومناهجه، وبالتالي إقصاء التراث الحضاري للأمم غير الغربية، باعتباره تراثًا معادٍ للتقدم والعلم، وهو ما دفع بمفكري هذه الأمم ممن يمتلكون وعيًّا نقديًّا حرًّا في تلك الفترة إلى الدفاع عن تراثهم، وإثبات صلاحيته للنهوض والتقدم، وكان من بين هؤلاء الإمام محمد عبده الذي يرى في الإسلام دينًا وحضارةً، فوضح في هذا الكتاب موقف الإسلام من العلم والمدنية، كما دفاع عنه ضد الذين حملوا عليه من المغرضين ورجال الاستعمار، حيث عمل الإمام على إبراز المعاني الإنسانية والعمرانية والاجتماعية وبيّن عدم التعارض بينها وبين الإسلام، وقد ناقش ذلك في إطار عدة قضايا منها: اشتغال المسلمين بالعلوم الأدبية والعقلية، والعلاقة بين الإسلام ومدنية أوروبا.
الإمام محمد عبده
ظلَّت قضية «الحُكم في الإسلام» موطن جدل ونقاش عهودًا طويلة، ودأب الكثير من المفكرين على تناول هذه القضية، سواء في أبحاث داخل مؤلفاتهم أو فيما أفردوا لها من كُتب خاصة، غير أن أحدهم لم يُعنَ بمناقشة القضية بشكل تفصيلي ممنهج إلا القليل. والدكتور «عبدالقادر عودة» في كتابه هذا «الإسلام وأوضاعنا السياسية» يؤصِّل ويُنَظِّر لأحد أهم الأفكار التي طُرِحَت من قِبَل الحركة الإسلامية المعاصرة، فيضع التصورات الحديثة لها، استنادًا إلى الموروث الفقهي والتراث النظري حول نظرية الإسلام فى الحكم، انطلاقًا من فكرة الإخوان المسلمين الأساسية فى الربط الصريح والمباشر بين الدين والسياسة. وكان منطلق الجانب السياسي المسيطر على الكتاب هو السؤال المحوري لكل المنتمين إلى تيارات الإسلام السياسي وهو: لمَن الحُكْم؟
عبد القادر عودة
يضم هذا الكتابُ مجموعةً من المحاورات والمناظرات التي تصور ما كان يصطرع في الجو الأدبي والاجتماعي في النصف الأول من القرن العشرينَ من آراءٍ وأهواءٍ، وأحلامٍ وأوهامٍ، وحقائقَ وأباطيلَ، وفيها نقدٌ وتشريحٌ لآراءِ طائفةٍ من العلماء والأدباء.
زكي مبارك
هي رواية تمثيلية في ثوبٍ تاريخيٍّ، وهذه الرواية تستندُ في جوهرها على حوادث التاريخ العربي والإسلامي في صورة شخصيات يُضفي عليها الكاتبُ بريقَ الخيال وواقعية التاريخ موضحًا المعالم الاجتماعية، والسياسية، والعَقَدِيَّة، والجغرافيةِ لبلاد العرب، ومُجسدًا أحداث ذلك التاريخ في مسرح المدن المصرية، ومدن العراق، والشام، وبرقة، وإفريقية؛ تلك المدن التي أثرت في صياغة أحوال بلاد النيل في هذه الفترة الزمنية، كما يوضحُ لنا الكاتب الدعائم التي استند عليها النبي في إرساء مبادئ الدعوة الإسلامية، وقد حظِيَ هذا الكتاب عند ظهوره على مبلغٍ كبيرٍ من الإشادة والتقدير من قِبَلِ أعلام الفكر الإسلامي.
إبراهيم رمزي
«مصر الصغرى»، اللقب الذي يطلقه البعض على الفيوم، تلك المحافظة المصرية الواقعة إلى الجنوب الغربي من محافظة القاهرة، يتناول أحد أبنائها في هذا الكتاب الذي بين أيدينا تاريخها منذ نشأتها وحتى أواخر القرن التاسع عشر. وقد قسَّم «إبراهيم رمزي» كتابه خمسة أقسام: أفرد الأول لذكر سبب التسمية وظروف النشأة والتطور حتى بداية عهد محمد علي باشا الكبير، والقسم الثاني للأحداث التي توالت عليها في ظل حكم الأسرة العلويَّة، بينما يتحدث في القسم الثالث عن مشاهير الشخصيات الفيوميَّة من علماء وأدباء وفضلاء، ويترجم المؤلِّف لأبرز معاصريه منهم في القسم الأخير من الكتاب، مرفقًا بسِيَرهم صورًا شخصيَّة لهم، أما القسم الرابع فقد فصَّل فيه الكلام عن جغرافية الفيوم شاملةً موقعها ومدنها وقراها، ومعالمها المميزة طبيعيةً وعمرانيةً وصناعية، وكذلك سكانها وزراعاتهم وتجاراتهم.
إبراهيم رمزي
لا يخفى على أحدٍ أن التعليم هو السبيل لبناء الحضارة وإحراز التقدُّم؛ الأمر الذي وعاه العرب حتى قبل الإسلام؛ حيث كانوا يتعلَّمون ما يساعدهم في رحلات تجارتهم من الحساب وأمور الفلك ليهتدوا بها خلال الأسفار. وبظهور الإسلام أصبح التعلُّم أمرًا لازمًا، بل فريضة على كل مسلم ومسلمة؛ فانتشرت حلقات العلم بالمساجد، وشجَّع خلفاء المسلمين العلماءَ والقراءَ فخصَّصوا لهم رواتبَ ثابتةً تمكِّنهم من التفرُّغ لهذه المهمة، كما انتشرت المكتبات الكبيرة وتنافس الوجهاء على تزويدها بالكتب والمخطوطات، لتشهد الأمة العربية والإسلامية نهضة تعليمية كبرى كانت في أوجها مع افتتاح المدارس النظامية التي لم تَعُدْ مناهجها مقتصرةً على المواد الدينية فقط، بل كانت جامعات حقيقية يتعلم فيها الطلاب مسائل الفلسفة والرياضيات وفنون الطب والصيدلة بشكلٍ يماثل الأساليب التعليمية الحديثة التي عليها جامعات العالم اليوم.
محمد أسعد طلس
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号