( عندي أن كل ما يرويه الناس عن الناس باسم التاريخ، ليس إلا رغوة متطايرة فوق بحر الإنسانية... أما أعماق الإنسان وأفاقه فأبعد وأوسع من أن يستوعبها بيان. فنحن حتى اليوم لم نكتب «تاريخ» إنسان ولا «تاريخ» أي شيء على الإطلاق... ) . ميخائيل نعيمة، من مقدمة كتابه عن صديقه جبران خليل جبران . أحببت ان أنقل إليكم هذه الفقرة من كاتبنا الكبير ميخائيل نعيمة لأنها تعبّر أصدق تعبير عمّا أود قوله في هذا الكتاب. فكل ما ورد في متن الكتاب ليس إلا شهادة حياة... شهادة خبرة حياة جماعية، عشتها أنا بنفسي مع جماعة السفينة. خبرة المرحلة التأسيسية الأولى، مرحلة بداية الجماعة واستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية. وامتدت هذه المرحلة من العام 1994 إلى العام 1998، خمس سنوات هي خبرتي الشخصية . لذلك، فهذا الكتاب هو جزء صغير جداً من مسيرة طويلة لكل شخص أحاول ان أتكلم عن مشاركته في الحياة الجماعية داخل بيت السفينة. فقد نقلت إليكم بعضاً مما عشناه معاً كجماعة، وأنا كنت شاهداًومشاركاً في هذه الأحداث . فقط توضيح صغير، بما أنني أتكلم عن خبرة شخصية، فبعض الأحيان أقول يوسف وأنا... أو غسان وأسعد... والكلام هو عن الشخص نفسه كاتب هذه السطور .