الآن، يبدو الأمر صعباً، في تنافس غير محدود بين النصوص التي ينوي القارئ قراءتها، بوجود رغبة لديه في الاطلاع والمعرفة والتعلم، فثمة فروع كثيرة للمعرفة، وإذا تجاوز القارئ تلك الفروع كلها وحصر قراءاته بالرواية فحسب، فإنه لن يتخلص من الزحام الشديد الذي سيجده في عملية العرض، إن الأرقام كبيرة، بل كبيرة جداً، في التأليف العربي والمترجَم . ثمّة عدد كبير من الروايات يصدر باللغة العربية سنوياً، وبسبب عدم توفر إحصائية، يتم الاتكاء على افتراض ما يَصدر ويُنشر، وهو ما لا يقلّ عن ( 500 ) رواية سنوياً، وبالاستفادة التقريبية من عدد الاختيارات التمهيدية لجائزة البوكر العربية، التي هي بحدود ( 130 ) رواية، وهي جزء من المنشور في عام واحد، ليشار إلى استحالة متابعة القارئ العام، ومضاعفة الاستحالة بالنسبة إلى القارئ المتخصص - الناقد - لكل ما ينشر أو للجزء الأكبر منه، مما يُخضع عملية المتابعة إلى شروط خاصة، منها : العلاقات الشخصية، والصدفة، والحظ!