في ‘دفاتر مهيار الدمشقي’، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرّمز أكثرَ تفصيلاً ووضوحاً وأبعدَ توغُّلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجَّل، أو الحميم الخصوصي، وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات. تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفيّ أكثر اتّساعاً وأنقى شفافية. وتصير طرق التعبر أقرب إلى الومضة والشّذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطّعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوَّق، المُعذَّب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلِّد، المبدع، الذي يُسمّى الحياة العربية.
أدونيس
واحاتي قد زانتِ الواحاتُ صحراواتِنا وكتلكَ في آدابنا واحاتي يا مُصحرون تنسَّموا نَسَماتِها وَرِدُوا زُلالاً لا سرابَ فلاةِ أُمّوا خمائلَ أثمرت من دوحها وتفيَّؤُوا وكُلُوا من الثمرات فلعلّما سُرُبُ الصحارى تلتقي فتئيضَ كالأنهار في الجنّات ولعلّما وطنُ العروبة واحدٌ أرضاً وشعباً بعد طول شتات فمتى تحرّكُ ذي الجلامد نفخةٌ ومتى تكون قيامةُ الأموات؟
علي حسين زينة
أُخرِجك منّي.. مثلما يخرجون رصاصة ثم أعيد ترتيب المكان للأسماء البعيدة أخرجك مني شجرة تفاح وحيدة في الربيع، ثم أملأ الفراغ بألوان خشبية، وأجلس.. لأراقب الغابة البعيدة التي كنتَ تحجبها أخرجك مني مثلما يخرجون أثاث بيت فيه حبيبان.. اختلفا فهجراه وبات باردا..
هناء داوود
دعني أريدُ السّقوطَ فيّ بتُّ أجهلُني كأن يمناي آثرتْ البقاءَ في تشرينٍ مضى قبل بلوغِهِ عامَهُ الثاني فولدْتُ إحدى عشرة مرةً ولم أكتملْ يُسراي وعَدتْ أن تعوّضني الفقدَ لكنّها تتحسّسُ من الوقت رمتْني في ساعةٍ سوداء فركضتُ مع عقاربها المهْووسة اعتدتُ أن أدوخَ ولا أكفُّ عن الدوران كمَمْسوسَة هو هكذا... مَن يُهندِس كونَه الصّغيرَ يستأنِس تعبُه الوصولَ إلى اللانهاية يُرضي الجميعَ ولا يرضى حتى اسمي غَفل عنّي تغاوى بلباسه الأحمر في ليلة ظلماءَ فابتلعتْه غيرتُها لم أعدْ دارين.. أنا دارٌ واحدةٌ فكرةٌ شاردةٌ بلا جناحين وهذي السّماءُ كلها لي.
دارين زكريا
شاعر وفنّان تشكيلي ألماني من أصول سورية، من مواليد دمشق 1965. يُدير مهرجان صالون الشِّعر الألماني العربي الذي أسّسه عام 2005، إلى جانب عمله كـ كاتب ومترجم أدبي (كَتَبَ في الشِّعر والقصّة للأطفال والكبار)، يكتب للصحافة الألمانية ويُحاضر في الفنون المعماريّة ويُدرِّس اللغة الألمانيّة. صدر له إلى الآن أكثر من 40 عنواناً تتوزّع بين كتبه الخاصة وترجماته وإصداراته في صالون الشِّعر. له دواوين شِعريّة عديدة، آخرها ديوان «التعب الأزرق» وفي هذا العام سيصدر له ديوانان، واحد بالألمانية وآخر بالعربيّة. تُرجمت قصائده إلى عدّة لغات.
