في هذا الخريف ظلت تشهد دولة سينز هطولات مطرية غير منقطعة، بحيث أصبح الجو غائما والرؤية ضعيفة في النهار، مع غياب الشمس شعر الناس بالانزعاج. اليوم ما زال المطر يهطل على عاصمة الدولة مع جو رطب وبارد وغائم كاد يخنق الأنفاس، أما الشوارع فكان يسودها هدوءٌ تام، باستثناء بعض السيارات التي كانت تمر في أوقات متباعدة . ممرات المشاة كانت مهجورة في حالة من الفراغ التام، فمن المؤكد أن لا أحد مستعد للخروج في هذا الجو السيّء. أوشك الليل على أن يظلم، وقد أضاءت كل البيوت مصابيحها، وتحت تلك الأضواء الصفراء كان بعضُ الناس متفرّغِينَ فيحتسون قهوتهم الساخنة، وبعضُهم الآخرُ منشغلِينَ بشؤونهم، إنّه ليل عاديّ في عاصمة دولة سينز . في ضاحية العاصمة تمتد مجموعة من التلال تشتهر بالمناظر الجميلة والخلابة، وتكتظ بالزوار نهارا، وعادة ما يعمّها الهدوءُ التام ليلاً، أما اليوم فقد أُضِيئَت الأنوار في الفيلا الموجودة على قمة تلة، ذلك بعكس ما اعتادت عليه منذ فترة.