يشتمل الكتاب على سيرة الكاتب من خلال مسيرة شعبه الفلسطيني ، على مدار نصف قرن ، أضاءت الكثير من الأحداث الكبرى ، بدءاً من النزوح العام 1967 ، مروراً بطفولة الفلسطينيّ التي هجّرها الإحتلال ، وأيام الدراسة ، فالجامعة ، وما شهدته حقبة السبعينيات من صعود وطنيّ
المتوكل طه
عن كتابة مكسيم جوركي، حياته وأدبه، سجل المترجم القدير أحمد محمد عطية على لسان ستيفان زفايج: إن القدر قد التقط مكسيم جوركي من بين حثالة الشعب ونفايته لكي يجعل منه شاهدًا على حياة المساكين، ولكي يرسم صورة صادقة لآلام الشعب الروسي وشقائه الشامل، وقد كان أن انحاز جوركي إلى من هم قد اختاروه ليمثلهم البشر الأشد فقرًا على هذه الأرض، من البسطاء والفلاحين، والذين سنلتقي معهم في "جامعياتي أو مع الفلاحين"، الذي يعد أحد المراحل الهامة في مسيرة مكسيم جوركي وسيرته الذاتيه. فبعد أن كتب عن طفولته في كتابه "طفولتي" نراه الآن فى "جامعياتي" شاهدًا على ثورة الطلبة وحياة الفلاحين وحياته البائسة. ومن حسن حظنا وحظ القارئ أن "جامعياتي أو مع الفلاحين" ترجمها الأستاذ/ أحمد محمد عطية أحد المتخصصين فى "جوركي". إن هذا الكتاب "جامعياتي أو مع الفلاحين" يمثل سيرة مفرغة لأحد عمالقة الأدب الروسي ألا وهو مكسيم جوركي.
مكسيم غوركي
إننا نحمل طفولتنا أينما حللنا، ولها الأثر الأكبر على شخصيتنا وتوجهاتنا. كنت في مرحلة الطفولة أستمع بشغف وخشوع إلى قصص الوالدة الحنون الغنية بآثار الماضي وقصص الحوريات والجنيات وأساطير الأبطال. أحلم بالأسفار البعيدة وأسرار القبائل وعادات البلدان. لقد كانت الوالدة الملهم الأول الذي زرع فينا هوى الأسفار، وهي تحكي لنا قصصاً، لا ندري إن كانت قد ارتجلتها أو نقلتها عن الأولين. وفي بيئة كهذه أنى لنا ألا نتطلع إلى تقليد الرحالة الأقدمين ومنهم العراقي الياس الموصلي أو ابن بطوطة، ثم ألا يُبحر في عروق كل منا سندباد صوب آفاق لاحدود لها؟الحياة مسرحية، هزلية كانت أو مأساوية، نحن أبطالها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عالم الغاب، فهو حلبة صراع وميدان وغنى مليئان بالمفاجأت، أبطالهما سكنة البراري، وهما مرآة عاكسة لمجتمعاتنا، فيهما ومنهما الدروس والعبر. ، وتخاطب مشاعرنا وأحاسيسنا، ذلك أنها تتناول الطبيعة البشرية بكل ما تحمل من نفاق وقسوة وبطش وكذب وأنانية. وفي الغاب، تماماً كما في مجلس الأمن الدولي، فالقوة هي الحق. ولا حاجة هنا لتحليلات سياسية ودراسات معمقة حول جغرافية أرض المعارك والتطرق إلى النظريات الجيوسياسية أو إلى ثرثرات بليدة، لنفهم سبب عدم مغادرة السعادين والظباء بعضها البعض. فالأولى نظرها ثاقب حاد تعلن الإنذار بالخطر الداهم، والثانية مرهفة السمع. وهكذا فقد أصبح اتحادهم قوة. والحقيقة نحن لا نفهم كيف نصب الإنسان نفسه سيداً على الكون، عندما نرى أن بعض الحيوانات أرحم من بني البشر، وهي لا تعرف مثلاً المحسوبياتوالانتهازية والكذب، ولا تتفنن في أساليب التعذيب والقتل ، وعندما نكتشف أن للأفاعي وللتماسيح عطفاً وحناناً خاصا أيضا .