فؤاد آل عواد
حسين بهيش هو شاعر عراقي من مواليد 1994 في المثنى، حاصل على بكالوريوس في القانون ويعمل محامياً في السماوة . فيما سبقَ صدرت له "أغنية عن نهاية العالم" عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع و " وسيلة أخرى للدخان "عن دار تأويل التي رشحت للقائمة الطويلة في جائزة النفري للشعر في ألمانيا عن دار الدراويش . نشرت قصائده ومقالاته في كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية؛ مثل مجلة مشاهير العراق، ووكالة نخيل عراقي، ولديه –أيضاً - بعض القصائد الموثقة في موقع أدب، وموقع أنطولوجي، وجريدة أوروك، و جريدة العربي الجديد، والترا صوت، شارك –أيضاً - في عدد من المهرجانات في الجامعة لثلاث دورات متتالية، وحصلَ على شهادات تقديرية، وشارك في بعض المنتديات الثقافية .
حسين بهيش
هذا أنا سِلْماً وحربا هذا أنا سَأَمَاً ووَثْبا هذا أنا صَحواً وأنواءً وإجداباً وخِصبا هذا أنا بحراً وإبحاراً وقافلةً ودَرْبا هذا أنا كُفْراً وإيماناً ومِعراجاً وصَلبا هذا أنا قِسّاً وثوريّاً وصوفيّاً وصَبَّا هذا أنا فَرَحاً وأحزاناً وجرحاً سالَ عَذْبا ... حِبرٌ ينِزُّ دَماً، ونَصْلٌ يَمنحُ الكلماتِ قلبا
صلاح الدكاك
يا محترفَ الرَّسم على ناصية شعوري ارسمْ شيئاً يشبهُ خَدَرا حتَّى لا تؤلمني اللَّحظة فنوارسُكَ الليلةَ حول مراكبِها تستافُ حضوري يسقطُ صوتي بينَ الموج يسافرُ في أدراج مداه يتوسَّلُ جلدَ المجداف قبلَ رحيلك خذْ ذاكرتي امنحني عمقَ النسيان نسياناً لا تتسلَّل من بين هشاشتِهِ قطعانُ حنين لا يرعى اللهُ بصاحبِه قايضْني بعضاً من قسوتكَ فنحن على حدَّين من اللا متساوي
مريم عيسى
عزمتُ في بداية السّنة الدّراسية 1999/2000م على تدريس موضوع: «شهرزاد أسطورة أدبية» ضمن مادّة الأدب المقارن لطلبة السّنة الأولى ماجستير في الأدب العام والمقارن، على اعتبار أنّ شهرزاد أنموذج حيٌّ في الأساطير الأدبية لأنّها شخصيّة أدبية إبداعية لا تتّسم بأيّة سمة عَقَدية قدسية، لم تلدها امرأة وإنّما أنجبها عقل مبدع ووجدانُه، وتزيّت بزيٍّ شرقيٍّ عربيٍّ إسلامي في نصٍّ أدبيٍّ عالميِّ الشّهرة ذي أصول متعدّدة إلاّ أنّ لسانه عربيٌّ مبين، وبالتّالي فهو من عيون الأدب العربي، ثمّ لتهافت الأدباء عبر الزّمان والمكان والألسنة على توظيفها في مختلف الأجناس الأدبية، لتتحوّل من مجرّد شخصيّة أدبيّة إبداعيّة إلى أسطورة أدبيّة؛ ويومها لم يدُر في خَلَدي أنّ شهرزاد ستكون مثار إعجاب طَلَبة الدّفعة، وبصفة خاصّة طالبة لم تكن كثيرة الكلام المباح، فما بالُك بغير المباح .
د. سامية عليوي
قَدْ كُنْتُ فِي أَوْطَانِ هَذَا اللَّيلِ بَطْمَةً؛ عَلَى أَغْصَانِهَا يَضْحَكُ مَاعِزُ الْوَسَاوِسِ يَنُوحُ تَحْتَهَا دُخَانُ نِسْوَةٍ يَطُفْنَ حَوْلَ مِجْمَرِ الفُصُولْ يَقْرَأْنَ فِيهِ رَعْشَةَ الْوَقْتِ وَخَطَّ أَنْجُمٍ تَجُرُّ أَنْهُرَ الذُّهُولْ إلى أرَاضِي الذَّاتِ كُلَّمَا عَلَيْهَا أَدْخَلَتْ أَشْجَانَهَا الْأَشْيَاءْ .
د. أحمد بلحاج آية وارهام
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号