لا بدَّ أن القارئ العربي سيُدهش عندما يعلم أن أول نداء لتطوير التعليم وتحسينه كان فرنسيًّا، نعم! كان التعليم الفرنسي في المدارس والجامعات في نهاية القرن التاسع عشر قد وصل لمرحلة كبيرة من السوء لا يمكن السكوت عنها (كما يرى «جوستاف لوبون» مؤلف الكتاب)، فتشكلت اللجان الكبرى لبحث هذه المسألة، وكيف لا؟! والسبيل لأي نهضة حقيقية يعتمد على صلاح التعليم وجودته، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يكون ما دام أسلوب التعليم منحصرًا في قياس قدرة الطالب على الحفظ واستظهار المعلومات التي لا يلبث إلا أن ينساها بُعيد الامتحان، بينما الهدف الأسمى من التعليم هو خلق أجيال ذات شخصية قويمة قادرة على حل مشكلات مجتمعها والتعامل مع تحديات العصر. يسدي «طه حسين» للثقافة العربية صنيعًا مميزًا بترجمته لكتاب لوبون الشهير «روح التربية»، فنعم المؤلف والمترجم هما.
غوستاف لوبون
ﺩ .ﻫﺸﺎﻡ ﻧﺸﺎﺑﻪ
يعتمد بناء الاسرة على مقومات مختلفة، منها المقومات الدينية التي تعتمد على الاسس الاخلاقية والفكرية والعقائدية والقيّميّة، اضافة للمقومات العاطفية الايجابية التي تربط افراد العائلة من حب وتقدير واحترام وتعاون وتضحيات، ثم المقومات الاقتصادية التي عن طريقها تستطيع الاسرة ان تسد حاجاتها ويشعر افرادها بالامن والاستقرار والسعادة. أما المقومات الصحية وخلو الاسرة من الامراض المختلفة ان كانت جسمية او عقلية او نفسية، فإن لها دوراً فعالاً في دعم المقومات المذكورة سابقا من جميع الجوانب، وكلما كانت تلك المقومات متكاملة كلما كان صرح الاسرة متكاملاً، اما ان حدث خلل في احد هذه المقومات، وظهر عجز الوالدين في تحقيق وتلبية حاجات ومتطلبات الاسرة ادى ذلك الى صراع وا ضطراب و توتر في العلاقات العائلية والاسرية، و يؤدي بالتالي الى القلق والتوتر و الاضطراب النفسي لجميع افراد العائلة. ان اكثر ما يزيد حدة التوتر بين افراد الاسر هو التضارب والخلافات الحاصلة بين الزوجين، التي تبدأ في اول الامر بالنقد والسخرية والمناقشات الكلامية بين الطرفين و التي تؤدي بالتالي الى التوتر والغضب والسلوك العدواني احيانا. كما يؤدي هذا الى تصدع في التوافق الأسري المزمن. ويحدث احيانا اخرى عدم توافق أسري بشكل عام ان كان معنوياً أومادياً عندها تظهر المشاكل الاسرية على السطح، يمكن حل بعضها بالحسنى، والبعض الاخر يتعقد و يصعب تذليله وتخفيفه او حله، وقد تشتد المشاكل وتتوسع وتسبب في تفكك الاسرة الذي بدوره يؤدي الى انفصام عرى الزوجية وربما يؤدي الى الطلاق.
أمل المخزومي
أسمى نوري صالح الراوي
وإذا كان التطوير مطلبا في كل مناحي الحياة فهو يمتد من باب أولى تطوير التعليم من خلال العديد من القنوات كتطوير المناهج الدراسية تطويرا جذريا، وتطوير آليات المناهج باستخدام الوسائط التكنولوجية، وتشجيع المتفوقين ورعاية المتميزين، وتشجيع النشاط التثقيفي للطلاب، وأسس تقويم الأداء، وتنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس أملا في تأسيس جيل قوي يتمكن من الصمود في مواجهة التحديات والتنافسية، وتحقيق متطلب الجودة الذي أصبح التهاون فيه يمثل أمرا خطيرا يعوق الاندفاع إلى رؤية المستقبل ومراجعة قراءة الواقع.
