من الطبيعيِّ أنَّ اللغة هي روح المجتمع في صفة التعبيرات التي تلامس المشاعر والأحاسيس، وهي أيضاً تعدُّ حسب المنظور العلميِّ ذلك الشكل الاجتماعيَّ الذي يميّز التفاهم العامّ والخاصّ في حيواتنا البشريَّة، وأيضاً بعض التداول يجعل اللّغة ليست وسيلة للتفاهم فحسب، بل تكون اللّغة تلك المنطقة التي نتَّكئ عليها جميعاً، وهي أيضاً تتعدَّد صفاتها العامَّة والخاصَّة في المناهج العلميَّة الإنسانيَّة والعلميَّة العضويَّة أيضاً، لكنَّ وسيلة التفاهم الاجتماعيّ لدينا هي لغة أدنى من اللغة العامَّة التي تعدُّ القيمة الكبرى لتحقيق المعنى الحياتيّ بالشكل المباشر للتفاهم، لكن نجد أنَّه قد سادت اللّغة الأدنى، التي هي لهجة شعبيَّة مرتبطة بنسب متعدِّدة باللّغة العامَّة، لكن تختلف عنها في أنَّها وسيلة عرفيَّة للتفاهم افترضتها ظروف مناسبة، وقد نجد ثمَّة تفصيلات لتلك اللغة الأدنى تزيد الأمر تعقيداً، إلى الحدِّ الذي عنده تنهار اللُّغة العامَّة، على الرَّغم ممَّا تشكِّل من طاقة لاستيعاب أيِّ طارئ لغويّ، لكنَّ علَّة انهيار اللّغة في الوجود البشريِّ العامّ لحيواتنا، تنحصر أساساً في الصراع الخفيِّ بين اللغة واللهجة، وما هو أبعد من ذلك، تحلُّل اللهجة إلى ما هو أدنى منها، واستيعابها لرموز مستحدثة تضع اللُّغة العامَّة في محنة، وهذا سائد في بعض الشرائح الاجتماعيَّة، وملموس على نحو واضح أيضاً .