بهنام قريو السناطي
تلك هي الرّسالة الحقيقيّة لرجل الأعمال الباكستاني الشهير صدر الدّين هشواني، الذي اختار دبي مكاناً لإدارة أعماله، وهذه واحدة من خلاصات الحكمة التي سعينا ليتدارسها القارئ العربيّ من خلال ترجمة السّيرة الذّاتيّة لرائد الأعمال الكبير، حيث يروي فلسفته، ورحلته في عالم الأعمال، والتي يتيح للقارئ خلالها، الاطّلاع على خزانة أسرار النّجاح، وأسس المسير عبر الدّروب الوعرة للوصول إلى أعلى مراحل التّفوّق التّجاريّ والإنسانيّ. إنّ الإبحار في المسيرة الجادّة لذلك المفكر الاقتصاديّ الباكستانيّ، عبر صفحات هذا الكتاب، يمكن أن يشكّل حجر زاوية، ومنهج عمل جاد، قادر على معاونة رواد الأعمال في التعاطي مع التحديات التي قد تختطف طاقاتهم أحياناً وتستدرجهم إلى غيابات اليأس، وهو مالم يعرفه أبداً «هشواني» طوال مسيرته الملهمة.
صدر الدين الهشواني
لا يخفى على القارئ العربي، ولا حتى على المستشرقين، ما للحلة المزيدية من رموز وأعلام كان لهم كبير الأثر في إغناء المكتبات بمصادر أدبية وفنية واقتصادية وسياسية واجتماعية . ما تزال الحلة التي أنجبت "أحمد سوسه، د . علي جواد الطاهر، طه باقر، أنور شاؤول .... وغيرهم كثيرون" تمد ضرعها الخصب في تحدٍّ جريء للظروف الأمنية والاقتصادية التي تصيبها بين حين وآخر، غير عابئةٍ بأحفاد هولاكو الذين يسعون إلى طمس هويتها الأدبية وتغذية أنهر القلق باللون الأحمر . هذه الحلة الريانة التي لم يجف نبعها، دفعتني لسبر أغوار بعض المجهول، وإثراء شارعها الثقافي بمداد أخضر يخط دون وجل، بعض سطور خجلة عن نخلات حليّة باسقة بدأتها دون انحياز مُسبق بالشاعر حميد سعيد . وسيظل الحبر ندياً بانتظار أن تُزهر ذاكرتنا للكتابة عن رموز حليّة، تكفيراً عن الذنب الأدبي الذي اقترفناه دون قصد بنسيان هذا الأديب أو ذاك، ووفاءً لإرث هذه المدينة العريقة .
حسين نهابة
في البورتريهات الذاتية العديدة التي رسَمَتها، قدَّمَت الفنانة المكسيكية فريدا كالو نفسها كسيدة جميلة ومعذَّبة، وشهيدة، وغريبة الأطوار، تنمّ نظرتها الثابتة عن إدراكها العميق للأحلام، وفهمها للحب وتشرّبها لخيبات الأمل التي شكّلت الإطار العام لحياتها، ما يجعل نظرتها المبهمة استفزازية بالنسبة إلى الناظر العادي . وفضلاً عن كونها رسامة مشهورة، فقد كانت فريدا أيضاً كاتبة رسائل معروفة، كتبت في مراهقتها رسائل غرامية إلى حبيبها، وتواصلت في سن الرشد مع طبيبها وأصدقائها في الولايات المتحدة، وحافظت خلال سفرها على أواصر التواصل مع أحبتها في بلدها . تشتمل هذه المجموعة المختارة، على كتابات فريدا ورسائلها، وتقدم معلومات ومقاطع، قد تساعدنا في حل لغز فريدا كالو . تكشف كتاباتها الستار عن وعيها المبكر، وعمق أحاسيسها ببؤس جسدها الصابر . كما وتتفوق هذه الرسائل عن أي سيرة ذاتية أخرى، في قدرتها على إظهار شخصية فريدا بوضوح لا مثيل له .
