سرديات مقدسية - الشيخ ريحان
المؤلف:أحمد غنيم
2014-01-01:تاريخ النشر
9789950383739:ISBN
Arabic:اللغة
:خلاصة
ربما تتطابق بعض أحداث هذا السرد، وبعض أسماء الشخصيات أو الأماكن مع الواقع، إن هذا التطابق ليس صدفة، غير أن ما بين يديك هنا ليس سيرة ذاتية لأيِّ شخصية أو أسم ورَدَ فيه، ولا تسجيلاً تاريخياً للأحداث.
أنا أحب القدس وأتحيز ل...
Introduction
ربما تتطابق بعض أحداث هذا السرد، وبعض أسماء الشخصيات أو الأماكن مع الواقع، إن هذا التطابق ليس صدفة، غير أن ما بين يديك هنا ليس سيرة ذاتية لأيِّ شخصية أو أسم ورَدَ فيه، ولا تسجيلاً تاريخياً للأحداث.
أنا أحب القدس وأتحيز لها، ولست حيادياً في حبها، أمشي في طرقاتها، أنظر إلى الناس وجدران البيوت، يكسوها الندى من خجل النوم في الصباح، وتعرق من كدِّ السعي في النهار، أشتمّ رائحة الياسمين وهي تُدلي جدائلها من خلف سناسل الحواكير، أداعب أوراق الدوالي وأقطف حبات الميس، أهيم على نفسي في الوديان، أنطر الحجارة الصغيرة بإصبعي النابزة من ثقب حذائي البالي، علَّي أتعثر بقطعة انتيكا أو أثر من حدوة حصان أو قطعة من سيف أو رمح لجنود الناصر سحبتها مياه الأمطار من تلال المكبر إلى الوديان السحيقة، أتشعبط التلال المحيطة بأسوار المدينة، وأهيم بشقائق النعمان المنثورة على مدى السناسل المتدرجة من قمة جبل الزيتون إلى أحضان البتول الناصرية، ألتقط روعة المدينة كأنني آلة تصوير، أكتب الصورة بحروف وكلمات، وأكسو عظام اللحظة لحماَ كي أُرجعَ الزمن إلى الخلق القديم، أميلُ إلى الكتابة الفوتوغرافية، وإلى قلب القاف ألفاً في عاميتي الكنعانية، فأسمع همس الصبايا توشوش الليل، تطربني موسيقى الباعة الجوالين، ويسحرني صوت الأذان، وأجراس الكنائس، وتثور في قلبي نار غاضبة، عندما يُقتل الطين، أنا لا أبحث في سرديتي هذه عن الموضوعية أو الإبداع، لست سوى فوتوغرافي يكبس على زر آلة التصوير، يوقف الزمن ليحتفظ بالصورة كما هي، أو يعود إلى مسودة فلمه القديم ليُرجع الزمن إلى حيث كان جميلا، لم تزيفه الألوان المُبهرة، تشغلني ذاكرة المكان، صُور أبي المتروكة في صندرة الوعي واللاوعي، ذاكرة المدينة، وذكريات الناس، أنفاس التاريخ التي تبثها جدران الأزقة وأرصفة الطرقات.
Book catalogue
الجزء الأول
1
بائعُ الحليب
2
الجزء الثاني
3
نهر بلا ماء
4
الجزء الثالث
5
نقش على رقيم
6
【Log in now】