نعيمة المهدي ابو شاقور
أفرزت الأحداث المتسارعة التي شهدها العقد الأخير من القرن العشرين تغيرات كثيرة في النظم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كان لها تأثيرها المباشر وغير المباشر على منظومة التربية والتعليم ، وعلى الرغم من أن هذه التغيرات كانت أكثر وضوحا، وأعمق أثرا، وأبلغ مدلولا في الدول الصناعية المتقدمة، إلا أنها أصبحت ذات صبغة دولية تركت بصماتها قسرا واختيارا على الكثير من النظم التعليمية في المجتمعات المختلفة ...ولعل من أبرزها ذيوعا وانتشارا المقاربة بالكفايات، التي أضحت مقاربة عالمية في التدريس.
مولاي المصطفى البرجاوي
لقد حاول المؤلف تناول مواضيع حساسة تهم الإدارة التربوية في ضوء التحديات التي تعيشها يوما بيوم وفي ضوء عولمة المجتمعات وثورة الاتصالات وزيادة قيمة المعلومة، الآخذة بالتسارع منذ نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد. ففي كل قضية ، حاولت التعرض للعديد من الآراء بهدف إخراج صورة واضحة وشاملة للقاري الكريم، املا في نهاية المطاف أن أكون قد قدمت خدمة لزملائي وطلبتي وكل من له علاقة أو يهمه الأمر ( كتبوا فقرأنا ونكتب فيقرؤون) فإن أحسنت فبتوفيق من الله وإن كان غير ذلك فحسبي أنني قد اجتهدت وأن النقص من سمة البشر.
محمد عمر العامري
يعد أولويات العمل الإصلاحي في العملية التعليمية قابلة للاتفاق والاختلاف، ولكن المؤكد هو الاتفاق على أهمية خطوات الإنجاز الحقيقي في مسيرة التحديث، لذا فإن تطوير مناهج الدراسة لا يعني ضرورات التبسيط بقدر ما يعنيه من تحقيق الأهداف المتوقعة من تفعيل الفكر الطلابي في تعزيز روح الابتكار والحوار والمناقشة، وجدية الاطلاع، وإكساب مهارات التحليل والنقد وإبداء الرأي وحرية التعبير.
محمد عمر العامري
تشكل ظاهرة التعصب أو العنف أو التطرف أبرز الظواهر الاجتماعية في عصرنا الحديث وقد شملت هذه الظاهرة كثيراً من المجتمعات الإسلامية وغيرها بل أصبحت هذه الظاهرة محط أهتمام الباحثين والدارسين في المؤسسات والمراكز العلمية، كما أصبحت مجالاً واسعاً للبرامج الإعلامية بصورها المختلفة، كما أن المجتمعات قد شغلت بهذه الظاهرة التي خرجت من كونها حالة محدودة إلى ان أصبحت ظاهرة دولية، وقد اختلطت فيها المفاهيم والتصورات، كما اختلطت الأسباب والدوافع، بل إن البعض مزج بين استخدام العنف المشروع الذي تجيزه الشرائع الدينية والقوانين الدولية كحالات التحرر والدفاع عن المقدسات والأوطان والحرمات، كما هو الحال في فلسطين وغيرها من البلدان المحتلة، وبين حالات العنف الموجهة ضد غير المقاتلين، فأصبحت صورة التعصب والعنف أو الإرهاب غير محددة المعالم.
أحمد الصعب
لقد حاولت في هذا الكتاب أن أقدم عرضا موجزا للتقويم من جهة وللتربية المهنية من جهة أخرى، وكذلك ربط العلاقة فيما بينهما، واستنتاج التوافق بين الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية للتقويم في التربية المهنية، لذا فإني ارجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الكتاب عونا لطلبة العلم بشكل عام، وللباحثين التربويين بشكل خاص، وللمهتمين في مجالي التقويم والتربية والمهنية بشكل أخص.
أبوز شارب - سليمان محمد
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号