مارثا زامورا
وما أثار اهتمامي أكثر هو عدم وجود اسم للمؤلف، إذ اكتفى الناشر بأن ذكر على الغلاف "بقلم طالب دراسات شرقية" . وكان مؤلف الكتاب قد قام برحلة إلى سورية وجبل لبنان في الأعوام 1841 و1842 و1843 . والأمر الذي يثير الاستغراب هو السبب الذي جعل المؤلف ألاّ يذكر اسمه، وما هدفه من هذه الرحلة التي استمرت طوال ثلاث سنوات، انطلاقاً من الإسكندرية ووصولاً إلى بيروت التي انطلق منها إلى جبل لبنان ودمشق وحلب والساحل السوري حتى السويدية وإنطاكية الإسكندرونة . فإذا كان الهدف من رحلته الإطلاع على أحوال الناس والأوضاع السياسية السائدة في جبل لبنان وسورية عامة، وتدوين ملاحظاته وانطباعاته عنها، فلماذا لم يذكر اسمه لكي يُعترف بفضله، أم كان هدفه تعلم اللغة العربية، أم غير ذلك من الأهداف غير المعلنة للرحّالة؟ في جميع الأحوال، ستظل هناك أسئلة كثيرة وتكهنات أكثر . ولكن ما يهمنا هو ما دوّنه الكاتب من أحداث وانطباعات قد تلقي الأضواء على فترة لم تحظ بالكثير من عناية الباحثين . ولعل الكتاب يوفر للباحثين والدارسين المهتمين مادة هامة عن تلك الفترة التاريخية .
خالد الجبيلي
ركن الدين في ثمانينه، في مجلسه، بين يديه أحفاده يجتمعون على "منقل" القهوة المرّة، أحد عشر كوكباً منيراً يتحلّقون حول شمسه بمهابةٍ وخوفٍ قدسّيٍ لا يجرح صمته سوى صوت طقطقة عقد الحطب وانثيال حبات السبحة الترابية التي تحمل وِرْد الصوفيين إلى أن تذوب على آخرها .. كان صوت وقوع حبةٍ على أختها يصدر صوت ارتطام جثةٍ على أرض بئرٍ جافة أو وجيب يمامةٍ قبيل الفجر . دياب بشعره الأشقر ورأسه الكبير يواجه جدّه وهو يلفّ التتن ويبصق بقايا "البافرة" في وجهه، يقول : جدي .. مرعي يقول : إن "الديب" غدار؛ وأنه بمقدور كلبين أن يشلّخاه تشليخاً! ركن الدين ينظر بتلك النظرة المرعبة لمرعي ويقول بصوته الجنائزي : "وأنت "إيش عرفك انو الديب غدار ولاك؟ أم أننا نصدق كل ما قاله لنا رعيان هذه الأيام"؟ مرعي بترددٍ وخوف : جدي .. فات "الديب" على حوش بيت سليم أول البارحة، قتل لهم تسعة خرفان وخرج .. "قتلهم هيك .. وراح .. إيش بيكون الديب"؟ ركن الدين : عند بيت سليم ثمانية كلاب لماذا لم "يشلخوه تشليخاً"؟! ومن ثم .. قتل بيت سليم جراءه آخر الصيف .. اسمع "ولاك" أنت وهو ( بهذه اللحظة يصدر الذئب البعيد صوتاً متقطعاً ) : "الديب" قبل أن ينزل هذه النزلة يخبّر!، بيت سليم غُشم .. لقد أخبرهم وأنا سمعته بأذنيّ هاتين . تذكروا جيداً : إن سمعتم الديب يعوي "لخم" ويسحب نفَسه كما يسحب نفَسه المسهوم يكون جائعاً ولا زاد لديه، يعني نازل نازل .. "كل واحد يضبّ غنمو وبلا مرجلة" .. أما إن سمعتموه يغرد وكأنه يُسمّع بحرَ الرجز في الكُتّاب، فإنه يغني . لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" .
هاني نديم
كان الفكر القومي العربي الذي انتعش على المستوى النظري وعلى المستوى العملي بعد سقوط مملكة فيصل الأول في دمشق في عام 1920 قد بدأ يهتز بقوة بعد نكبة فلسطين في عام 1948. وما كادت تفصيلات الهزيمة في عام 1967 تتكشف للجميع، حتى كانت الحركات السياسية القومية قد فقدت جانبًا مهمًا من جاذبيتها الفكرية والتنظيمية جرّاء الصراع الناصري - الشيوعي في العراق، وسقوط الوحدة المصرية - السورية في 28/9/1961، واندلاع الحرب اليمنية، وكارثة الهزيمة نفسها. وفضحت هزيمة 1967 ما كان مستورًا في النُظُم العربية، أي تخلّفها العلمي والمعرفي والإداري والتنظيمي، علاوة على هشاشتها الاجتماعية وتقليديتها الفكرية. وأطلقت هزيمة الخامس من حزيران/يونيو 1967 موجة غاضبة جديدة من النقد الذي طاول كل شيء تقريبًا: المجتمع وأنظمة الحكم والأفكار معًا. وبدأت الأفكار الجديدة الداعية إلى التحرر الوطني والقومي والاجتماعي تُدشّن وعيًا نقديًا جديدًا في العالم العربي بأسره، وانتعش الفكر النقدي الجديد الذي تجرّأ على نقد الناصرية والقومية العربية والشيوعية، وخصوصًا الماركسية – اللينينية ذات الطراز الستاليني السوفياتي. وفي خضم هذا العصف الفكري والثقافي كانت أفكار الثورة الاشتراكية والكفاح المسلّح والعنف الثوري تتصاعد وتنتشر من مشرق العالم العربي إلى مغربه وحتى إلى خليجه (البحرين وظفار واليمن الجنوبي). وكان من أبرز علامات العصر الجديد تحوُّل مجموعات وأفراد من الحركات السياسية القومية إلى ماركسية (غير سوفياتية). فاليسار العربي الجديد الذي انبثق في أواخر ستينيات القرن المنصرم لم يظهر في سياق تحولات اليسار الشيوعي القديم، ولم يكن للشيوعيين القدامى أي تأثير فيه، بل ظهر نتيجة الهزة العميقة التي أحدثتها هزيمة 1967، وكانت الماركسية، في هذا السياق، ملجأ أيديولوجيًا بعد أن تخلخلت ركائز الفكر القومي بنسختيه البعثية والناصرية.
طلال نعمة
هذا الكتاب هو أول دراسة يكتبها عسكري عراقي خاض الحرب العراقية - الإيرانية من يومها الأول في 22/9/1980 حتى انتهائها في يوم 8/8/1988، وشغل في أثنائها مواقع قيادية عسكرية مختلفة، من قائد فرقة وقائد فيلق حتى رئيس أركان الجيش في عام 1987، حين أنهى هذه الحرب الضروس بنصرٍ عراقي كبيرٍ(5). حاولت أجهزة الإعلام والقوى الغربية تجاهله، والتقليل من شأن ما أنجزه جيش العراق على العدو الإيراني في معارك التحرير الست التي شرعت بها قواتنا من معركة «رمضان مبارك»، وتحرير الفاو من براثن القوات الإيرانية في 17/4/1988 حتى معركة «توكلنا على الله» الرابعة التي كانت أكبر حجمًا من بعض معارك الحرب العالمية الثانية، والتي جرَّدنا فيها القوات الإيرانية وحرس الخميني مما تبقى لهما من عدّة وعتاد، مرورًا بالتوكلات الثلاثة الأخرى، وعملية «محمد رسول الله» التي حرّرنا بها شمال العراق من القوات الإيرانية المحتلة. وما قول كبيرهم وليّ الفقيه ومرشد الثورة والقائد الأعلى لقواتهم المسلحة الخميني: «إني أُفضل تجرّع السمّ على توقيع الموافقة على إنهاء هذه الحرب» إلّا تأكيد لما ذكرته أعلاه.
نزار عبد الكريم وفيصل الخزرجي
Copyright©2020 China Intercontinental Press. All rights reserved
京ICP备13021801号